"معاداة السامية" تهمة معلبة تلقيها بعض الجهات الغربية لمواجهة صوت الحق فى الإعلام المصرى.. "ميمرى" يراوغ بتقرير مضلل.. وازدواجية المعايير عرض مستمر منذ 7 أكتوبر.. ورسالة جماعية تفضح قيادات صحف أمريكا وبريطانيا

الخميس، 06 يونيو 2024 08:00 م
"معاداة السامية" تهمة معلبة تلقيها بعض الجهات الغربية لمواجهة صوت الحق فى الإعلام المصرى.. "ميمرى" يراوغ بتقرير مضلل.. وازدواجية المعايير عرض مستمر منذ 7 أكتوبر.. ورسالة جماعية تفضح قيادات صحف أمريكا وبريطانيا حرب غزة
محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انحياز فج، وغياب شبه تام للمعايير الإعلامية ومبادئ الحياد هيمنت علي الإعلام الأمريكى، ومراكز الفكر والدراسات الغربية، ظهر واضحاً منذ العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى7 أكتوبر الماضى ، والذي كان آخر حلقاته ما نشره مركز ميمرى لبحوث الشرق الأوسط، وهو أحد مركز الدراسات الأمريكية اليهودية ، والذى اتهم فى مقال له الإعلام المصرى بالتحريض علي الكراهية ، فقط لكشفه جزءً بسيطاً مما يرتكب من مجازر علي مدار الساعة بحق مدنين عزل غالبتهم من الأطفال والنساء.

مركز ميمرى، والذى يتولى في جزء من تقاريره مهمة رصد الإعلام العربي عامة والمصري خاصة، تحت ذريعة الترويج لثقافة التقارب الفكري بين إسرائيل والدول العربية، إلا أن ما ينشر لا يخلو من إثارة الفتن تارة ، والترويج للصهوينة تارة أخري، ويظل في كل جوانبه ممثلاً لسياسة الكيل بمكيالين الغربية ولا يعكس إلا ازدواجية المعايير التي طالما حكمت عقلية الغرب وإعلامه.

وشن المركز هجوماً حاداً علي الإعلام المصري بتهم من بينها التحريض ومعاداة السامية ، أمام محاولات القاهرة ـ دبلوماسيا وإعلاميا ـ لفضح ممارسات الاحتلال.

ويمتلك مركز ميمرى تاريخ حافل فى الاجتزاء وتحريف الترجمة في بعض الأحيان لكي تخدم هذه الترجمة المصالح الصهيونية في المنطقة ويتسق اهتمام "ميمري" مع التوجه الإسرائيلي الساعي بقوة لترويج التطبيع المبنى على الاندماج الثقافى والفكرى والاجتماعي مع الدول العربية، وعدم تكرار تجربة السلام البارد مع مصر.

"انتفاضات الداخل" تفضح مهازل الإعلام الغربى

وظهرت ازدواجية المعايير الغربية منذ الأيام الأولى لحرب غزة  ، وهو ما دفع أكثر من 750 صحفيًا من مؤسسات إخبارية، بما في ذلك واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز والجارديان، للتوقيع على رسالة تدين "قتل إسرائيل للصحفيين في غزة" - كما حثوا وسائل الإعلام على استخدام مصطلحات مثل "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" في تقاريرهم لوصف معاملة الأمة اليهودية لسكان غزة، وفقا لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.


وجاء في الرسالة التي تم توجيهها بعد قرابة شهر من العدوان: "إننا ندين قتل إسرائيل للصحفيين في غزة ونحث على النزاهة في التغطية الإعلامية الغربية للفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين."

ويضيف أن "حملة القصف المدمرة والحصار الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل على غزة يهددان جمع الأخبار بطريقة غير مسبوقة"، ويشير إلى أن ما لا يقل عن 39 صحفياً قتلوا في غزة منذ بدء الحرب على الفصائل - معظمهم بسبب الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل، نقلاً عن أحدث التقارير لحصيلة لجنة حماية الصحفيين.

