شهدت محافظة بنى سويف نهضة ونموا بكافة القطاعات على ضوء الأولويات التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى وفى مقدمتها بناء الإنسان وتوفير سبل الحياة الكريمة والتنمية المحلية المستدامة وتشجيع الاستثمار فى محافظات الجمهورية، وتضم المحافظة استثمارات كبيرة بمشاركة شركات عالمية حيث يبلغ إجمالى عدد المشروعات المنتجة بالمناطق الصناعية بمحافظة بني سويف 1346 مشروعا بتكلفة تقارب 20 مليار جنيه توفر 62 ألفا و800 فرصة عمل وذلك لفضل التوسع في وضع التسهيلات اللازمة للمستثمرين.
وفي مجال الاستثمار والمناطق الصناعية، كانت المحافظة سباقه في إنشاء المناطق الصناعية حيث تضم 8 مناطق صناعية ومجمعا صناعيا كبيرا للورش فمنطقة بياض العرب أصبحت بالقرية منطقة صناعية تنافس بل تضاهي المناطق الصناعية العالمية، ويوجد بالقرية دير"العذراء مريم" أحد أبرز الآثار والمزارات القبطية بالمحافظة، وتقع منطقة بياض العرب الصناعية على مساحة 750 فدانا بإجمالي المساحة المخصصة للاستثمار الصناعي 371,4 فدان، وهي منطقة صناعية واعدة.
وأكد محافظ بني سويف محمد هاني غنيم أن ملف الاستثمار يأتي على رأس أولويات المحافظة، حيث تعمل منظومة العمل للدفع بجهود الدولة للنهوض بالقطاع وتحقيق الاستفادة القصوى من عوائده، خاصة في مجال فرص العمل والتنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030 ؛ مما أدى إلى التوسع في إقامة مناطق صناعية كبيرة وصغيرة بالمحافظة تسابق كبرى الشركات العالمية للتواجد والاستثمار بها خاصة مع توفير كافة المرافق والخدمات التي تعد أساسًا لنجاح الاستثمارات.
وأوضح غنيم أن منطقة بياض العرب تضم كبريات الشركات العالمية ومنها "سامسونج وتوشيبا العربي والكثير من الشركات باستثمارات مشتركة مصريه صينية وسويسرية وغيرها".. مشيرا إلى تميز المحافظة بأنها شريان الحياة الذي يصل الدلتا بالصعيد والعكس، وهي جغرافياً في قلب مصر لذا وقع الاختيار عليها لإنشاء تجمعات صناعية عديدة على أرضها وتوفر كافة الخدمات والبنية التحتية أو على رأسها شبكة المحاور والطرق التي تم إنشاؤها وفقا لأحدث التصميمات العالمية، ما يسهم في جذب الاستثمارات وبالتالي زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل وما لذلك من دعم للاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.
وتم إقامة مجمع للصناعات الصغيرة والمتوسطة والذي أنشئ ضمن 13 مجمعًا صناعيًا في 12محافظة كمرحلة أولى من مبادرة الرئيس السيسي ترعى النهوض بالصناعات الصغيرة والمتوسطة على مساحة 70 فدانًا بمنطقة بياض العرب بتكلفة إجمالية 900 مليون جنيه والتي أصبحت نقطة انطلاق لصغار المستثمرين و"توطين" الصناعات الصغيرة بما يوفر احتياجات الصناعات الكبرى والسوق المحلي والتي كان يتم استيرادها بمليارات الدولارات، وتضم 266 وحدة صناعية موزعة على 20 هنجرًا، بمساحات متفاوتة "110 وحدات بمساحات 432م بجانب 74 وحدة بمساحات 540م ،و82 وحدة بمساحات 648 مترا"، لافتا إلى أنه يجرى العمل على الإعداد لإنشاء ميناء جنوب غرب المحافظة.
