بينما تواصل الدعاية الانتخابية للانتخابات المبكرة فى إيران بين المرشحين الـ6، خرجت العديد من التوقعات داخل إيران من المراقبين والمحللين للمشهد الإيرانى، بحصر المنافسة بين طيار الحرس الثورى ورئيس مجلس الشورى الإسلامى محمد باقر قاليباف المنتمى للتيار الأصولى التقليدى، وطبيب إيران الاصلاحى مسعود بزشكيان.
قبل أيام من بدء المناظرات الانتخابية التليفزيونية 17 يونيو المقبل، تؤكد العديد من المؤشرات والتقارير الإعلامية الإيرانية أن المعسكر المحافظ يواجه أكبر تحدٍ له فى هذه الانتخابات، مع وجود، 5 مرشحين ينتمون له، وحذرت صحيفة فرهيختجان الإيرانية، وقالت: "انتخابات الرئاسة لهذا العام ستتحول لتنافس داخلى بين أجنحة الأصوليين وذلك نظرا لتركيبة المرشحين".
الجميع ينتظر الانسحاب لصالحه، لكن هذا على الأقل لم يحدث حتى اليوم، وسط ترجيحات بحدوث ذلك الأيام المقبلة، وقد طالبت صحيفة كيهان أيضا المتشددة والمقربة المرشد الأعلى، فى افتتاحية عددها، المرشحين الأصوليين بالتنحي لصالح بعضهم البعض، وكتبت: "على المرشحين الأصوليين إذ لم يكن لديهم الاستعداد اللازم وفى حال وجدوا شخصا من المنافسين أفضل فعليهم الانسحاب من المنافسة، عليهم ألا يضحوا بأمن البلاد وقوتها من أجل أهدافهم وطموحاتهم".
صحيفة شرق الإصلاحية كتبت مانشيت عددها اليوم تحت عنوان "سلة بزشكيان الساخنة" أن فريق المرشح الأصولى قاليباف يسعى جاهدا لإجبار المرشح المحافظ جليلى على الانسحاب، لكن هذا الانسحاب سيصب فى صالح المرشح الإصلاحي بزشكيان وليس قاليباف". وفقا للصحيفة.
أما الجبهة الإصلاحية التى لديها مرشح واحد وهو مسعود بزشكيان، لا يمتلك نفس كاريزما قاليباف، لكنها تدفع بقوة وتراهن على نزول جماهير الإصلاحات لدعمه بصوتها، لتغيير الوضع الراهن فى البلاد، ووفقا لوسائل إعلام إيرانية فصحيفة كيهان رأت أن المرشح الإصلاحى بزشكيان، يستطيع أن تستغل التعددية داخل الأصوليون لصالحه، كما أنه سيستحوذ أيضا على الأصوات الإصلاحية.
من جانبه أكد الناشط والقيادي في جبهة الإصلاحيين الإيرانية محمود ميرلوحي أن الإصلاحيين سيدعمون المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية مسعود بزشكيان بكل قوّتهم.
وفي مقابلة له مع صحيفة آرمان ملى الإصلاحية، أضاف ميرلوجي أنّ حظوظ بزشكيان في الفوز بالنتخابات كبيرة، خاصة في ظل وجود خلافات كبيرة بين المرشحين الأصوليين، مما يجعل انسحابهم لصالح مرشح واحد أمر مستبعد، وبالتالي من الممكن تغلّب بزشكيان عليهم.
وتابع ميرلوحي: "يجب على بزشكيان أن يحصد ما يقرب من 20 مليون صوت حتى يفوز في الانتخابات، لذلك يجب أن يشعر الناس أن التغيير آتٍ وأن تنعكس هذه الصورة إلى الشعب، بأنه فى حال فوز بزشكيان فستحدث تغييرات إيجابية في البلاد، خاصة في مجال السياسة الخارجية"
وأكد ميرلوجي أنّ الإصلاحيين سيغتنمون هذه الفرصة الكبيرة للعودة إلى الساحة السياسية بقوة، والفوز بالانتخابات عبر الدعم المطلق لبزشكيان، خاصة أنهم حُرموا من المشاركة في الانتخابات السابقة، الرئاسية والبرلمانية.
ترجيحات بعض المراقبين الإيرانيين، تشير إلى أنه فى حال ظلت تركيبة المرشحين بهذا الشكل، فمن الممكن أن تشهد البلاد جولة ثانية بين قاليباف وبزشكيان، وتوقع للمحلل السياسى الإيرانى عباس سبيمي نمين، لموقع مستقل أونلاين، أن تتجه الانتخابات لمرحلة ثانية وعدم حسم النتائج فى المرحلة الأولى، لكنه رأى أن ذلك منوط بسلوك الأصوليين، ففى حال لم يتمكنوا التوصل لإجماع الأراء حول مرشح واحد ولم يساندوا مرشح واحد فى المرحلة الثانية فإنهم سيفقدوا مكانتهم وهذا سيكلفهم الكثير، وأكد أن وجود 5 مرشحين أصوليين سيؤدى إلى هزيمتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة