ودع حجاج بيت الله الحرام المشاعر المقدسة من "منى"، مُختتمين مناسك حجهم المبرور فى ثالث أيام التشريق ورابع أيام عيد الأضحى المبارك، ثم توجهوا إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع بصحن المطاف، وسط منظومة خدمية متكاملة، حيث تم تجنيد كوادر أمنية مدنية وموظفين لإدارة وتنظيم الحشود بالتعاون مع الجهات الأمنية مع تهيئة كامل أدوار مبنى المطاف، وكامل الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام.
رمى الجمرات فى آخر أيام التشريق
وشهد جسر الجمرات توافد جموع الحجيج في حشود كبيرة بعد رمي الجمرات قبل مغادرة مشعر "منى" متجهين صوب المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، وسط منظومة عمل متكاملة بمشاركة عدة جهات تشمل التفويج وحفظ الأمن والاهتمام بالصحة وتقديم العلاج، ترافقهم عمليات المراقبة الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق، فيما ظلت كاميرات الرصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة لرصد تحركات الحجيج من مشعر "منى" إلى مكة المكرمة.
وقد قام الحجاج برمى الجمرات أيضًا فى أول وثانى وثالث أيام التشريق، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيًا واتباعًا للرسول الكريم، بينما قام المتعجلون بطواف الوداع بالحرم المكى عقب مغادرتهم مشعر منى قبل غروب شمس الثلاثاء.
وأكدت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوى إطلاق المرحلة الثالثة من خطتها لمرحلة ما بعد أداء مناسك الحج؛ التي تضمنت العديد من المبادرات الدينية والبرامج العلمية الجديدة.
حاجة ترمى الجمرات
المدينة تستقبل الحجاج
المدينة المنورة الوجهة القادمة للحجيج؛ فى هذا السياق رفعت القطاعات ذات العلاقة بأعمال الحج بالمدينة المنورة، جاهزيتها لاستقبال أفواج ضيوف الرحمن خلال موسم ما بعد الحج، وتقديم جميع التسهيلات التى تضمن انسيابية وصول الحجاج وحركة الحافلات المتجهة إلى منافذ المغادرة البرية أو إلى مساكنهم فى المنطقة المركزية، حيث تعمل فرق ميدانية فى عدة مراكز مؤقتة، بمشاركة الدوريات الأمنية فى توجيه حافلات حجاج الجو والبحر للدخول إلى مركز الهجرة لاستقبال حافلات الحجاج، وتوجيه السيارات الصغيرة والحافلات الخاصة بنقل حجاج البر إلى مركز استقبال حجاج البر.
المدينة
ويستمر توافد ضيوف الرحمن إلى المدينة المنورة خلال الأيام القادمة، حيث يقومون بزيارة المسجد النبوى والروضة الشريفة، كما يقومون بزيارة العديد من المساجد والمواقع الإسلامية ذات الارتباط الوثيق بالسيرة النبوية، من أهمها مسجد قباء، الذي يعد أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم واختطه بيده عندما وصل إلى المدينة المنورة مهاجرًا إليها من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم.
كما أعلنت الهيئة العامة للطرق بالسعودية عن جاهزية طرق المدينة المنورة لاستقبال ضيوف الرحمن الراغبين للذهاب للمدينة المنورة، بعد أداء مناسك الحج، حيث عملت الهيئة على تنفيذ العديد من أعمال الصيانة والسلامة لضمان سلامة ضيوف الرحمن، منها مسح أكثر من 3000 كم، وإزالة أكثر من 100 ألف متر مربع من الكثبان الرملية على جانب الطريق، إضافة لتنفيذ أعمال الكشط والسفلتة بطول 132 كم، مع مسح وإصلاح الطرق بأكثر من 1017 كم، بالإضافة لتنظيف أكثر من 1000 موقع لمجارى الأودية.
التفويج إلى الروضة.
المنصات الرقمية لخدمة الحجاج
وعلى صعيد الاستعدادات لاستقبال الحجاج ، هيأت وكالة رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي المنصات الرقمية والإعلام الحديث والتقانة والترجمة مع وصول طلائع ضيوف الرحمن للمسجد النبوي في الموسم الثاني للحج، للصلاة والتشرف بالسلام على الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وزيارة العديد من المساجد والمواقع الإسلامية ذات الارتباط الوثيق بالسيرة النبوية؛ وذلك ليسهل استفادة ضيوف الرحمن من خِدمات المنظومة الدينية والخدمات التوجيهية والإرشادية والتوعية الميدانية والدروس العلمية والمبادرات والمناشط الدينية؛ لإثراء تجربة ضيوف الرحمن خلال زيارتهم للمسجد النبوي ولتعميق الأثر الديني والمعرفى.
