أسقط قاضى أمريكى فى دائرة ليفنجستون، حكما بالسجن على ساندرا نشأت هيمى وتم تبرئتها بعد أن قضت 43 عاما فى السجن ظلما بتهمة ارتكاب جريمة قتل وتبلغ الآن 63 عاما، وهى أطول مدة إدانة خاطئة لامرأة فى التاريخ الأمريكى.
ساندرا هيمى
القاضى رايان هورسمان، وجد أخيرا دليلا "واضحا ومقنعا" على براءة ساندرا هيمى من جريمة قتل باتريشيا جيشكي، وهى عاملة في مكتبة في سانت جوزيف بولاية ميسورى الأمريكية، وفقا لموقع سكاى نيوز عربية.
وكان الحكم صدر ضد هيمي بالسجن مدى الحياة عام 1980، بعد أن أدلت هيمي بتصريحات للشرطة تدينها، واعترفت على نفسها عندما كانت تعانى من مرض نفسى، فيما حكم القاضى هورسمان بأن "الأدلة المباشرة" تربط مقتل جيشكى بضابط شرطة محلى دخل السجن لاحقًا لارتكابه جريمة أخرى وتوفى منذ ذلك الحين.
وقال القاضي إن هيمي، التي قضت آخر 43 عامًا خلف القضبان، يجب إطلاق سراحها خلال 30 يومًا ما لم يقرر الادعاء إعادة محاكمتها، وجاء الحكم بعد جلسة استماع للأدلة في يناير، حيث قدم فريق هيمي القانوني الحجج الداعمة لأدلتها، وقال محامو هيمى في بيان: "نحن ممتنون للمحكمة لاعترافها بالظلم الجسيم الذي عانت منه السيدة هيمي لأكثر من 4 عقود".
وكانت هيمي قد اعترفت فى البداية بأنها مذنبة بارتكاب جريمة القتل العمد مقابل تجنب عقوبة الإعدام، إلا أنه تم رفض إدانتها فى الاستئناف، غير أنها أُدينت مرة أخرى في العام 1985، بعد محاكمة استمرت يومًا واحدًا، وكان الدليل الوحيد ضدها هو "اعترافها".
وفي عريضة مكونة من 147 صفحة تسعى إلى تبرئتها، قال المحامون إن السلطات تجاهلت تصريحات هيمي “المتناقضة إلى حد كبير” و”المستحيلة من الناحية الواقعية” عندما كانت مريضة في مستشفى للأمراض النفسية.
وقال محاموها إن هيمي، البالغة من العمر 20 عامًا وقت إدانتها،كانت تتلقى العلاج من الهلوسة السمعية وعدم الإدراك وتعاطي المخدرات عندما استهدفتها الشرطة، وكتبوا: "في بعض الأوقات، كانت تتلقى علاجًا مكثفًا لدرجة أنها لم تكن قادرة حتى على رفع رأسها وتم تقييدها على كرسي"، وأشاروا إلى أن هيمي بدت "مرتبكة عقليا" وغير قادرة على فهم أسئلتهم بشكل كامل.
وشهد المحقق المتقاعد من قسم شرطة سانت جوزيف ستيفن فويستون، بأنه أوقف أحد التحقيقات لأنها "لم تكن تبدو متماسكة تمامًا"، ووجه محامو هيمي اتهاما للشرطة، قائلين إن الشرطة "استغلت مرضها العقلي وأجبرتها على الإدلاء بأقوال كاذبة أثناء تخديرها وعلاجها بأدوية مضادة للذهان"، وزعموا أن السلطات في ذلك الوقت أخفت الأدلة التي تشير إلى تورط مايكل هولمان، الذي كان آنذاك ضابط شرطة يبلغ من العمر 22 عامًا حاول استخدام بطاقة الائتمان الخاصة بالضحية.
وكانت سيارة هولمان قد تم مشاهدتها بالقرب من مسرح الجريمة وتم العثور في حوزته على زوج من الأقراط تعرف عليها والد القتيلة جيشكي، وكان مشتبهًا به وتم استجوابه في ذلك الوقت.
وفي وقت لاحق، تم التحقيق مع هولمان بتهمة الاحتيال في مجال التأمين والسطو وقضى بعض الوقت في السجن، وتوفي في عام 2015.
وفي حكمه، كتب القاضى هورسمان أنه "لا يوجد دليل على الإطلاق خارج تصريحات السيدة هيمي غير الموثوقة يربطها بالجريمة"، مضيفًا: أن تلك الأقوال "تم أخذها بينما كانت تعاني من أزمة نفسية وألم جسدى، وترى هذه المحكمة أن الأدلة تربط هولمان بشكل مباشر بمسرح الجريمة والقتل".