وتابعت الرسالة: "كمراسلين ومحررين ومصورين وغيرهم من العاملين في غرف الأخبار حول العالم، نشعر بالفزع إزاء المذبحة التي تعرض لها زملائنا وعائلاتهم على يد الجيش والحكومة الإسرائيليين".

وأضافت "إننا نكتب للحث على وضع حد للعنف ضد الصحفيين في غزة ولدعوة قادة غرف الأخبار الغربية إلى أن يكونوا واضحين في تغطيتهم للفظائع الإسرائيلية المتكررة ضد الفلسطينيين."

وتمضي الرسالة لتقول إن أولئك الذين وقعوا "يحملون أيضًا غرف الأخبار الغربية مسئولية الخطاب اللاإنساني الذي خدم في تبرير التطهير العرقي للفلسطينيين."

وتزعم الرسالة أن "المعايير المزدوجة وعدم الدقة والمغالطات تكثر في المنشورات الأمريكية وقد تم توثيقها جيدًا" مشيرة إلى أن "أكثر من 500 صحفي وقعوا على رسالة مفتوحة في عام 2021 توضح المخاوف من تجاهل وسائل الإعلام الأمريكية للقمع الإسرائيلي للفلسطينيين. ومع ذلك، لم تتم الاستجابة للدعوة إلى التغطية العادلة."

وأضافت الرسالة "بدلاً من ذلك، قوضت غرف الأخبار وجهات النظر الفلسطينية والعربية والإسلامية، ورفضتها باعتبارها غير موثوقة، واستشهدت بلغة تحريضية تعزز الاستعارات العنصرية والمعادية للإسلام. لقد طبعوا معلومات مضللة نشرها المسؤولون الإسرائيليون، وفشلوا في التدقيق في القتل العشوائي للمدنيين في غزة – الذي تم ارتكابه بدعم من الحكومة الأمريكية".

واعتبر الموقعون حينها أن غرف الأخبار يجب أن تتبنى كلمات مثل "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" في تقاريرها عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين، زاعمين أنها "مصطلحات دقيقة محددة جيدًا من قبل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان".


واختتمت الرسالة بالقول إن وظيفة الصحفي هي "محاسبة السلطة"، وأنه برفض القيام بذلك، "نخاطر بأن نصبح شركاء في الإبادة الجماعية."

وبخلاف الرسالة الجماعية كشف موقع "انترسبت" الأمريكي مؤخراً كيف واجه العاملون بشبكة  سى إن إن، بما في ذلك مذيعة الأخبار العالمية الشهيرة كريستيان أمانبور، المديرين التنفيذيين للشبكة بشأن ما وصفه الموظفون بإخفاقات قيادية تحريرية لا تعد ولا تحصى في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقًا لتسجيل مسرب لاجتماع شامل عقد مؤخرًا وحصل عليه الموقع.


في الاجتماع الذي استمر لمدة ساعة في مكتب سى إن إن بلندن في 13 فبراير، تناوب الموظفون على استجواب لجنة من المديرين التنفيذيين حول بروتوكولات سى إن إن لتغطية الحرب في غزة وما وصفوه بالمناخ العدائي للصحفيين العرب، وصف العديد من موظفي سى إن إن الصغار والكبار شعورهم بالتقليل من القيمة والإحراج والعار بسبب تغطية سى إن إن للحرب.

ورد أعضاء اللجنة - الرئيس التنفيذي للشبكة العالمية ورئيس تحريرها مارك طومسون، والمحرر التنفيذي للشبكة الأمريكية فيرجينيا موسلي، والمدير العام للشبكة الدولية مايك مكارثي - بتأكيدات واسعة النطاق بأن مخاوف الموظفين قد تم الاستماع إليها، بينما دافعوا أيضًا عن عمل الشبكة وسياساتها. مشيراً إلى العائق المستمر أمام الوصول إلى قطاع غزة.

