يحتفل الشعب المصرى، في هذه الأيام بذكرى دخول السيدة مريم العذراء والسيد المسيح إلى مصر، ضمن مسار العائلة المقدسة فى الهروب من بيت لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد "هيرودس" ملك يهودا والسامرة، حاكم اليهودية زمن ولادة المسيح، حيث سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق "الفلوسيات" غرب العريش بـ37 كم، ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما "بلوزيوم" الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد، وبالمجمل مرت العائلة بـ 25 نقطة.
دخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا "بسطة" بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة بنحو 100 كم من الشمال الشرقى، وكانت المدينة مليئة بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينة سقطت الأوثان على الأرض فأساء أهلها معاملة العائلة المقدسة فتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب.
ثم غادرت العائلة مدينة تل بسطا "بسطة" متجهة نحو الجنوب حتى وصلت بلدة مسطرد - المحمة وتبعد عن مدينة القاهرة بنحو 10 كم تقريبًا، وكلمة المحمة معناها مكان الاستحمام وسميت كذلك لأن العذراء مريم أحمت هناك السيد المسيح وغسلت ملابسه وفى عودة العائلة المقدسة مرت أيضًا على مسطرد.
ومن مسطرد انتقلت شمالاً إلى بلبيس "فيلبس" مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة 55 كم تقريبًا، واستظلت العائلة المقدسة عند شجرة عرفت باسم شجرة العذراء مريم ومرت العائلة المقدسة على بلبيس أيضًا فى رجوعها.
ومن بلبيس رحلت العائلة شمالاً بغرب إلى بلدة منية سمنود - منية جناح مــن منيـة سمنود عبـرت العــائلة المقـدسـة نهـر النيــل إلى مـدينة سمنـود "جمنوتى - ذبة نثر" داخـل الدلتا واستقبلهم شعبها استقبالاً حسنًا فباركهم السيد المسيح لـه المجـد ويوجد بها ماجور كبير من حجر الجرانيت يقال إن السيدة العذراء عجنت به أثناء وجودها ويوجد أيضًا بئر ماء باركه السيد بنفسه ومن مدينة سمنود رحلت العـائلة المقدسة شمالاً بغــرب إلى منطقة البرلس حتى وصلت مدينة "سخا - خـاست - بيخـا ايسوس" حاليًا فى محافظة كفــر الشيخ.
وقد ظهر قدم السيد المسيح على حجر ومنه أخذت المدينة اسمها بالقبطية وقد أخفى هذا الحجر زمنًا طويلاً خوفًا من سرقته فى بعض العصور واكتشف هذا الحجر ثانية منذ نحو 13 عاما فقط، حسب ما جاء على الموقع الرسمى للهيئة العامة للاستعلامات.
وإذا كانت العائلة المقدسة قد سلكت الطريق الطبيعى أثناء سيرها من ناحية سمنود إلى مدينة سخا فلا بد أنها تكون قد مرت على كثير من البلاد التابعة لمحافظة الغربية وكفر الشيخ ويقول بعض المؤرخون إنها عبرت فى طريقها فى برارى بلقاس، من مدينة سخا عبرت نهر النيل "فرع رشيد" إلى غرب الدلتا وتحركت جنوبًا إلى وادى النطرون "الاسقيط" وقد بارك السيد المسيح وأمه العذراء هذا المكان.
العائلة المقدسة تصل إلى القاهرة
ومن وادى النطرون ارتحلت جنوبًا ناحية مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل إلى الناحية الشرقية متجهه ناحية منطقة المطرية وعين شمس.
ومنطقة المطرية وهى بالقرب من عين شمس "هليوبوليس – اون" وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالى 10 كم وفى هذا الزمان كانت عين شمس يسكنها عدد كبير من اليهود وكان لهم معبد يسمى بمعبد أونياس، وفى المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلى اليوم بشجرة مريم.
ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة وتعتبر منطقة مصر القديمة من أهم المناطق والمحطات التى حلت بها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى أرض مصر ويوجد بها العديد من الكنائس والأديرة.
وقد تباركت هذه المنطقة بوجود العائلة المقدسة ولم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها إلا أيامًا قلائل نظرًا لتحطم الأوثان فأثار ذلك سخط والى الفسطاط فأراد قتل الصبى عيسى، لتختبئ العائلة المقدسة داخل كهف بكنيسه القديس سرجيوس "أبو سرجه" والتي تعتبر من أهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة.
وارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهة ناحية الجنوب حيث وصلت إلى منطقة المعادى إحدى ضواحى منف - عاصمة مصر القديمة.
وقد أقلعت فى مركب شراعى فى النيل متجهة نحو الجنوب بلاد الصعيد من البقعة المقام عليها الآن كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالعدوية لأن منها عبرت "عدت" العائلة المقدسة إلى النيل فى رحلتها إلى الصعيد ومنها جاء اسم المعادى، ولايزال السلم الحجرى الذى نزلت عليه العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجودًا وله مزار يفتح من فناء الكنيسة.
وبعد ذلك وصلت العائلة المقدسة قرية دير الجرنوس "أرجانوس" على مسافة 10 كم غرب أشنين النصارى - مركز مغاغة، وبجوار الحائط الغربى لكنيسة السيدة العذراء توجد بئر عميقة يقول التقليد أن العائلة المقدسة شربت منها، ثم مرت العائلة المقدسة على بقعة تسمى اباى ايسوس شرقى البهسنا ومكانه الآن قرية صندفا "بنى مزار" وقرية البهنسا الحالية تقع على مسافة 17 كم غرب بنى مزار.
ورحلت العائلة من بلدة البهنسا ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير "أكورس" شرق سمالوط ويقع هذا الدير جنوب معدية بنى خالد بنحو 2 كم حيث استقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية.
وفى الطريق مرت على شجرة لبخ عالية "شجرة غار" على مسافة 2 كم جنوب جبل الطير بجوار الطريق المجاور للنيل، والجبل الواصل من جبل الطير إلى نزلة عبيد إلى كوبرى المنيا الجديد، وغادرت العائلة المقدسة من منطقة جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية واتجهت نحو الأشمونيين "أشمون الثانية" وحدثت فى هذه البلدة كثير من العجائب وسقطت أوثانها وباركت العائلة المقدسة الأشمونيين.
وارتحلت العائلة المقدسة من الأشمونيين واتجهت جنوبًا حوالى 20 كم ناحية ديروط الشريف فيليس، ثم غادرت من ديروط الشريف إلى قرية قسقام "قوست قوصيا" حيث سقط الصنم معبودهم وتحطم فطردهم أهلها خارج المدينة وأصبحت هذه المدينة خرابًا.
وهربت العائلة المقدسة من قرية قسقام واتجهت نحو بلدة مير ميره تقع على بعد 7 كم غرب القوصية، وقد أكرم أهل مير العائلة المقدسة أثناء وجودها بالبلدة.
ومن مير ارتحلت إلى جبل قسقام حيث يوجد الآن دير المحرق ومنطقة الدير المحرق هذه من أهم المحطات التى استقرت فيها العائلة المقدسة حتى سمى المكان بيت لحم الثاني، يقع هذا الدير فى سفح الجبل الغربى المعروف بجبل قسقام نسبة إلى المدينة التى خربت ويبعد نحو 12 كم غرب بلدة القوصية التابعة لمحافظة أسيوط على بعد 327 كم جنوبى القاهرة، مكثت العائلة المقدسة نحو سته أشهر وعشرة ايام فى المغارة التى أصبحت فيما بعد هيكلاً لكنيسة السيدة العذراء الأثرية فى الجهة الغربية من الدير ومذبح هذه الكنيسة حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح، وفى هذا الدير ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلا: "قم وخذ الصبى وأمه واذهب أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى".
وفى طريق العودة سلكوا طريقًا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء يقع على مسافة 8 كم جنوب غرب أسيوط، ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرة بالجليل، لتنتهى رحلة المعاناة بعد ثلاث سنوات.
تل بسطة
حجر سمنود
شجرة مريم
دير المحرق
شجرة مريم
مسار العائلة المقدسة
دير سانت كاترين