وكما تم تذليل العقبات التي تعترض المستثمرين ودراسة احتياجاتهم وإقامة معارض لمنتجاتهم وترفيق المناطق الصناعية وتزويدها بكافة الخدمات، وذلك من خلال عدة محاور منها: الدفع بجهود جهاز تنمية المشروعات وتذليل كافة العقبات لتوسيع قاعدة المستفيدين، والترويح لخدماته المتنوعة في مجال إقراض وتمويل المشروعات حيث يمول جهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للمواطنين البالغين من عمر 21 عاما، مع تقديم تسهيلات في السداد، وفترة سماح تتناسب مع نوعية المشروع في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية، وكذلك الخدمية الخاصة بالبنية الأساسية "رصف، وصلات مياه شرب ، تكاسى ترع ومصارف، ترميمات، مدارس، مراكز شباب، وغيرها"، فضلا عن مشروعات المرأة المعيلة، ومناطق الصناعات الخفيفة شرق النيل، علاوة على مشروع جمعيتي والذي تنفذه وزارة التموين في محافظات مصر والذي يحظى حاليا بإقبال من الشباب بعد نجاحه.
تصنيع النباتات الطبية والعطرية:
وقال المحافظ محمد هاني غنيم إن قرى مركز سمسطا جنوب غربي المحافظة تشتهر بزراعة النباتات الطبية والعطرية وذاعت شهرة تلك القرى عالميا بتلك الزراعات المختلفة وبدأت في التصدير للخارج، نظرا لطبيعة أراضيها لتتناسب مع هذه النوعيات من الزراعات ،حيث بلغ نسبة المركز من إنتاج النباتات المختلفة 15 ألف طن سنويًا حيت تعد المحافظة من أولى محافظات الجمهورية في مجال النباتات الطبية والعطرية منذ عشرات السنين في قائمة المحافظات المصدرة والمنتجة لتلك النباتات.
وأشار إلى أعداد خريطة لتمركز زراعة وتصنيع النباتات الطبية والعطرية على مستوى المحافظة، بهدف إتاحة المعلومات الدقيقة عن القطاع ولتحديد متطلبات كل موقع وإمكانية الترويج للفرص الاستثمارية الواعدة حيث نفذتها الوحدة الاقتصادية بديوان عام المحافظة ضمن الجهود المتواصلة للنهوض بالقطاع وفي إطار الاستراتيجية الاقتصادية المحلية العامة الذي يمثل قطاع النباتات الطبية أحد القطاعات الواعدة والمستهدفة.
وأوضح أن النباتات العطرية والطبية تمثل من 45 إلى 65 % من إجمالي صادرات مصر، ويتم حالياً تنفيذ خطوات جادة للبدء في إقامة مدينة زراعية صناعية على مساحة 147 فداناً والتي حصلت على موافقة القيادة السياسية وتدعم الحكومة خروجها إلى حيز التنفيذ؛ فضلا عن المقومات التي تتمتع بها حالياً المحافظة وجعلتها قبلة للاستثمار حيث تمتلك شبكة طرق نوعية تربط المحافظة ببعضها وتفتح لها آفاقاً نحو الموانئ وكذا التكامل مع المحافظات المجاورة.
بدوره أضاف رئيس جامعة بني سويف الدكتور منصور حسن أن النباتات الطبية تعد قيمة اقتصادية كبيرة حيث يزداد الطلب عليها محليًا وعالميًا لما تتميز به من استخدامات متعددة، بالإضافة إلى إسهامها في الوصول لاكتفاء ذاتي ولإنتاج دواء مصري بنسبة 100%، مؤكدا أهمية هذه الصناعة لافتا إلى أن الجامعة أنشأت أول معهد لأبحاث النباتات الطبية والعطرية وتشغيله ليكون الأول من نوعه في هذا المجال داخل مصر والشرق الأوسط وذلك في إطار الخطة البحثية للجامعة وتحقيق خطة الدولة المصرية التنموية 2030 لذلك تم إنشاء المعهد داخل المحافظة لتميزها في إنتاج النباتات الطبية والعطرية والتي تعتبر محاصيل تصديرية هامة للداخل القومي.
ويضم المعهد 4 أقسام هي قسم كيمياء النباتات الطبية والعطرية ويقوم القسم بتأهيل الخريج للتميز في سوق العمل الخاص بصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور وغيرها، وقسم التكنولوجيا الحيوية للنباتات الطبية والعطرية ويقوم القسم بتقديم برامج متميزة لإعداد كفاءات علمية تستطيع إجراء أبحاث متقدمة مؤهلة لسوق العمل.
كما يحتوي المعهد على قسم إنتاج ومعاملات ما بعد الحصاد ويمنح القسم درجات الماجستير المهني والبحثي والدكتوراة بنظام الساعات المعتمدة في إنتاج وتخزين معاملات ما بعد الحصاد، قسم المستحضرات الطبية والعطرية والدوائية ويهدف القسم إلى إعداد كوادر علمية متميزة على المستويين العملي والوظيفي بتنمية المهارات اللازمة لإنتاج المستحضرات الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية.
وفي إطار دعم الدولة للجهود الأممية للمساعدة في الحد من التغيرات المناخية، واستعادة التوازن البيئي من خلال التحكم في الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري يتم إنشاء مخيمات للسياحة البيئية على مساحة 50 فدانا وفق رؤية مصر 2030 التي من أهم محاورها البعد البيئي،حيث يتضمن المشروع إنشاء الصندوق الأخضر من عوائد وإيرادات المخيمات، واستثمارها في تنفيذ أنشطة متنوعة، رياضية، وسياحية، وبيئية، وسياحة سفاري، بالإضافة إلى السياحة العلاجية الاستشفائية.
وأكد عصام سليمان رئيس جمعية المستثمرين ببياض العرب أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بقطاع المشروعات والاستثمار سواء في المناطق الصناعية الكبرى بالمحافظة عبر تذليل العقبات التى تعترض المستثمرين ودراسة احتياجاتهم ،مشيرًا إلى أن الدولة تدعم الاتجاه نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، في مجالات الإنتاج المتنوعة ما أثمر عن زيادة مطردة في الإقبال على المشروعات الصغيرة ، لافتا إلى سعى الدولة وإصرارها على تنفيذ هذه الخطة رغم الظروف الراهنة والتحديات التي طرأت، خاصة فيما يتعلق بتداعيات أزمة فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وذلك من خلال الإجراءات والتيسيرات التي يقدمها فرع جهاز تنمية مشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ببني سويف.
كما أكد إقامة منتجع استشفائي بيئي بالفشن وفقا لمخطط تطوير وتنمية المحافظة واستغلال الفرص الاستثمارية ومنها منطقة" الحيبة" جنوب شرق الفشن، على مساحة 500 فدان، ويضم الاستخدام المقترح لها مشروع إنشاء منتجع عالمي للاستشفاء البيئي، ومركزا طبيا عالميا، وجامعة دولية تضم كليات فريدة لجذب الطلاب المصريين والعرب والأجانب من خلال تخصصات علمية متميزة، وكذلك إقامة مرسى سياحي بالبر الشرقي لمدينة الفشن لخدمة البواخر النيلية، واستغلال كل الموارد الطبيعية لنهر النيل.
وتعد "قرية الحيبة" نقطة انطلاق للسياحة العلاجية في الصعيد، وتتميز أنها مقوم سياحي مهم ومتفرد، من حيث الميزات النسبية للموقع نفسه، بجانب إمكان إحداث التكامل الاستثماري بالمنطقة المحيطة، خاصة مع جهود تأهيل منطقة وادي ومحمية وادي سنور، وتكامله مع مشروع المرسى السياحي وكورنيش النيل الجديد بشرق النيل، ليكون محطة توقف للرحلات النيلية الطويلة والقصيرة، بالإضافة إلى قرب المنطقة من محور الفشن التنموي، والمشروع القومي للصوبات الزراعية، للتعامل مع البعد البيئي والتغيرات المناخية ذات الصلة برؤية مصر 2030.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة