أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في إيران، انتهاء فترة الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية الـ 14، صباح اليوم الخميس، على أن تتوقف النشاطات ذات الصلة بعد ذلك.
وأوضحت اللجنة -في بيان لها حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)- أنه وفقا للمادة 66 من قانون انتخابات رئاسة الجمهورية فى إيران، ستنتهي فترة الحملات الدعائية للمرشحين استعدادا لخوض الاستحقاق الانتخابي المقرر بعد غدا الجمعة.
وأهابت اللجنة بجميع المرشحين والأحزاب والتيارات السياسية وعامة المواطنين بالتوقف عن كافة النشاطات الدعائية مع بدء فترة الصمت الانتخابي حيز التنفيذ.
ويتنافس على الانتخابات الرئاسية في إيران 5 مرشحين بعد انسحاب امير حسين قاضي زاده هاشمي، الذى كتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي : "حفاظاً على وحدة قوى الثورة واستجابة لطلب المجلس الأعلى لاجماع قوى الثورة وبعض العلماء، فقد انسحبت من مواصلة المسار. أرجو أن يتفق إخوتي الـ 3 الآخرون أيضاً في الوقت المتبقي حتى تتقوى جبهة الثورة".
والمرشحون الخمس هم : سعيد جليلى (محافظ متشدد)، محمد باقر قاليباف (أصولي تقليدي)، على رضا زاكانى: (محافظ متشدد)، مصطفى بور محمدى (محسوب على التيار المعتدل)، مسعود بزشكيان (إصلاحي).
وتتزامن عملية الاقتراع غدا الجمعة 28يونيو، فى خارج إيران فى 138 مكتبًا تمثيليًا لجمهورية إيران الإسلامية، وفى الداخل يتوجه نحو 60 مليون ناخب إيرانى لصناديق الاقتراع لإختيار رئيسًا جدديا للبلاد، خليفة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسى الذى لقى مصرعه 19 مايو الماضى، اثر تحطم مروحية كانت تقله غرب البلاد.
وبحسب اللجنة الانتخابية : 10 ساعات هي مدة التصويت، أما تحديد التمديد فهو من مسؤولية وزير الداخلية الايرانية، وهناك 58.640 فرعًا في جميع أنحاء البلاد جاهزة للتصويت، وفى الخارج أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات الأساسية لإجراء الانتخابات ورصد الدوائر الانتخابية من أجل تصويت المواطنين المقيمين في خارج البلاد.
وخصصت السفارة الإيرانية في لندن، باعتبارها أكبر مركز للاقتراع للانتخابات الرئاسية الإيرانية في أوروبا، 10 مراكز اقتراع في بريطانيا، منها 5 في لندن و5 في مانشستر وبرمنغهام ونيوكاسل وجلاسكو (اسكتلندا) وكارديف (ويلز).
وأعلنت السفارة أن مراكز الاقتراع ستبدأ عملية جمع أصوات الرعايا الإيرانيين بدءا من صباح يوم الجمعة وتستمر هذه العملية لمدة 10 ساعات، وفي حالة تمديد التصويت سيتم الإعلان عن ذلك.
وإذا لم يحصل المرشحون على الأغلبية المطلقة من الأصوات في المرحلة الأولى، ينتقل الانتخاب إلى المرحلة الثانية وينتقل الشخصان الحاصلان على أكبر عدد من الأصوات إلى المرحلة الثانية، وتقام المرحلة الثانية يوم 5 يوليو عام 2024. ويمكن لمن ولدوا قبل 29 يونيو عام 2006 المشاركة في الانتخابات.
ورغم انسحاب أحد المرشحين إلا أنه لايزال التنافس شديد، بين المرشحين الخمس لـ الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران ، وكان أكد بعض مرشحو المعسكر المحافظ عدم نيتهم فى الانسحاب لصالح أيا منهم، فإن التركيبة الحالية للمرشحين ستؤدى - وفقا لمراقبين - لتفتيت أو تبعثر الأصوات بين المرشحين المنتمين للتيار المحافظ وعددهم 4، أكبر تحدى يواجهه هذا المعسكر، لكن مثلما تراه الجبهة الإصلاحية قد يصب فى صالح مرشحها الإصلاحي الوحيد، مسعود بزشكيان، الذى يحظى بدعم جبهة الاصلاحات والرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي والرئيس السابق حسن روحانى، الأمر الذى ينبئ بجولة ثانية.
وبحسب ترجيحات بعض المراقبين الإيرانيين، والتى تشير إلى أنه فى حال ظلت تركيبة المرشحين بهذا الشكل، فمن الممكن أن تشهد البلاد جولة ثانية بين قاليباف وبزشكيان، وتوقع للمحلل السياسى الإيرانى عباس سبيمي نمين، لموقع مستقل أونلاين، أن تتجه الانتخابات لمرحلة ثانية وعدم حسم النتائج فى المرحلة الأولى، لكنه رأى أن ذلك منوط بسلوك الأصوليين، ففى حال لم يتمكنوا التوصل لإجماع الأراء حول مرشح واحد ولم يساندوا مرشح واحد فى المرحلة الثانية فإنهم سيفقدوا مكانتهم وهذا سيكلفهم الكثير، وأكد أن وجود 5 مرشحين أصوليين سيؤدى إلى هزيمتهم.
كما تشكل نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق التحدى الأكبر لـ الدولة الإيرانية، لأنها تأتى عقب انتخابات تشريعية عقدت فى مارس 2024، شهدت أدنى نسبة مشاركة، ووفقا لإعلان وزارة الداخلية النتائج، فإن نسبة المشاركة فيها بلغت 41% على مستوى البلاد، مسجلة تراجعا بنسبة أكثر من 1.5% مقارنة مع الانتخابات السابقة عام 2020، وهى أدنى نسبة مشاركة تسجّل فى تاريخ الجمهورية، ورجح المراقبين وقتها السبب فى عملية إقصاء واسعة لمرشحى التيار الإصلاحى، وجاءت عقب امتعاض شعبى بسبب الأحداث التى أعقبت وفاة الشابة مهسا أمينى 2022، وأفرزت تلك الانتخابات تعزيز موقع صقور المحافظين فى البرلمان الـ12.
والأيام الماضية عقدت 5 جولات من المناظرات التلفزيونية، غازل المرشحون فيها فئة الشباب والنساء بوعود مالية وذهبية وتحسن الوضع الاقتصادي، فيما تباينت رؤاهم بشأن الاتفاق النووى والتفاوض مع الغرب لرفع العقوبات، وحرية التعبير والعنف ضد النساء، وسياسة الحجب على الإنترنت، كما لم تخلو من التراشق اللفظى والصدام الحاد بين المرشحين من المعسكر المحافظ والاصلاحيى.
وكان دعا المرشد الأعلى فى إيران آية الله على خامنئى، الشعب الإيرانى لمشاركة شعبية واسعة فى الانتخابات ووفقا لوكالة مهر الإيرانية، أكد خامنئى، على اهمية الانتخابات ومشاركة الشعب قائلا: "انه وقت حساس، وعلينا أن نسأل الله التوفيق حتى نتمكن من القيام بعملنا حسب واجبنا"
وأضاف "نحن على اعتاب اجراء الانتخابات الرئاسية وبالتزامن مع هذه أعياد الغدير والاحتفالات نشهد الحماس والشوق الانتخابي بين الناس.. وقال ايضا أنه في كل انتخابات كانت المشاركة فيها منخفضة، كانت ألسنة الأعداء باللوم أطول".
وأوصى الشعب الإيرانى باختيار الأصلح للبلاد، قائلا "من يملك القدرة على استغلال فرص البلاد وإمكاناتها فهو الأصلح، ومن يتصور أنه بدون فضل أمريكا لا يمكن أن يخطوا خطوة واحدة، فلن يدير البلاد بشكل سليم".
وقال خامنئى "نحن نؤمن بالتواصل مع العالم كله، وعندما نقول لا تنظروا إلى الأجانب، فهذا يعني بلوغ الاستقلال الوطني".. ورغم وجود الأعداء فإن الجمهورية الإسلامية قادرة على التقدم من دون الاتكاء على الأجانب"
ونصح المرشحن الست الذين يخوضن الانتخابات قائلا "يتعهد المرشحون أمام الله إذا فازوا بالانتخابات، عليهم ألا يستخدموا من هم بعيدون عن الثورة الاسلامية"