عام بعد عام، يدفع العالم ثمن تغير المناخ، وتزداد درجة حرارة الأرض بما يؤثر على كل الكائنات الحية، فاحترقت الغابات وفاضت الأنهار وكثر هطول الأمطار والسيول، فيما يحذر العلماء من القادم الأسوأ لاسيما مع فشل كبرى الدول – والمسبب الأكبر للأزمة - فى الاتفاق حول الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.
وبصرف النظر عن خلق ظروف صحية خطيرة، فإن موجات الحر تزيد من احتمال حدوث الجفاف ، مما يؤثر على الحيوانات والبشر على حد سواء، حسبما تشير شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي أكثر من 166 ألف شخص بين عامي 1998 و2017 نتيجة موجات الحر. وفي المملكة المتحدة وحدها، أودت درجات الحرارة الخانقة بحياة ما يزيد عن 2500 شخص في صيف 2020.
ويتوقع الخبراء أن تغير المناخ سيزيد من وتيرة وشدة الطقس الحار الشديد وأن تصبح موجات الحر "الوضع الطبيعي الجديد".
وبعيدًا عن التهديد المباشر للحياة، يمكن لدرجات الحرارة القصوى أن تؤثر على الاقتصادات أيضًا.
ويشير موقع Phys.org إلى أن "موجات الحرارة الشديدة الممتدة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الزيارات إلى المستشفيات، وخسارة حادة في الإنتاجية في البناء والزراعة، وانخفاض المحاصيل الزراعية، وحتى الأضرار المباشرة للبنية التحتية".
ويكون الموظفون أقل إنتاجية خلال الطقس الحار، حتى لو كانوا يعملون في الداخل، بينما يكافح الأطفال للتعلم في درجات الحرارة الشديدة، مما يؤدي إلى انخفاض الدخل طوال حياتهم، وهو ما يضر بدوره بالنمو الاقتصادي المستقبلي، وفقًا لموقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالى.
وفي الواقع، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن اقتصادات الولايات الأمريكية تميل إلى النمو بوتيرة أبطأ خلال فصول الصيف الحارة. "تظهر البيانات أن النمو السنوي ينخفض بنسبة 0.15 إلى 0.25 نقطة مئوية لكل درجة فهرنهايت واحدة يكون فيها متوسط درجة حرارة الصيف في الولاية أعلى من المعدل الطبيعي."
وربما يعتقد البعض أن تكييف الهواء هو الحل لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، ولكن وفقا لموقع "منتدى الاقتصاد العالمى" تعد هذه التكنولوجيا إما غير عملية (العمال الخارجيين) أو غير قابلة للتحقيق من الناحية المالية. وبالنسبة لأولئك الذين يكون تكييف الهواء خيارًا لهم، هناك عواقب في المستقبل. وتتوقع إحدى الدراسات أنه بحلول عام 2100، قد يؤدي الاستخدام المتزايد لتكييف الهواء إلى زيادة استهلاك الطاقة السكنية بنسبة 83% على مستوى العالم. وكما تشير المحادثة، "إذا جاءت هذه الطاقة من الوقود الأحفوري، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى تضخيم موجات الحرارة التي تسببت في ارتفاع الطلب في المقام الأول”.
التكلفة المالية لموجات الحر
ويضيف موقع منتدى الاقتصاد العالمى فى تقرير سابق، إن الفحص الدقيق لتأثير الطقس الحار للغاية على الاقتصادات يكشف عن بعض الإحصاءات المثيرة للقلق الشديد. على سبيل المثال، تشير تقديرات وكالة البيئة الأوروبية إلى أن موجات الحر في 32 دولة أوروبية في الفترة من 1980 إلى 2000 كلفت ما يصل إلى 71 مليار دولار ــ وهذا قبل أن نأخذ في الاعتبار موجات الحرارة القاتلة التي حدثت على مدى العقدين الماضيين.
ومن ناحية أخرى، تتوقع منظمة العمل الدولية أن موجات الحر قد تؤدي بحلول عام 2030 إلى خفض عدد ساعات العمل على مستوى العالم بنسبة تزيد على 2%. وهذا يعادل 80 مليون وظيفة بدوام كامل وبتكلفة تبلغ 2.4 تريليون دولار - أي ما يقرب من 10 أضعاف الرقم في عام 1995، وفقًا لموقع Phys.org.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن التأثيرات السلبية لتغير المناخ تتصاعد بسرعة أكبر بكثير مما توقعه العلماء قبل أقل من عقد من الزمان. إن التحذيرات وخيمة، وخاصة ما توصلت إليه اللجنة من أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة قد يؤدي إلى تغيرات دائمة وربما كارثية في عالمنا.
ويقول العلماء إن التتبع السريع للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة أمر حيوي. هناك أيضًا فوائد لما يسمى "التخضير الحضري"، حيث يمكن أن يساعد المزيد من الأشجار والنباتات الأخرى في تبريد المدن والبلدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة