ما زالت جرائم سفاح التجمع الخامس، المتهم بقتل 3 فتيات والتمثيل بجثثهن، وتصوير جرائمه، يتردد صداها، خاصة مع المفاجآت التي يتم الكشف عنها، سواء من خلال أقوال المتهم في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة، أو من خلال المقربين منه من أصدقائه وزملاءه، خلال فترة عمله مدرس بمحافظة بورسعيد.
وتواصل اليوم السابع مع عدد من أصدقاء وزملاء "كريم" الشهير بسفاح التجمع الخامس، حيث كشفوا عن الجانب المظلم في حياته، بداية من وصوله لمحافظة بورسعيد، للتقدم لوظيفة مدرس لغة إنجليزية في مدرسة خاصة، حتى تم القبض عليه، بعد اكتشاف جرائمه.
أحد أصدقاء "كريم" سفاح التجمع الخامس، - تحفظ على ذكر إسمه- كشف عن مفاجأة تؤكد مدى التناقض في شخصية المتهم، حيث ذكر أن المتهم قبل انتقاله لمحافظة بورسعيد، للعمل بمدرسة خاصة، وقبل تورطه في ارتكاب أي جرائم، كان يقيم بالقاهرة، وكان يمتلك كلب "بيتبول" اسمه "كوبي"، يرتبط به ارتباطا شديدا، إلا أن هذا الكلب مرض ونفق عقب ذلك.
وأضاف صديق المتهم أن "كريم" سفاح التجمع، أصيب بحالة من الحزن الشديد، بعد نفوق كلبه، ودفنه بمنطقة صحراوية، وحدد مكان الدفن، وكان يزوره من وقت لأخر، نتيجة شدة ارتباطه به.
وذكر صديق المتهم، أن شخصية "كريم" تحولت لشخص آخر بعد مرور عدة سنوات، عقب انتقاله لمحافظة بورسعيد، للعمل بالمدرسة الخاصة، حيث لجأ إلى تعاطي وإدمان المواد المخدرة، وأصبح مثيرا للريبة في كافة تصرفاته، حتى تم الكشف عن جرائمه بعد تركه المدرسة، وانتقاله للإقامة بشقة مستأجرة في كمباوند بالتجمع الخامس، وشملت الجرائم التي تم الكشف عنها، قتله كلب خاص به داخل شقته، وتصوير جريمته.
وأكد صديق آخر، مقرب لـ"كريم" سفاح التجمع الخامس، أن المتهم عقب هروب زوجته منه، بسبب اعتداءه المتكرر عليها بالضرب، وتهديدها بالقتل، عثر على صور شخصية لها، فقرر الانتقام منها، لرفضها العودة له مرة أخرى، وبدأ في توزيع صورها الخاصة، وإرسالها لأصدقائه وزملاءه بالمدرسة، والأشخاص الذين تربطهم علاقة صداقة معهما، سعيا لفضحها وتشويه سمعتها.
وتابع حديثه قائلا إن زوجة المتهم هربت منه بعد عدة سنوات من زواجهما، بسبب سوء سلوكه، وتعاطيه المواد المخدرة، وخنقها عدة مرات محاولا قتلها خلال اعتداءه المتكرر عليها بالضرب.
ووصف شخصية السفاح بالنرجسية، وأنه مصاب بجنون العظمة، مشيرا إلى أنه كان دائم الاستقواء على الأضعف منه، سواء من زملائه أو الأطفال من طلابه، وأشار إلى أن أكثر شخصية تعرضت للضرر منه، هي زوجته "لورين"، حيث كان دائم الاعتداء عليها بالضرب والإهانة، ويعتقد أن ما دفعه لارتكاب جرائمه عقب ذلك، أنه فقد الشحصية الوحيدة التي كان يسيطر عليها، ويفرغ فيها طاقته وتصرفاته المشينة، باعتبارها الشخصية الضعيفة الخاضعة له.
أضاف أنه عندما هربت زوجته منه، وغادرت مصر، وعادت إلى أيرلندا، أصابه تصرفها بحالة من الجنون، مما دفعه لاتخاذ قرار بالبحث عن ضحايا آخرين للانتقام منهم في شخص زوجته، فبدأ في استدراج ضحاياه وتعاطي المخدران معهم بشراهة، ثم إنهاء حياتهم.
وكشف صديق مقرب لسفاح التجمع، زامله عدة سنوات، خلال عمله في المدرسة ببورسعيد، عن مفاجأة، حيث ذكر أن كريم المتهم، تم سجنه في أمريكا، لاتهامه في قضية اعتداء جنسي على فتاة، والتسبب في إصابتها بجروح.
أضاف في تصريح خاص لليوم السابع، إن المتهم عقب سجنه، تم إخلاء سبيله على ذمة القضية، فاستغل الفرصة، وغادر أمريكا، وعاد إلى مصر للإقامة بها، وذكر أنه علاقة الصداقة بينهما استمرت لسنوات، حتى بدأ المتهم في تعاطي المواد المخدرة، وساء سلوكه، مما دفعه لقطع علاقته به
وأكد أن سبب نقله جثة أولى ضحاياه، من شقته بالتجمع الخامس، والتخلص منها بطريق 30 يونيو، في محافظة بورسعيد، هو معرفته القوية بالطرق والشوارع بها، حيث أنه كان يقيم بها منذ عام 2018، في شقة مستأجرة، ورغم أنه ترك بورسعيد، بعد فصله من المدرسة، إلا أنه كان يحتفظ بالشقة المستأجرة، ويتردد عليها من حين لآخر.
ونفى عمل الجاني "كريم" فى أى دولة عربية، وتكسبه المال منها، مؤكدا أنه فور عودته إلى مصر من أمريكا، عمل بمجال رسم التاتو، ثم انتقل للإقامة ببورسعيد بصحبة زوجته، بعد تقدمهما للعمل معا بمدرسة خاصة بالمحافظة.
وقال محمد مراد زميل سابق لـ"كريم" بالمدرسة التي كان يعمل بها في بورسعيد، إن المتهم كان لديه شراهة في تعاطي المواد المخدرة، حيث وصل إلى درجة إمكانية تدخينه الحشيش داخل المدرسة في مكان مغلق، حتى لا يشاهده زملاءه، ثم يستكمل عمله في تدريس مادة اللغة الإنجليزية للطلاب.
أضاف لليوم السابع إن المتهم كان يتنمر على الأشخاص الأضعف منه، من زملائه، خاصة زوجته "لورين" التي كان دائم الاعتداء عليها بالضرب، وتوجيه الإهانات لها.
وكشف زميل آخر للمتهم يدعى "محمود"، أن كريم أدمن المواد المخدرة، وتعلم لهجة الشوارع بأمريكا التي يطلق عليها (إيبونكس)، كما تعلم رسم التاتو، وعقب فشله في الاستمرار بالعيش في أمريكا، عاد إلى مصر، وتحديدا بالغردقة، ومارس مهنة رسم التاتو للسائحين لعدة سنوات، ثم تعرف على زوجته "لورين" وهي مصرية تحمل الجنسية الأيرلندية، وعملت معه في مجال رسم التاتو، وأنجبا طفلهما الوحيد، وعقب ذلك تركا مهنة رسم التاتو، وتقدما للعمل بمدرسة خاصة في بورسعيد، حيث درسا مادة الإنجليزي للطلاب.
وذكر زميل المتهم، أنه عمل معه بالمدرسة لمدة 5 سنوات، وخلال تلك الفترة كان يحكي له عن حياته، وتدهور علاقته بزوجته، وبدأ كريم المتهم في تعاطي المواد المخدرة، حيث كان يتعاطاها بشراهة كبيرة، وكان من أسباب خلافاته مع زوجته، شكها بخيانته لها.
