احتمالات فوز مرتفعة يحظى بها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى الولايات المتحدة ، حيث تشير غالبية استطلاعات الرأى إلى تقدمه وبنسب كبيرة عن منافسه الرئيس الحالى جو بايدن، وهو ما يضع دول الاتحاد الأوروبى فى حالة من الترقب لاستشراف مستقبل العلاقات بين بروكسل وواشنطن فى حال فوز ترامب.
وفى تقرير لها، علقت صحيفة لابانجورديا الإسبانية على مسار الانتخابات الأمريكية واحتمالات فوز ترامب، لافتة إلى تمتعه بقاعدة عريضة من المؤيدين الجمهوريين الذين يمكن أن يساعدوه فى استعادة البيت الأبيض، وذلك بعد فوزه فى الانتخابات التمهيدية فى نيو هامبشاير، وارتفاع أسهمه لنيل بطاقة الترشح رسمياً عن الحزب الجمهورى.
أسباب القلق الأوروبي من عودة ترامب للبيت الابيض
فى مواجهة هذا السيناريو، تتزايد الأصوات التى تحذر من عودة ترامب فى أوروبا، ووصفت رئيسة البنك المركزى الأوروبى، كريستين لاجارد، الفوز الانتخابى المحتمل لترامب بأنه "تهديد واضح" إلى أوروبا.
من بين أبرز تهديدات ترامب في هذا السياق إشارته إلى الناتو، أن الدول التي لن تلتزم بتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2 % من الناتج المحلي الإجمالي لن تحظى بمساعدة الولايات المتحدة . وبحسب التقرير فإنه "لم يكن من المفاجئ أيضاً أن يقوم بتصعيد الحرب التجارية عبر الأطلسي في ولايته الأولى"، بالإضافة إلى تهديداته المستمرة حول الحرب التجارية والزراعية مع كلا من ألمانيا وفرنسا.
وفى السياق نفسه ، فإن لدى أوروبا مخاوف من أن تتحول الولايات المتحدة في حالة فوز ترامب إلى قلعة أمريكية حصينة صعب التعامل معها.
ووفقا لرئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان وكذلك رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرحبوا بنجاح دونالد ترامب وعودته للبيت الأبيض، وهو ما يعكس أن اليمين الأوروبي يرحب بدونالد ترامب.
بدوره، قال رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو، فى خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبى في بداية العام الجارى، أن أوروبا ستكون وحيدة أكثر من أى وقت مضى، إذا عاد شعار "الولايات المتحدة" مع ترامب".
وقال ديفيد فيلب، مدير مكتب صندوق مارشال الألمانى، إنه يجب على أوروبا أن تستعد لسيناريو ترامب الثانى، ويجب أن تصبح القارة لاعبا قويا على المستوى العسكرى، كما أنه يجب عليها أن تكون قادرة على التعامل مع القضايا الأمنية فى جوارها، وبالإضافة إلى ذلك، يصر على أن أوروبا يجب أن تعزز نفسها اقتصاديا للتحضير لتدابير الحماية المحتملة فى إدارة ترامب الثانية.
وفى المقام الأول من الأهمية، فيما يتعلق بأوكرانيا، فإن المخاوف من ظهور إدارة ترامب ثانية كبيرة، خاصة التى تخص تصريحات المرشح المسبق حول ما إذا كان سينهى الحرب والمساعدات متناقضة.
ويعتقد سودها ديفيد فيلب أنه بغض النظر عمن سيفوز فى نوفمبر، فإن أغلب الأمريكيين مقتنعون بأن أوروبا لابد أن تتحمل عبئاً أكبر فيما يتصل بالمساعدات العسكرية وإعادة إعمار أوكرانيا، لأن البلاد تقع فى القارة. الأوروبية.
وفى العواصم الأوروبية، تشكل علاقة ترامب مع حلف شمال الأطلسى مصدر قلق أيضًا. خلال إدارته الأولى، كان من الصعب منعه من التخلى عن التحالف العسكرى، وفى يناير، قال ترامب لوسائل الإعلام إنه لن يدعم سوى حلفاء الناتو الأوروبيين الذين "يتعاملون بشكل مناسب" مع الولايات المتحدة عسكريا، وقال "لقد استغل حلف شمال الأطلسى بلادنا، واستفادت الدول الأوروبية منه".
ويرى جوزيف برامل، الخبير فى السياسة الأمريكية، أن ترامب يرى فى أوروبا عدوا، لذا يجب على أوروبا أن تقدم نفسها كلاعب موحد، ويراهن برامل على المال من أجل توحيد المصالح المختلفة فى القارة القديمة: فهو يعتقد أنه من الضرورى التعاقد على ديون مشتركة، ودعم الدول الفردية مالياً وفرض شروط عليها فى المقابل.
وأشار التقرير إلى أن هناك تخوفاً من تقليص الدعم الأمريكى لأوكرانيا في حال عودة ترامب إلى الحكم، إذ أن دول الاتحاد الأوروبي ستجد نفسها وحيدة أمام روسيا، لافتاً إلى أن هذا ما عبر عنه عديد من المسؤولين والخبراء العسكريين الأوروبيين أخيراً لاسيما وأن المخزون الاستراتيجي العسكري لديها انخفض بشكل كبير بسبب دعمها لأوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك فإن هناك تخوف لدى دول الاتحاد الأوروبي من أن يقوم ترامب بفرض جمارك جديدة على واردات بلاده من دول الاتحاد الأوروبي، حيث تبدي أوروبا قلقاً من تكرار وتوسع ما فعله ترامب في السابق عندما فرض جمارك على عديد من المنتجات الأوروبية كالحديد والصلب والألمنيوم وغيرهما، ومنع استيراد عدد من المنتجات الأوروبية بغرض حماية المنتجات الأمريكية تطبيقًا لمبدأ أمريكا أولًا.