تترك التغيرات المناخية تداعيات كبيرة على العالم، وهو ما يبدو في العديد من المشاهد، منها حرائق الغابات في العديد من الدول بالإضافة إلى الارتفاعات القياسية في درجات الحرارة في مناطق عدة، وفي القلب منها دول الخليج، والتي لجأت إلى اجراءات استثنائية من أجل احتواء الآثار الكبيرة الناجمة عن الأوضاع الراهنة.
ورفعت الأوضاع المناخية، حالة الطوارئ الدولية، في ظل الحاجة الملحة إلى مجابهتها، واحتواء تداعياتها، حيث تراوحت الاجراءات بين عمليات إجلاء السكان من مناطق مهددة بنيران الغابات المحترقة، كما هو الحال في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أو تبني خطوات جادة لترشيد استهلاك الكهرباء كما هو الحال بالكويت ولبنان والسعودية والإمارات، ناهيك عن إجراءات أخرى في دول أخرى.
اتخذت الدول إجراءات عدة لمواجهة هذه الموجة الحارة من الطقس، ففي الكويت أعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، أنه سيتم تنفيذ قطع مبرمج للتيار الكهربائي عن أكثر من 60 منطقة اليوم في 6 محافظات، خلال أوقات الذروة من 11 صباحًا حتى 5 مساء لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين، وذلك حرصا على حماية استقرار المنظومة الكهربائية.
ودعت الوزارة المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء في أوقات الذروة، وذلك من الساعة 11 صباحا حتى الساعة 5 عصرا بهدف تقليل الأحمال الكهربائية.
وضمن الإجراءات التى أقرتها الكويت أيضاً لترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال على الدولة، أعلنت وزارة التربية والتعليم، في بيان لها، عن تقديم موعد العطلة الصيفية للهيئتين التعليمية والإدارية للمرحلة الابتدائية ابتداءً من اليوم الخميس، وتقديم عطلة كافة العاملين بالمرحلة المتوسطة والثانوية.
وعلى صعيد الإجراءات المتخذة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة أيضاً، بدأت الإمارات في 15 يونيو الجارى، تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة، وقد اطلع وزير الموارد البشرية والتوطين بالإمارات الدكتور عبدالرحمن العور، على استعدادات القطاع الخاص لتطبيق القرار الذى يستمر العمل به حتى 15 سبتمبر المقبل.
وتم إعداد فرق تفتيش تابعة لوزارة الموارد البشرية والتوطين، للقيام بزيارات ميدانية لمواقع العمل للتأكد من التزام الشركات بـ"حظر العمل وقت الظهيرة"، بما يتماشى مع الحملة المشتركة، بالتعاون مع شركاء الوزارة فى القطاعين الحكومى والخاص للتوعية بأحكام ومتطلبات الحظر، وتأكيد انعكاساته الإيجابية على صحة وسلامة القوى العاملة، فضلاً عن إجراء الفحوص الطبية للعاملين، وتدريب مسؤولى مواقع العمل الخارجية على كيفية إجراء الإسعافات الأولية، والتركيز على الحالات المرتبطة بالإجهاد الحراري.
وقال الدكتور عبدالرحمن العور، إن القطاع الخاص فى الدولة شريك استراتيجى للحكومة فى تعزيز تنافسية وريادة سوق العمل الإماراتي، وذلك يتجلى من خلال التزام الشركات بالتشريعات الناظمة لعلاقات العمل، وحرصها على الإسهام والمشاركة ودعم مبادرات وبرامج سوق العمل واضطلاعها بالمسؤولية المجتمعية، معرباً عن ثقته بوعى الشركات بأهمية تطبيق اشتراطات ومعايير الصحة والسلامة المهنية فى مواقع العمل والسكنات العمالية، وانعكاساتها الإيجابية على صحة وسلامة وإنتاجية القوى العاملة.
وفى لبنان ، أصدرت مصلحة الأرصاد الجوية تحذيرات للمواطنين من التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة و الحذر من اندلاع حرائق الغابات في المناطق الحرجية والداخلية، وعدم ترك الاطفال و المواد القابلة للاشتعال داخل السيارات المغلقة، وذلك لتأثر البلاد بموجة طقس سئ وارتفاع كبير في درجات الحرارة مصحوباً بكتل هوائية حارة .
كما أصدرت وزارة البيئة تحذيرا مماثلا من خطر اندلاع حرائق خلال الأيام المقبلة، داعية إلى تجنب استخدام أي مصدر للنار بالقرب من الغطاء النباتي.
وتماشيا مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة فى السعودية، بدأت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس ويستمر التطبيق حتى سبتمبر المقبل .
وأوضحت الوزارة، أن القرار يتم تطبيقه يومياً على جميع منشآت القطاع الخاص، من الساعة 12 ظهراً إلى الساعة 3 مساءً ، موضحةً إن هذا القرار يأتى في إطار الحفاظ على سلامة العاملين وصحتهم في القطاع الخاص، وتجنيبهم ما قد يسبب لهم المخاطر الصحية، وتوفير بيئة عمل صحية وآمنة لهم، وفق المعايير العالمية للسلامة والصحة المهنية.