تحظى صحة الحجاج وسلامتهم برعاية كبيرة فى موسم الحج، حيث استعدت وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع وزارة الحج والجهات المعنية الأخرى بخطة صحية متكاملة لتقديم الرعاية اللازمة لضيوف الرحمن تنوعت بين المستشفيات والعيادات المتنقلة، والتطبيقات التى يمكن للحاج استخدامها عبر هاتفه المحمول، وأيضا تقديم الرعاية الصحية عن بُعد.
وقد أعلنت منظومة الصحة السعودية، جاهزيتها الكاملة من الكوادر البشرية والمنشآت الصحية؛ لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، باستعدادات متكاملة وتقنيات جديدة شملت كافة المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المتنقلة فى مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومختلف المشاعر المقدسة لضمان تقديم أفضل رعاية صحية لزوار بيت الله الحرام.
فيما أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، أن 90% من حجاج الداخل، استوفوا الاشتراطات الصحية الوقائية المتعلقة بتلقى اللقاحات، لسلامتهم والحجاج الآخرين.
وأفادت وزارة الحج والعمرة، فى بيان لها، أنه نظرًا لامتناع عدد محدود من حجاج الداخل عن تلقى اللقاح؛ أدى ذلك إلى إلغاء تصاريح الحج الخاصة بهم.
وشددت وزارة الحج والعمرة على بقية حجاج الداخل، المسارعة بالحصول على لقاح الحمى الشوكية النيسيرية؛ تفاديا لإلغاء تصاريح الحج.
وأعلنت القوات الأمنية إبعاد أكثر من 300 ألف شخص من مكة غير مسجلين لأداء الحج، قبل أسبوع من بدء مناسكه.
ومن بين من تم إبعادهم فى الأيام الأخيرة من مكة 153.998 أجنبيا جاؤوا بتأشيرات سياحية بدلا من تأشيرات الحج، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، كما أبعدت السلطات 171.587 آخرين يقيمون فى المملكة العربية السعودية لكنهم ليسوا من سكان مكة وليست لديهم تصاريح الحج، وفق المصدر نفسه.
عيادات متنقلة فى المدينة
فى هذا الإطار، قدمت الفرق الطبية التى تعمل فى العيادات والعربات الطبية المتنقلة فى عدد من المواقع بمنطقة المدينة المنورة خدماتها لـ 6780 حاجًا، وذلك ضمن منظومة الخدمات الصحية التى تم تهيئتها للعناية بضيوف الرحمن.
وأوضح تجمع المدينة المنورة الصحى، أن الفرق الصحية بالعيادات الطبية المتنقلة على طريق الهجرة قدّمت خدماتها الطبية لـ 1430 حاجًا وحاجة، فيما استفاد من خدمات العربة الطبية فى مدينة الحجاج بمحافظة خيبر 1592 مستفيدًا، كما استفاد من الخدمات المقدمة فى العيادة المتنقلة بجوار مسجد قباء 2087، إضافة إلى 1671 مستفيدًا من الخدمة الطبية المتنقلة بجوار مسجد سيد الشهداء.
ويواصل تجمع المدينة المنورة الصحى تقديم خدماته الصحية لضيوف الرحمن خلال موسم حج العام الحالى، عبر عربات طبية متنقلة ترافق الحجاج داخل المدينة المنورة من أمام مسجدى قباء وسيد الشهداء وعلى طريق الهجرة السريع الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى مدينة الحجاج فى محافظة خيبر، واستراحة الحجاج بمحافظة الحناكية، لمتابعة الحالة الصحية لضيوف الرحمن فى جميع المواقع والمنافذ خلال مراحل القدوم والتفويج حتى مغادرتهم إلى أوطانهم.
وعمل تجمع المدينة المنورة الصحى على تجهيز العيادات المتنقلة بكامل المستلزمات التشغيلية من خلال عيادات كشفية والأجهزة اللازمة والطواقم الطبية والكوادر التمريضية والفنية وتوفير الأدوية كما تم تجهيز عدة مركبات إسعافية خاصة ترافق كل عيادة لنقل المستفيدين فى الحالات الطبية الطارئة.
كوادر طبية
وأشارت وزارة الصحة السعودية إلى أن أكثر من 32.000 كادر طبى وإدارى تم توزيعهم على مختلف المنشآت والمراكز الصحية، منهم أكثر من 5000 طبيب من مختلف التخصصات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة والاستجابة السريعة لأى طارئ على مدار الساعة فى 183 منشأة صحية، منها 32 مستشفى و151 مركزًا صحيًا و6 عيادات متنقلة، مزودة بأحدث التقنيات الطبية؛ لضمان تقديم الرعاية الصحية الفورية والفعالة، فيما بلغت الطاقة الاستيعابية لهذه المنشآت أكثر من 6400 سرير موزعة على جميع المستشفيات والمراكز، تشمل أسرّة العناية المركزة والطوارئ وأسرّة مخصصة لضربات الحرارة.
تقنيات حديثة
وأوضحت وزارة الصحة، أن الاستعدادات لم تقتصر على التجهيزات البشرية والمادية فقط، بل شملت أيضًا استخدام أحدث التقنيات الصحية والخدمات المؤتمتة، من بينها استمرار عمل مستشفى صحة الافتراضى والعيادات الافتراضية التابعة لها، التى تقدم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد باستخدام تقنيات متطورة، كما يتم استخدام تطبيق "صحتي" لتقديم خدمات استشارية ومعلومات طبية للحجاج عبر الهواتف الذكية، إلى جانب أنظمة ومنصات إلكترونية متكاملة لإدارة البيانات الصحية للحجاج وتنسيق الجهود بين مختلف المنشآت الصحية، أيضًا يتم التنسيق مع الجهات المختصة لاستخدام طائرات الدرون لنقل وحدات الدم والعينات المخبرية بسرعة وكفاءة بين مستشفيات المشاعر المقدسة.
وتستمر وزارة الصحة بالمشاركة بمبادرة طريق مكة، بأدوار تهدف إلى تسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن وتطبيق الاشتراطات الصحية وإنهاء الإجراءات الوقائية قبل مغادرتهم إلى المملكة، والتنسيق فى ذلك مع الدول المشاركة لضمان التزام الحجاج بالاشتراطات الصحية قبل قدومهم، مما يتيح لهم التوجه مباشرة إلى مقار سكنهم دون الحاجة لإجراءات التحقق فى المنافذ، بالتوازى مع تكثيف جهود التوعية الصحية للحجاج من خلال توزيع النشرات التثقيفية وبث البرامج التوعوية عبر شاشات العرض فى المنافذ والصالات ومقار بعثات الحج، لرفع مستوى الوعى الصحى بين الحجاج وضمان التزامهم بالإرشادات الصحية للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
وأنهت هيئة الهلال الأحمر السعودى، استعداداتها لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن لموسم الحج 1445 حيث سخرت جميع إمكانياتها من القوى البشرية وأسطول خدماتها الإسعافية الأرضية والجوية، المتمثلة بسيارات الإسعاف وعربات الكوارث والاستجابة السريعة، إضافة لطائرات الإسعاف الجوى والدراجات النارية وعربات الغولف المدعمة للعملية الإسعافية الميدانية وتوظيف الجوانب التقنية فى عملها الإسعافى لتقديم خدمات إسعافية ذات جودة عالية تحت شعار «يسر وطمأنينة»، حيث توفر الهيئة أكثر من 2540 من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية والقيادات النسائية، موزعين على 98 مركزًا إسعافيًا فى المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكى الشريف والمشاعر المقدسة، إضافة إلى دعم قواتها البشرية من العاملين فى الميدان بأكثر من 694 من أسطولها الإسعافى وسبع طائرات إسعاف جوى لضمان الوصول للحالات الإسعافية فى أسرع وقت ممكن، كما تحرص الهيئة على تفعيل دور المستجيب الأول لتقديم الإسعافات الأولية قبل وصول الفرق الإسعافية وتفعيل الأدوار التطوعية، وتؤكد الهيئة أهمية التكامل مع الجهات الأخرى من خلال عمل الفرضيات لرفع الجاهزية للفرق الإسعافية والاستعداد المبكر والاستجابة المثلى فى مواسم الحج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة