دعا المرشد الأعلى فى إيران آية الله على خامنئى، الشعب الإيرانى لمشاركة شعبية واسعة فى الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل، 28 يونيو، لإختيار خليفة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذى لقى مصرعه فى تحطم مروحيته فى 19 مايو الماضى.
ووفقا لوكالة مهر الإيرانية، أكد خامنئى، على اهمية الانتخابات ومشاركة الشعب قائلا: "انه وقت حساس، وعلينا أن نسأل الله التوفيق حتى نتمكن من القيام بعملنا حسب واجبنا"
وأضاف "نحن على اعتاب اجراء الانتخابات الرئاسية وبالتزامن مع هذه أعياد الغدير والاحتفالات نشهد الحماس والشوق الانتخابي بين الناس.. وقال ايضا أنه في كل انتخابات كانت المشاركة فيها منخفضة، كانت ألسنة الأعداء باللوم أطول".
وأوصى الشعب الإيرانى باختيار الأصلح للبلاد، قائلا "من يملك القدرة على استغلال فرص البلاد وإمكاناتها فهو الأصلح، ومن يتصور أنه بدون فضل أمريكا لا يمكن أن يخطوا خطوة واحدة، فلن يدير البلاد بشكل سليم".
وقال خامنئى "نحن نؤمن بالتواصل مع العالم كله، وعندما نقول لا تنظروا إلى الأجانب، فهذا يعني بلوغ الاستقلال الوطني".. ورغم وجود الأعداء فإن الجمهورية الإسلامية قادرة على التقدم من دون الاتكاء على الأجانب"
ونصح المرشحن الست الذين يخوضن الانتخابات قائلا "يتعهد المرشحون أمام الله إذا فازوا بالانتخابات، عليهم ألا يستخدموا من هم بعيدون عن الثورة الاسلامية"
والليلة الماضية، تصدرت السياسة الخارجية والاتفاق النووى الإيرانى، المشهد فى الجولة الرابعة من مناظرات الانتخابات الرئاسية فى إيران، وبثها التلفزيون الإيرانى على الهواء مباشرة، ولم تخلو أيضا من التراشق الحاد بين المرشحين، المحافظ المتشدد سعيد جليلى ورجل الدين ووزير الداخلية السابق، مصطفى بورمحمدى، فيما ظهر انقسام حول مسألة التفاوض مع الغرب لرفع العقوبات وكذلك إحياء الاتفاق النووى الذى أبرمته حكومة الرئيس السابق حسن روحانى عام 2015.
وبشأن الملف النووى، أكد المرشح الأصولى ورئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، على أنه يؤمن بالتفاوض قائلا: أعتقد بوضوح أنه فى مجال المفاوضات حول القضیة النووية، سنتفاوض بالتأكيد، مثلما واصل الشهيد رئيسى المفاوضات، وسنتوصل بالتأكيد إلى اتفاق يكون فى إطار القانون والسياسات العامة فى القانون الاستراتيجى وهو أساس العمل".
وحول السياسة الخارجية، قال قاليباف: سياستنا الداخلية هى امتداد لسياستنا الخارجية، وسياستنا الخارجية امتداد لسياستنا الداخلية ولذلك فإن الاتفاق الداخلى مهم جداً. سننجز أى اتفاق فيه منفعة اقتصادية، خطوة بخطوة وسنستمر فى الداخل، بمکافحة تأثير العقوبات.
من جانبه قال المرشح بزشكيان: أنا أصولى ولكنى أؤمن بشدة بالإصلاحات لتحقيق المبادئ. أنا أؤمن بالحق والعدالة كمبادئ. واعتقد بالحق والعدالة. ولكى يشارك الجميع يجب أن نخرج البلاد من دائرة أن يديرها مجموعة معينة.
وقال: علينا حل المشاكل الداخلية. ليس من الممكن إنجاز أى عمل، ما لم نحل موضوع الاتفاق النووى. وأضاف أن "الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والبرلمان الإيراني، أحرقوا الاتفاق النووي، وليس الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فقط".
وأكد بزشكيان أن مهاجمى سفارتى السعودية وبريطانيا فى إيران حصلوا على مناصب حكومية.
واشار المرشح امير حسين قاضى زاده إلى أن سياسة ايران مع الجيران كانت على الدوام احلال السلام ومنع التدخل الاجنبى.. وبخصوص العلاقات مع أمريكا، قال زاده هاشمي: "يمكننا التفاوض مع الولايات المتحدة حتى لو كان رئيسها دونالد ترامب".
من جانبه، هاجم عمدة طهران المرشح المتشدد على رضا زاكانى الرئيس السابق حسن روحانى، ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، قائلا لم يحصل ممثل إيران فى الأمم المتحدة على تأشيرة دخول؛ لم يعطوا البنزين لطائرة ظريف، مشكلتنا هى أننا نستجدى الغرب، وهذا ما فعله ظريف مع الغرب.
وقال زاكاني: تحتاج الدبلوماسية الاقتصادية إلى تحول فى وزارة الخارجية وتحتاج إلى خلق منصة لحضور القطاع الخاص ليحدث ذلك، يجب أن يعاد موقع إيران الجيوسياسى فى المنطقة مرة أخرى.
ومن جانبه، أعلن المرشح المتشدد سعيد جليلي، رفضه الاتفاق النووى والمصادقة على قوانين مجموعة العمل المالى " FATF" المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وشدد جليلى على أنه من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، إلى جيراننا ودول محور المقاومة كلها لنا فرصا، ويجب ألا نغفلها.
ولفت المرشح الاصولى سعيد جليلى فى هذه المناظرة إلى الفرص الكبيرة التى تتيحها مسألة السياسة الخارجية قائلا: "نحن بحاجة إلى النظر إلى العالم كله".
وشدد جليلى على أنه من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، إلى جيراننا ودول محور المقاومة كلها فى طيها لنا فرصا، ويجب ألا نغفلها.
بدوره شدد المرشح مصطفى بور محمدى المحافظ المحسوب على التيار المعتدل، على تأثير تعزيز السياسة الداخلية على السياسة الخارجية، قائلا أن السياسة الخارجية هى امتداد للسياسة الداخلية وإذا كنا أقوياء محليا، فيمكننا تحقيق وترسيخ أهدافنا على المستوى الدولى. السياسة الخارجية تتماشى مع السياسة الداخلية. إذا كنا أقوياء فى الداخل، يمكننا أن نحقق أهدافنا ونثبتها على الساحة الدولية.