وعززت وكالة المسجد النبوي جاهزية منظومتها الدينية لتفعيل الخطة التشغيلية الثالثة لمرحلة ما بعد أداء مناسك الحج، واستقبال طلائع ضيوف الرحمن المتعجلين في المسجد النبوي، الذين منّ الله تعالى عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام، وذلك لزيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما.
الروضة الشريفة
وعلى صعيد متصل، يساهم تطبيق" نسك" الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة في تسهيل عملية تفويج الحجاج الزائرين للروضة الشريفة حسب المواعيد المحددة عبر تطبيق (نسك)، وتشمل الإجراءات تحسين مسار التفويج، وتوفير أنظمة قراءة مواعيد الزيارة، وتطوير خدمات المواعيد عبر التطبيق، إلى جانب تأهيل فريق متخصص لإدارة عملية التفويج وإدارة الحشود، وتنظيم برامج متخصصة لإثراء تجربة الزيارة لترتيب الحجوزات.
وطبقاً للتنظيم يُسمح للرجال بزيارة الروضة الشريفة في فترتين؛ الأولى من الساعة 11 صباحاً حتى صلاة العشاء، والثانية من الساعة 12:30 صباحاً حتى صلاة الفجر.
وينبغي في الزيارة للرجال أو النساء ألا تزيد على 10 دقائق، ويمكن حساب الوقت من خلال الساعات الرقمية الموجودة داخل الروضة الشريفة.
أما النساء فيسمح لهن بزيارة الروضة على فترتين؛ الأولى تبدأ بعد صلاة الفجر حتى الساعة 11 صباحاً، والفترة الثانية من بعد صلاة العشاء حتى الساعة 12 بعد منتصف الليل، وزيارة النساء للروضة الشريفة في الفترة الصباحية تكون عن طريق الدخول من الجهة الشمالية البوابة رقم 34، وفي الفترة المسائية يكون من الساحات الجنوبية أمام باب مكة رقم 37.
ومن جانبها، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، نجاح خطة الرئاسة لطواف الوداع لحجاج بيت الله الحرام، وإثراء تجربتهم، من خلال تهيئة الخِدمات الدينية والأجواء التعبدية بالتناغم والتكامل مع الجهات المعنية العاملة بالمسجد الحرام في خدمة ضيوف الرحمن؛ لتقديم الخدمات الدينية بأعلى المستويات، وقالت الرئاسة إنها سخرت إمكاناتها وكوادرها من منسوبي الرئاسة الدينية والمتطوعين، إضافة إلى تسخير التقنية والمنصات الرقمية والروبوتات الذكية؛ لإنجاح خطة طواف الوداع، الموضوعة مسبقاً ضمن خطط الرئاسة الدينية لموسم الحج؛ لإثراء تجربة ضيوف الرحمن المتعجلين دينياً، ومواجهة ذروة توافدهم إلى المسجد الحرام.
ومن جانبها أوضحت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، أنها قدمت خدمة التطويف المركزي لما يزيد على مليون ونصف المليون مستفيد خلال موسم الحج في رقم قياسي لعمل المطوفين؛ مع توافد الأعداد المليونية من ضيوف الرحمن، لأداء طواف الوداع.
نجاح الموسم
وعلى صعيد متصل، أكد رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، نجاح موسم الحج لهذا العام، مثمناً الدور الكبير الذي قام به جميع العاملين في القطاعات الحكومية والمنظومة الأمنية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.
ومن جهة أخرى، كان وزير الصحة السعودى فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، قد أعلن نجاح الخطط الصحية لموسم حج هذا العام، وخلوه من أى أمراض وبائية أو تهديدات على الصحة العامة للحجاج، مؤكدا نجاح موسم الحج رغم الأعداد الكبيرة للحجاج هذا العام، والتحديات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، مضيفا أن المنظومة الصحية قامت بتجهيز 189 مستشفى ومركزًا صحيًا وعيادة متنقلة، بطاقة استيعابية تزيد عن 6.500 سرير، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين تتجاوز 40 ألفًا، وبسيارات إسعاف تزيد عن 370 سيارة و7 طائرات إسعافية و12 مختبرًا و60 شاحنة، لتوفير أكثر من 1860 بندًا طبيًا، وفى خطوة نوعية 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة فى المشاعر المقدسة.
وأوضح الجلاجل، أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية بلغ أكثر من 390 ألف حاج، وتمّ إجراء أكثر من 28 عملية قلب مفتوح، وأكثر من720 قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من 1169 جلسة غسيل كلوى، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضى لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحرارى وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، مشيرًا إلى أن الجهود التوعوية الاستباقية أسهمت فى الحد من زيادة عدد الحالات.