فى اليوم الثالت وقبل الأخير من أيام فتح باب الترشح لـ الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران، تقدم الرئيس الإيراني المتشدد الأسبق وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محمود أحمدي نجاد، بأوارق ترشحه اليوم، الأحد، لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة 28 يونيو الجاري وفقا لوكالة مهر الإيرانية، الأمر الذى ينظر إليه على أنه تحدى واضح للمرشد الأعلى على خامنئى الذى رفض ترشحه عام 2021.
وسيكون خوض نجاد السباق الرئاسي رهن مصادقة مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 عضواً على ترشحه، وهو هيئة من القانونيين يهيمن عليها المحافظون، وتقوم بفحص ملفات جميع المرشحين لمناصب عامة.
من هو أحمدى نجاد
تولى نجاد رئاسة إيران لمدة 8 سنوات فى فترتين رئاسيتين بين (2005-2013)، وعرف بقصر قامته، واشتهر فى الميدان السياسى على مدار تلك السنوات بشخصية أثارت حولها الكثير من الجدل، معتمدا بشكل رئيسى على الشعبوية عبر خطاباً رناناً قوياً والظهور بمظهر نصير المظلومين فى العالم، جعله محط أنظار العالم الخارجى قبل الداخل الإيرانى.
كان من الصعب على هذه الشخصية الابتعاد عن الأضواء والميدان السياسى فور انتهاء مدة رئاسة، فرغم تعيينه عضوا فى مجلس تشخيص مصلحة النظام عمل على اثارة المزيد من الجدل حوله بالداخل الإيرانى، وافتعال الصراعات مع أركان السلطة، حتى وصل الأمر به إلى مجابهة رأس النظام، كى يظل محل أنظار الجماهير الإيرانية ويتخذ من ذلك بابا للعودة إلى معترك السياسة، رغم افتقاره لأى قاعدة شعبية فى الداخل، وكونه أصبح أيضا وجها غير مرغوب فيه فى الخارج.
ومنذ نوفمبر 2017 دخل الرئيس الإيرانى السابق فى صراع مع السلطة القضائية، واتهم رئيسها صادق لاريجانى المعين من قبل المرشد فى 30 يونيو 2009 أى خلال فترة ولايته الثانية، بالفساد وإصدار أحكام ديكتاتورية مؤخرا طالب بعزله، ودعا خامنئى، إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة دون تدخل المؤسسات الأمنية، وإقالة رئيس السلطة القضائية صادق لاريجانى المعين من قبل المرشد، وإطلاق سراح السجناء السياسيين والمحتجين على الأوضاع الراهنة فى البلاد.
وفى 2017 منع مجلس صيانة الدستور أحمدى نجاد من الترشح لانتخابات بعد تحذير خامنئي له من أن دخول المنافسة ليس في مصلحته ومصلحة البلاد. وكان قد نشأ خلاف بين الاثنين بعدما دعا أحمدي نجاد صراحة إلى فرض ضوابط على سلطة خامنئي المطلقة، وففي 2018، وفي انتقاد نادرا ما يوجه لخامنئي، كتب أحمدي نجاد إليه يدعوه إلى إجراء انتخابات حرة.
مرشحو الرئاسة
وخلال الأيام الأربع الماضية سجلت العديد من الشخصيات السياسية الإيرانية أسماءها للترشح، فى مقدمتها، سعيد جليلي، كما تقدم علي لاريجاني، بأوراق ترشحه فى ثانى ايام فتح باب الترشح، ولاريجانى ينتمى إلى تيار المعتدلين الذي يضم الإصلاحيين والمحافظين التقليديين، كما ترسح وحيد حقانيان المساعد التنفيذى السابق فى مكتب على خامنئى، وجائت النائبة المحافظة زهرة إلهيان، المرأة الوحيدة التى تقدمت للترشح، كما تقدم أحمد رسولي نجاد النائب السابق، مسعود بزشكيان، علي رضا زاكاني، حبيب الله دهمرده، محمد رضا ميرتاج الدينى، فدا حسين مالكي، وتم تسجيل محمد مهدي إسماعيلي وزير الثقافة والارشاد الاسلامي.
ويخشى المعسكر الاصلاحى عملية اقصاء جديدة داخل مجلس صيانة الدستور المنوط إليه صلاحية المصادقة النهائية على المرشحين لخوض الانتخابات أو رفضهم، كتلك التى مورس بحق اعضاءه فى الانتخابات التشريعية مارس 2023، وفى هذا الاطار قالت الجمعية العامة لجبهة الإصلاح الإيرانية، أن مشاركة جبهة الإصلاح الإيرانية في هذه الانتخابات ستكون مرهونة بتأييد واحد على الأقل من مرشحيها فى مجلس صيامة الدستور.
سجال انتخابى مبكر بين جليلى ولاريجانى
فيما بدأ التراشق الانتخابى مبكرا بين جليلى ولاريجانى الذى صرح يأن "التغلب على العقبات، يجب أن نتجاوز الأساليب التي عفا عليها الزمن"، هاجمه سعيد جليلى ، ما دفع لاريجانى لكتابة على حسابه على منصة اكس "من أجل نمو البلد وتطوره، يجب أن نحلق فوق النقاشات الهدامة والسلبية، ونغير أجواء الانتخابات بشكل نهائي لتصب في إعطاء صورة لمشاكل الناس وتقديم الحلول الحقيقية لها"، واصفا رئيسي ورفاقه بـ "شهداء الخدمة"، على حد وصفه.
ورد جليلي: "لا يمكن لأحد أن يقول إنني أبحث عن مصالح الشعب، لكن رغم كونه مسؤولا عن البرلمان لعدة سنوات، لم يقدم ملفه في مجال مكافحة الفساد، لقد لجا الرئيس السابق للمجلس الشورى (البرلمان) إلى (تشات جي بي تي)"، في إشارة إلى خارطة من برنامج الذكاء الاصطناعي " تشات جي بي تي" نشرها لاريجاني تظهر توجهه إلى مقر التسجيل ثم إلى مقر رئاسة الجمهورية.