مع بزوغ شمس أول أيام عيد الأضحى المبارك، توجه حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى بعد قضاء ليلهم في "المزدلفة"، حيث يستكملون مناسك الحج في أول أيام عيد الأضحى المبارك وهو اليوم الذى يطلق عليه "الحج الأكبر"، حيث تتركز في هذا اليوم أكثر أعمال الحج؛ ففيه رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة.
وتوافدت جموع الحجاج إلى منطقة الجمرات بمشعر منى، لرمى جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى، كما امتلأ صحن المطاف بالحجاج في مشهد مهيب، حيث أدوا طواف الإفاضة بعد الانتهاء من أعمال النحر.
ومن جهة أخرى، أعلن وزير الحج والعمرة السعودى الدكتور توفيق الربيعة نجاح خطط تصعيد الحجاج من مكة ومشعر منى إلى صعيد عرفات، مشيدًا بجهود الجهات المشاركة فى خدمة ضيوف الرحمن، وكشف الربيعة أيضًا العدد الرسمي للحجاج هذا العام ، حيث بلغ 1.833.164 حاج وحاجة قدموا من أكثر من 200 دولة.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد أدوا ـ أمس السبت ـ "الركن الأعظم" من الحج، بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر، وسط أجواء روحانية عامرة بالأمن والأمان، وفرتها منظومةٍ من الخدمات المتكاملة التي تقدمها الجهات المعنية في بلاد الحرمين الشريفين؛ خدمة لضيوف الرحمن.
الحجاج ويوم "النحر"
إن يوم النحر له فضل كبير؛ لما شُرع فيه من مناسك وعبادات، ولما يحفل به من طاعات، ومن فضل يوم النحر أنه يطلق عليه "يوم الحج الأكبر"، فهو المراد في قول الله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ [التوبة: 3].
وسمي بذلك؛ لكثرة أعمال الحج فيه؛ جاء في "حاشية الجمل على شرح المنهج" (2/ 470، ط. دار الفكر): [وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ هُوَ أَيْ يَوْمُ النَّحْرِ؛ لِأَنَّ مُعْظَمَ أَعْمَالِ النُّسُكِ يَقَعُ فِيهِ] اهـ.
مشعر منى يستقبل الحجاج لرمى جمرة العقبة
جاهزية منشأة الجمرات
وقد أكدت وزارة الحج السعودية جاهزية مشعر منى ومنشأة الجمرات، لاستقبال الحجاج، عبر ستة طوابق، ارتفاع كل منها 12 متراً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للطابق الواحد 120 ألف حاج لكل ساعة وبإجمالي 500 ألف حاج في الساعة.
ويحتوي جسر الجمرات على ستة مباني خدمات، تتكون من 12 طابقاً ومبنيين مزودين بمهابط للطائرات، وفيها مصاعد مخصصة لخدمة نقل سيارات الإسعاف بين الأدوار.
ويحتوي كل مبنى خدمات على ثلاث محطات كهربائية ومولد كهرباء احتياطي، ويضم الجسر 11 مبنى سلالم، منها أربعة مبانٍ لنقل الحجاج دخولاً للطوابق، وسبعة للخروج، ويحتوي كل مبنى سلالم على 28 سلماً كهربائياً مرتبطاً بنظام إدارة مبانٍ للتحكم به (BMS)، كما توجد 20 سلماً كهربائياً حول الجسر ليبلغ إجمالي عدد السلالم 328 سلماً.
ويرتبط جسر الجمرات بأربعة أنفاق بأطوال إجمالية 3485 متراً، ويحتوي على 46 ممشىً كهربائياً لنقل الحجاج، وأنظمة الحماية والحريق والنداء العام والاتصال الداخلي ونظام إلكتروني لفصل الأنفاق أثناء الحريق.
ويحتوي الجسر كذلك على 13 نظاماً؛ منها أنظمة للمراقبة التلفزيونية (900 كاميرا) ونظام البث التلفزيوني لأربع قنوات تلفزيونية، ونظام الرسائل التوجيهية، ونظام العد الإلكتروني للحشود، ونظام إنذار الحريق، و226 عربة كهربائية صديقة للبيئة لنقل الحجاج داخل جسر الجمرات والمشاريع المتصلة به.
الحالة الصحية للحجاج
وبالنسبة للحالة الصحية العامة للحجاج حتى الآن ، أكد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، أنها مطمئنة، مشيرا إلى انخفاض حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس بين الحجاج هذا العام، مرجعا ذلك إلى تكثيف حملات التوعية وجاهزية الفرق الطبية وانتشارها لتقديم الخدمات الصحية بشكل أسرع، مؤكدا فى الوقت نفسه ضرورة التزام الحجاج باستخدام المظلة وشرب كميات كافية من المياه والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة كأهم طرق للوقاية من أشعة الشمس.
وأضاف الجلاجل، أن حالات الإجهاد الحراري في معدلاتها الطبيعية حيث بلغت حتى الآن 151 حالة، وتعاملت معها الفرق الطبية وجرى اتخاذ إجراءات العلاج المناسبة ونقل بعض الحالات من جبل الرحمة عن طريق الإسعاف الجوى.
أوضحت وزارة الصحة السعودية ، أن أكثر من 112 ألف حاج استفادوا من الخدمات الصحية المتنوعة، منذ اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى يوم عرفة.
وأشارت "الصحة" إلى أن الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن تنوعت بين عيادات طبية وتخصصية، وصيدليات، ومراكز غسيل الكلى، وغرف العناية المركزة، ووحدات العزل، كما تم إجراء 20 عملية قلب مفتوح، و230 قسطرة قلبية، و819 عملية غسيل كلوي، بالإضافة إلى دخول 2491 من الحجاج إلى المستشفيات والمراكز الطبية لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
وفى السياق نفسه، أوضحت وزارة الصحة أن هناك حوالى 35 ألف من منسوبي المنظومة الصحية للحج و 5500 من المتطوعين الصحيين يقومون بتقديم الرعاية الصحية في جميع المواقع بالمشاعر المقدسة، وذلك من خلال 189 مستشفى متكاملاً ومركزاً صحياً وعيادات متنقلة، و 98 مركزاً إسعافياً، و14 مركز مراقبة صحياً بمنافذ المملكة، و32 شاحنة إمداد متنقلة، و12 مختبراً، و6515 سريراً تشتمل على أكثر من 800 سرير عناية مركزة لاستقبال الحالات الحرجة، وأكثر من 280 سريراً لضربات الشمس والإجهاد الحراري 729 سيارة إسعاف، و7 طائرات إسعافية وعربات للطوارئ والاستجابة السريعة خدمات مركز الاتصال 937 بعدة لغات، إضافة لمستشفى صحة الافتراضي والعيادات الافتراضية التابعة لها.
ونوهت الوزارة بأن 99% من حجاج الداخل استكملوا الاشتراطات الصحية من اللقاحات.