وتابع حديثه قائلا أن كريم كان يتعاطى الشابو والأيس والكرستال ماث، وأصيب بسببها يالبرانويا، وجنون العظمة، وبدأ في الاعتداء على زوجته بالضرب، حيث كان يخنقها خلال اعتداءه عليها، مما دفعها لترك مسكن الزوجية عدة مرات، والهرب للإقامة لدى صديقاتها، وهو ما دفعها للانفصال عنه، إلا أنه عثر على هاتف قديم لها، يحتوي على صور خاصة بها، فحاول ابتزاز ها بتلك الصور، لإجبارها على العودة له، وأقاك ضدها دعوى قضائية، مما دفعها لمغادرة مصر، والعودة إلى أيرلندا.
وقال أنه عقب هروب زوجته، تحولت شخصيته إلى مزيد من التوحش والعداء للمحيطين به، خاصة من زملاءه في المدرسة، مما دفع إدارة المدرسة لإنهاء التعاقد معه، فغادر بورسعيد، وحاول التعاقد للعمل بفرع المدرسة بالتجمع الخامس في القاهرة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض بناء على توصية من إدارة المدرسة ببورسعيد.
وذكر أن كريم استأجر شقة عقب ذلك بكمباوند في التجمع الخامس، وأقام بها بصحبة إبنه، وهي الشقة التي شهدت الجرائم.
وتواصل اليوم السابع مع أحد زملاء المتهم، الذي كان يعمل معه، بمدرسة خاصة في بورسعيد، ويحمل جنسية دولة أجنبية-تحفظ على نشر إسمه- حيث كشف عن كواليس خاصة بالمتهم، تعبر عن سلوكه العدائي مع زملاءه، ومحاولة سفاح التجمع قتله بسيارته، فقال أنه والمتهم كريم كانا يعملان معا في مدرسة خاصة بمحافظة بورسعيد وكان أحد الأسباب التي دفعته إلى مغادرة مصر والعودة إلى المملكة المتحدة.
وذكر أن مالك المدرسة فصل المتهم كريم، بسبب سوء السلوك المهني والسلوك العدائي تجاه زملاءه في العمل، حيث تسبب في تخويفه مرات عديدة، لدرجة أنه تقدم باستقالته في منتصف العام، لكن مالك المدرسة طلب منه العودة مرة أخرى، مع وعد بأن المتهم كريم سيتركه وشأنه.
أضاف أن المتهم نشر عنه شائعات من شأنها الإساءة لسمعته، مما دفع العديد من الأشخاص لمضايقته، بسبب تلك الشائعات، واختلق عنه الكثير من القصص الوهمية السيئة، حتى جعل حياته بائسة.
وذكر أنه كان سيتقدم ببلاغ ضد سفاح التجمع الخامس ، خاصة بعد تهديده بالإيذاء، لكن إدارة المدرسة نصحته بعدم القيام بذلك، وأكدوا له أنهم سيتعاملون مع الأمر، وأصدروا قرارا عقب ذلك بإنهاء التعاقد مع المتهم كريم.
وقال أنه في بداية عمله بالمدرسة، دعاه المتهم لمنزله، واستجاب لدعوته، لكنه فوجىء بتعاطي كريم للمواد المخدرة خاصة الحشيش، ثم اعتداءه على زوجته "لورين" بالضرب، مما دفعه للإنصراف سريعا.
وتحدث عن محاولة المتهم إنهاء حياته، فذكر أنه أثناء سيره أمام المدرسة، فوجىء بالمتهم قادمًا إلى العمل بسيارته، وحاول دهسه، لكنه نجا من الحادث، وعندما واجهه أمام مالك المدرسة، أنكر المتهم ذلك، فهدده مالك المدرسة بفحص كاميرات المراقبة، ليعترف المتهم بصحة الواقعة، إلا انه اعتذر وادعى أنها كانت مزحة.
وكشف بيان للنيابة العامة، تفاصيل الجرائم التي ارتكبها المتهم، في القضية رقم ٢٩٦ لسنة ٢٠٢٤ إداري الجنوب ثان بورسعيد
حيث ورد للنيابة العامة -يوم الخميس الموافق السادس عشَر من شهرِ مايو الجاري- إخطارٌ بالعثور على جثمان لسيدة مجهولة ملقى بطريق ٣٠ يونيو بدائرة محافظة بور سعيد، فبادرت النيابة العامة بالانتقال لمسرح الجريمة لمعاينته ومناظرة الجثمان، وأصدرت قرارها برفعِ البصمات العشرية والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها وصولًا لتحديد هويتها، وندبِ الطب الشرعي لتشريح الجثمان، وطلبِ تحريات الشرطة التي توصلت إلى تحديد شخصيتها وشخص قاتلها الذي تعرف عليها واصطحبها لمسكنه بدائرة قسم شرطة القطامية لتعاطي المواد المخدرة، وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليه، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره.
ونفاذًا لذلكَ أُلقِيَ القبض عليه من مسكنه والسيارة التي استخدمها في نقل الجثمان وكذا هاتفيْه الخلوييْن.
وباستجوابه أقر في التحقيقاتِ بأنه اعتاد التعرف على الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيًا، وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقوم بقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه آنفي البيان، وأقر بواقعة قتل المجني عليها التي أيدها فحص وتفريغ النيابة العامة للهاتفيْن؛ حيث أسفر ذلك عن وجود مقاطع فيديو يظهر بها المتهم حال إتيانه أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثمان المجني عليها، كما أسفر عن ارتكاب المتهم لواقعة مماثلة مع سيدة أخرى، كان قد عُثر على جثمانها يوم السبت الموافق الثالث عشَر من شهرِ إبريل الماضي على جانب الطريق آنف البيان -في اتجاه محافظة الإسماعيلية-، وقد حرر عنها المحضر الرقيم ٩٠٩ لسنة ٢٠٢٤ إداري مركز القنطرة غرب، وإذ قامت النيابة العامة بمطابقة ما أسفر عنه ذلك الفحص من صور لتلك السيدة وما بجسدها من علامات مميزة توصلت النيابة العامة لشخص تلك السيدة، وبمواجهة المتهم أقر تفصيليا بواقعة قتلها، فانتقلت النيابة العامة رفقته إلى مسكنه حيث أجرَى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتيْن، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطى المواد المخدرة، وكميات من العقاقير الطبية آنفة البيان، كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجني عليهما.
هذا وقد قامت النيابة العامة بحصر حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتيْن آنفتيْ البيان، وفي محيط مسكن المتهم، فوقفت على واحدة منها -حرر عنها المحضر الرقيم ١٩٠٥٣ لسنة ٢٠٢٣ جنح التجمع الأول- تتشابه معهما في ذات ظروفهما؛ حيث ثبت بتقرير الطب الشرعي؛ العثور بأحشاء المجني عليها -في تلك الواقعة- على ذات العقار الطبي الذي يستخدمه المتهم حال معاشرته للمجني عليهن والذي ضبطته النيابة العامة بمسكنه، فطلبت التحريات بشأنها فجاءت مؤكدة ارتكاب المتهم لواقعة قتل المجني عليها الثالثة، وبمواجهة النيابة العامة له أقر بارتكابها على غرار سابقتيْها.
وهو ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتفيْ المتهم وهواتف المجني عليهن وتحديد نطاقها الجغرافي بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجني عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث، كما تأكد أيضًا بفحص النيابة العامة لآلات المراقبة المثبتة بمحطات تحصيل الرسوم بطريق ٣٠ يونيو في اتجاهيه، من عبور المتهم لها تزامنًا مع تخلصه من جثمانيْ المجني عليهما الأولى والثانية. فأمرت النيابة العامة بحبس المتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات التي لم تسفر حتى الآن عن ثبوت ارتكاب المتهم لوقائع قتل أخرى، وتم تكليف جهات البحث بالتحري عن ذلك.