تسببت الحرب والاشتباكات المتواصلة فى السودان فى نزوح أعداد كبيرة من سكان جنوب العاصمة الخرطوم ، لانعدام الأمن وتردي الوضع الصحي والمعيشي وفق متطوعين سودانيين.
ووفقا لموقع تريبون سودان، تخضع منطقة جنوب الحزام، التي تضم أحياء الإنقاذ، الأزهري، السلمة، مايو، لسيطرة قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لبدء الحرب، وبقيت هذه الأحياء مواقع عمليات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث استمرت في التعرض لقصف مدفعي عنيف، بالإضافة إلى استهداف الطيران الحربي بشكل دوري معسكر المدينة الرياضية ومواقع قوات الدعم السريع في الأحياء المذكورة، مما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وتدمير منازلهم.
وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد كندشة، إن عدد كبير من سكان جنوب الحزام غادروا، وآخرون يفكرون في المغادرة نهائياً بسبب صعوبة العيش في المنطقة.
وأوضح أن المنطقة شهدت في الأيام الأولى للحرب موجة نزوح عالية إلى ولايات القضارف والجزيرة وغيرها، ولفت إلى أن بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة، عاد البعض إلى منازلهم في جنوب الخرطوم، لكن تردي الوضع الأمني والصحي وغلاء أسعار السلع الغذائية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة دفعهم للنزوح مجدداً.
وأشار إلى أن الانقطاع المستمر للاتصالات عن مناطق واسعة من الخرطوم أدى إلى تفاقم أوضاع المواطنين، وتحدث عن صعوبات كبيرة في الحصول على مياه الشرب نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى عدم قدرة المستشفيات على علاج أصحاب الأمراض المزمنة وتقديم خدمات الطوارئ الجراحية والولادة فقط.
ومنذ فبراير الماضي، انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من الخرطوم قبل أن تعود الخدمة لمناطق خاضعة لسيطرة الجيش في شمال أم درمان، كما تشهد أجزاء كبيرة من الخرطوم انقطاعا مستمرا للتيار الكهربائي بعضها أكمل عاماً كاملاً.
وتمانع السلطات في الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش في إيصال بعض السلع إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع في الخرطوم، وتفرض إجراءات أمنية مشددة في الطرقات، مما أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي للسكان.
وفى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تواصل عمليات فرار آلاف السودانيين من المدينة، بعد اشتداد المعارك بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في إقليم دارفور، آدم رجال، إن أعداد كبيرة من سكان الفاشر الفارين من الحرب وصلوا اليوم إلى منطقة طويلة ومناطق أخرى في جبل مرة.
وفى ولاية البحر الأحمر، مدّد واليها اللواء ركن مصطفى محمد نور، قرار إعلان حالة الطواريء بالولاية ، لمدة 6 أشهر، في إطار مجابهة الظروف التي تمر بها البلاد.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية إسقاط 20 طناً من الأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية في الفاشر، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة بولاية شمال دارفور والصندوق القومي للإمدادات الطبية.
من جهته، أكد وزير الصحة السودانى المكلف، التزام الصندوق القومي للإمدادات الطبية بتوصيل الأدوية والمستلزمات الطبية لكل مناطق البلاد براً وبحراً وجواً، حيث تجسد العملية مجدداً الدور الإنساني للقوات المسلحة والتزامها بالقانون الإنساني الدولي، امتداداً لتصديها البطولي للعدوان الهمجي من الدعم السريع الإرهابية على المواطنين العزل، وحماية سيادة البلاد ووحدتها ومقدراتها.
وأضاف: يجيء هذا المدد لولاية شمال دارفور، ونهوض القوات المسلحة بهذا الدور في توصيل المساعدات الإنسانية لتأكيد بأن هناك طرقاً عديدة لتزويد مواطني ولاية شمال دارفور وغيرها من الولايات المتأثرة بالمساعدات الضرورية، وان تقاعس بعض المنظمات الدولية عن بذل ما هو مطلوبٌ لتخفيف المعاناة الإنسانية بحجة عدم فتح ممرات بعينها لا مبرر له، خاصةً وأنّ نسبة تنفيذ التعهدات التي قُدِّمت من قبل لا تتجاوز 5%.
وناشد المجتمع الدولي بتقديم المزيد من المساعدات، خاصةً الأدوية والمحاليل والمستهلكات الطبية، وجدّد الدعوة لإدانة الدعم التي لا تزال تتمادى في قصفها للمستشفيات والمرافق المدنية والأحياء السكنية ومعسكرات النازحين في الفاشر، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها، وعلى المجتمع الدولي الإقرار بالطبيعة الإرهابية والنهوض بمسؤوليته في التصدي لجرائمها المستمرة ضد الشعب السوداني.