نفت القوات المسلحة السودانية بشدة أن يكون بعض منسوبيها قد قاموا بتصفية أسرى، وقال بيان للناطق الرسمى اليوم: ظهر بمواقع التواصل الاجتماعى اليوم فيديو مفبرك من قِبل الخلايا الإعلامية لميليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم يظهر من خلاله جنود مزعومون يقومون بقتل أسرى بعد معاملتهم بشكل لا يتّسق بقوانين وأعراف الحرب.
ولقى الفيديو، الذى تم تداوله على نطاق واسع، ردود أفعال غاضبة وسط انتقادات لاذعة، حيث ظهر فيه أفراد مسلحون يطلقون النار على مجموعات ترتدى ملابس مدنية فى حى سكنى يرجح أنه بأم درمان.
وأوضح البيان أن القوات المسلحة السودانية لا يُمكن أن تصدر هذه الممارسات من أفرادها، وهى تلتزم طوال تاريخها بالقانون الدولى الإنسانى. وتابع البيان: "على النقيض تماماً لما تقوم به ميليشيا آل دقلو الإرهابية التى يشهد العالم كل يوم انتهاكاتها الممنهجة والهمجية غير المسبوقة فى تاريخ الحروب، وما عملية تصفية أسرى مدينة الفولة أول أمس وتدمير محطة بحرى الحرارية لتوليد الكهرباء يوم أمس إلّا نموذجٌ لنهجها الإرهابى المعهود فى حق البلاد ومواطنيها".
وأكّدت القوات المسلحة السودانية، أنّها لن تنجر للدرك الأخلاقى السحيق الذى ترزح تحته الميليشيا وستظل متمسكة بالتزاماتها تجاه القانون الدولى الإنسانى، وأشارت إلى أن هذه الفبركات الإعلامية التى تقوم الميليشيا وداعموها بنشرها من وقت لآخر لن تنطلى على فطنة وإدراك المواطن السودانى الكريم.
صحيفة السودانى كشفت عن مجزرة جديد ارتكبتها الدعم السريع بقرية عسير ريفى الحوش بولاية الجزيرة، وقالت: "أطلقت الرصاص على المصلين أثناء خروجهم من المسجد عقب أداء الصلاة، حيث استشهد 18 مواطناً، ووقوع عشرات الإصابات".
من جانبها كشفت منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة بإقليم دارفور، عن ارتفاع ضحايا معارك الفاشر إلى نحو 2000 قتيل وجريح منذ مايو الماضى وحتى الآن، فى وقت دعا والى شمال دارفور قائد الجيش لتدمير مدافع الدعم السريع التى تقصف الفاشر وفقا لصحيفة تريبون سودان.
وفرضت قوات الدعم السريع حصارًا على الفاشر قبل أن تبدأ قصفها وخوض معارك شرسة مع الجيش وحلفائه منذ 10 مايو الماضى، ما دفع الآلاف إلى الفرار من العنف.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، فى بيان تلقته إنه منذ بدء القتال فى الفاشر قبل ستة أسابيع، قُتل أكثر من 260 شخصًا وأصيب أكثر من 1,630 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وأشارت إلى أنها حذرت من تعرض المستشفيات للهجوم المستمر وعدم وصول المساعدات، رغم دعوة مجلس الأمن الدولى إلى إنهاء القتال فى الفاشر قبل 10 أيام.
واستنكرت المنظمة قصف قوات الدعم السريع، صيدلية مستشفى النساء والتوليد السعودى، ما أدى إلى مقتل صيدلى أثناء عمله وشخص آخر على بُعد 200 متر من المشفى وفرد ثالث بالقرب من مقر سكن موظفى أطباء بلا حدود، وشددت على أن المستشفى أصبح يعمل بشكل جزئى بعد تعرضه لأضرار.
وتعرض المستشفى السعودى لهجومين منذ اندلاع المعارك فى 10 مايو الماضى، وذلك ضمن 8 هجمات على مستشفيات الفاشر، حيث جرى إغلاق المستشفى الجنوبى بعد تعرضه لهجوم من الدعم السريع، وقبل ذلك أُغلق مستشفى الأطفال بسبب الأضرار الناجمة عن غارة جوية.
إلى ذلك، طالب والى ولاية شمال دارفور المكلف الحافظ بخيت قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بحسم قصف قوات الدعم السريع العشوائى على أحياء الفاشر.
وقال الوالى فى تصريح صحفى، إن الجيش بمقدوره تدمير مدافع الدعم السريع وإيقاف القصف العشوائى فى الفترات الصباحية والمسائية.
ودعا إلى ضرورة تدخل قائد الجيش لفك الحصار الذى تفرضه الدعم السريع على مدينة الفاشر، وفتح طريق “الدبة – مليط – الفاشر” من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، بعد أن أدى الحصار إلى ارتفاع أسعار السلع.
وتابع: “أغلب سكان المدينة يعيشون فى العراء بسبب القصف المدفعى الممنهج والمقصود من الدعم السريع لتهجير سكانها، حيث يعيش النازحون بلا مأوى ولا غذاء وبدون خدمات إنسانية”.
وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر لإكمال قبضتها على كامل إقليم دارفور، فيما يدافع الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه عن المدينة بضراوة باعتبارها آخر معاقلهم فى الإقليم الواقع غرب.