وفى تقرير سابق للموقع ذاته، كشف عن أن صحيفة نيويورك تايمز وجهت صحفييها، الذين يقومون بتغطية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بتقييد استخدام مصطلحات "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقى"، وتجنب استخدام مصطلح "الأراضى المحتلة" فى وصف الأراضى الفلسطينية، وفقا لنسخة من مذكرة داخلية حصل عليها الموقع.

وحملت المذكرة أيضا توجيهات للصحيفيين بعدم استخدام كلمة "فلسطين" إلا فى حالات نادرة للغاية، وتوجيه واضح بأن مصطلح "مخيمات اللاجئين" يصف مناطق من غزة يقيم فيها الفلسطينيون النازحون الذين تم تطردهم من أماكن أخرى من فلسطين خلال الحروب العربية الإسرائيلية السابقة، وهذه المناطق معترف بها من قبل الأمم المتحدة بأنها مخيمات لاجئين وتستضيف مئات الآلاف من اللاجئين المسجلين.

وأوضحت المذكرة، التي تم كتابتها من قبل رئيس تحرير التايمز سوزان ويسلنج ومحرر الشئون الدولية فيليب بان ونوابهما، تقدم توجيها بشأن بعض المصطلحات وقضايا أخرى يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب فى أكتوبر.

وفى حين أن الوثيقة تم تقديمها كملخص للحفاظ على المبادئ الصحفية الموضوعية فى تغطية حرب غزة، فإن العديد من محررى التايمز قالوا لموقع إنترسبت إن بعض من المضمون يظهر دليلا على مراعاة الصحفية للرواية الإسرائيلية.

وقال مصدر من داخل غرفة أخبار التايمز عن هذه المذكرة، إنه يعتقد أن شيئا يبدو مهنيا ومنطقيا لم يكن لديك معرفة بالسياق التاريخى للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن لو كنت تعرف، فإن سيكون واضحا إلى أى مدى يبرر موقف إسرائيل.

وتم توزيع التوجيه على صحفيى التايمز فى نوفمبر، وتم تحديثه مرارا على مدار الأشهر اللاحقة، ويمثل نافذة داخلية عن تفكير محررى التايمز الدوليين فى الوقت الذى يواجهون فيها اضطرابا داخل غرفة الأخبار بشأن تغطية الصحيفة للحرب على غزة.

ومن جانبه، انتقد موقع "ذا نيو هيومنيتاريان" السويسرى – وهو منظمة  إخبارية رائدة عالميًا متخصصة في تغطية الأزمات في جميع أنحاء العالم -ازدواجية معايير الإعلام فى التعامل مع الحرب الأوكرانية والحرب فى غزة، وكيف عكفت وسائل الإعلام على استخدام ألفاظ مثل "يموت" الفلسطينيون بينما "يُقتل" الإسرائيليون.

وتحدث الموقع عن دور الإعلام فى التأثير على القضية الفلسطينية، وقال: الحقيقة هي أننا مشروطون مسبقًا بعدم رؤية الإنسانية الفلسطينية، لأن الاستعمار والتفوق الأبيض وكراهية الإسلام لا تزال هي العدسة المهيمنة التي تنظر من خلالها الدول والمؤسسات والشعوب ووسائل الإعلام في الغرب إلى العالم.

وانتقد الموقع سؤال المذيعين للضيوف فى بداية الحرب حول إدانتهم لهجوم 7 أكتوبر، وقال: لماذا إذن يُطلب من العديد من الفلسطينيين الذين أجريت معهم مقابلات على شاشات التليفزيون الأمريكي أو البريطاني إدانة حماس كبطاقة دخول إلى المحادثة، في حين لا يُطلب من الإسرائيليين محاسبة جرائم حكومتهم؟.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة