من المقرر عقد اول مناظرة بين دونالد ترامب وجو بايدن مساء الخميس بتوقيت واشنطن لتعلن إشارة البدء الرسمية لـ انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 التى تأتى فى وقت حرج فيما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية خاصة تلك المتعلقة بالاقتصاد وحرب غزة ودعم إسرائيل.
قالت وكالة اسوشيتد برس، إن معظم البالغين فى الولايات المتحدة يخططون لمشاهدة المناظرة الرئاسية ويعتقد الكثيرون أن الحدث سيكون مهمًا لحملات كل من الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته وكالة أسوشيتد برس رغم أن الرجلان لا يزال غير محبوبين على نطاق واسع بينما يستعدان لمواجهة لأول مرة منذ عام 2020، مع الأخذ فى الاعتبار أن ترامب يحظى بميزة حماس بين مؤيديه اكبر من بايدن.
وفقا للاستطلاع، يقول حوالى 6 من كل 10 بالغين فى أمريكا إنهم "من المرجح للغاية" أو "بشكل كبير" أن يشاهدوا المناظرة مباشرة أو فى مقاطع، أو يقرؤوا أو يستمعوا إلى تعليقات حول أداء المرشحين فى الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي.
يشير الاستطلاع إلى أن عشرات الملايين من الأمريكيين من المرجح أن يروا أو يسمعوا عن جزء على الأقل من مناظرة يوم الخميس على الرغم من أنها تأتى مبكرًا بشكل غير عادى فى موسم الحملة، وينظر مؤيدو بايدن وترامب إلى المناظرة باعتبارها اختبارًا رئيسيًا لمرشحهم - أو مجرد مشهد لا ينبغى تفويته.
يقول حوالى نصف الأمريكيين، بنسبة 47% إن المناظرة "بالغة الأهمية" لنجاح حملة بايدن ويقول حوالى 4 من كل 10 إنها مهمة للغاية لحملة ترامب ويقول حوالى 3 من كل 10 أمريكيين إنه على الأقل "مهم جدًا" لكلا الحملتين.
على الجانب الديمقراطى يعتقد 55% من الديمقراطيين أن المناظرة مهمة للغاية لنجاح حملة بايدن بينما يقول اقل من نصف الجمهوريين بنسبة 51% أن المناظرة القادمة مهمة للغاية لنجاح حملة بايدن، ويقول ثلث المستقلين فقط أن المناظرة هامة لأى من الحملتين .
ومن المرجح أن تتصدر قضية السن صدارة أسئلة المناظرة حيث يعتبر كل من بايدن وترامب المرشحان الأكبر سنا على الإطلاق اللذان سعا إلى رئاسة الولايات المتحدة لذلك تعتبر العمر هو قضية انتخابية لا يمكن لأى منهما الهروب منها.
قال جيم ميسينا، الاستراتيجى الديمقراطى الذى إدار الحملة الرئاسية لباراك أوباما فى عام 2012: "لا يمكن إخفاء حقيقة أن بايدن يبلغ من العمر 81 عامًا، ولا يمكن إخفاء حقيقة أن ترامب فى نفس العمر تقريبًا. إنها ليست منافسة على العمر، إنها منافسة على السياسة والشخصية".
أظهرت استطلاعات الرأى، أن الناخبين أكثر قلقًا بشأن عمر بايدن من خصمه. ولكن إذا فاز ترامب، فسوف يحطم الرقم القياسى لبايدن كأكبر رئيس سنًا قبل نهاية ولايته أشار استطلاع رأى أجرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن 73% من الناخبين المسجلين يعتقدون أن بايدن "كبير السن جدًا ليكون رئيسًا فعالًا". أعرب الناخبون من جميع الفئات العمرية عن هذه المخاوف بشأن لياقة الرئيس لمنصبه، بما فى ذلك أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، وقال 42% فقط من الناخبين المسجلين نفس الشيء عن ترامب، على الرغم من وجود فجوة عمرية تبلغ ثلاث سنوات ونصف فقط.
فى تصعيد من ترامب بشأن الصحة العقلية لبايدن، دعا الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب منافسه فى انتخابات جو بايدن إلى إجراء اختبار مخدرات قبل المناظرة الرئاسية، موضحا أنه سيجرى اختبار بدوره وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال: " اختبار مخدرات لجو بايدن المحتال؟.. أنا أيضا سأوافق على إجراء واحد على الفور أيضا".
وفى منشورين آخرين عن منصته للتواصل الاجتماعى، أثنى ترامب على النائب رونى جاكسون، الذى أرسل خطابا للرئيس وطبيبه يوم الاثنين يطالب بإجراء اختبارات مخدرات قبل وبعد المناظرة على الفور وقال ترامب أن رونى جاكسون كان طبيبا وضابطا لامعا، والآن نائب عظيم بالكونجرس. وأضاف أنه محق تماما بشأن ما تمت كتابته فى هذا المقال الذى يجب قراءته، لكن لسوء الحظ، لن يحدث شيئا حيال هذا الأمر.
وحاول ترامب وحلفاؤه مرارا وصف بايدن بأنه رجل مسن لا يصلح لتولى فترة رئاسية ثانية. ورددوا مزاعم "المخدرات" فى وقت سابق هذا العام فى محاولة للتقليل من أهمية خطابه عن حالة الاتحاد الذى ألقاه فى وقت سابق هذا العام.
وفى الوقت نفسه، قالت صحيفة ذا هيل أن حملة بايدن تسعى لمخاطبة الناخبين من كبار السن فى محاولة للاستفادة من قوة هذه الكتلة التصويتية التى أثبتت فى انتخابات سابقة إمكانية الاعتماد عليها.
فى الأسبوع الماضى، روجت حملة إعادة انتخاب الرئيس لجهودها تحت شعار" كبار السن من أجل بايدن وهاريس"، والتى ستقودها السيدة الأولى جيل بايدن، ويشمل هذا فعاليات فى الولايات الرئيسية مثل ويسكونسن ومينسوتا ونيفادا وأريزونا.
من جانبها اشارت شبكة سى أن ان إلى أن ما يهم الناخبين فى المناظرات الرئاسية هو أنها تكشف شخصية المرشحين وقدراتهم أكثر من سياساتهم. وهذا الأمر يبدو أنه ينطبق بشكل خاص على مناظرة بايدن وترامب اللذين سيواجهان الخميس أسئلة أساسية حول كفاءة كل منهما لتولى المنصب.
وبرأى الشبكة، فإن أداء بايدن المتردد قد يؤدى إلى زيادة شكوك الناخبين الذين يعتبرونه أكبر سنا أو ضعيفا. وفى المقابل، فإن أداء ترامب الذى وصفته الشبكة بالمتغطرس الذى قدمه فى المناظرة الأولى بينهما فى عام 2020، من المحتمل أن يعزز مخاوف الناخبين من أن عودته إلى البيت الأبيض تعزز الفوضى.