منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام منصبه فى عام 2014، احتلت الثقافة مكانة خاصة ضمن أولويات الدولة المصرية التى حرصت على تفعيل استراتيجية بناء الإنسان المصرى، وإرساء مبدأ تحقيق العدالة الثقافية بكافة المحافظات، والحفاظ على هويتنا الثقافية، وصون مقدرات الوطن الحضارية، فضلاً عن حرص وزارة الثقافة على مواكبة التطورات التكنولوجية واستثمارها في تحقيق مستهدفاتها في هذا الصدد.
وكان على رأس أولويات وزارة الثقافة خلال الأعوام الماضية هو الانضمام إلى المبادرة الرئاسية حياة كريمة التي تهدف إلى التنمية الشاملة في محافظات الصعيد وإلى ضرورة أن يواكب هذه المبادرة مسار تنويري يسعى لتطوير الوعي المجتمعي من خلال أنشطة فكرية ومعرفية وثقافية متعددة ومتنوعة، وأبرزها تنظيم عدد من مهرجانات الموسيقي والغناء بالمناطق الأثرية بمختلف المحافظات، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وذلك لتشجيع السياحة الداخلية ورفع الوعي السياحي والأثري لدى المصريين بما يمثل أحد أهداف استراتيجية وزارتي الثقافة والسياحة والآثار للتنمية المستدامة 2030، والتي تتضمن محوراً خاصاً عن رفع الوعي السياحي والأثري لدي المواطنين وتعزيز المشاركة المجتمعية والموارد البشرية، عن طريق دمج وإشراك المجتمعات المحلية في عملية التنمية المستدامة والاستثمار في البشر وبناء قدراتهم الإبداعية.
كما أطلقت وزارة الثقافة مشروع المكتبات والمسارح المتنقلة والتي تعد بمثابة بيوت ثقافة متنقلة، تقدم خدمات ثقافية متكامة، بدأت بالانطلاق إلى 6 محافظات، بالتعاون مع صندوق مكتبات مصر العامة، في إطار خطة الوزارة الاستراتيجية للمشاركة فى بناء الإنسان المصري ضمن محاور عمل المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" للريف المصري.
وتسلمت الوزارة 8 مسارح متنقلة أخرى وذلك بعد انتهاء تجهيزها تمهيدًا لتسليمها للهيئة العامة لقصور الثقافة، لإطلاقها بقرى المشروع الرئاسي "حياة كريمة"، وذلك في إطار المرحلة الثانية لمشروع "المسرح المتنقل"..ومن المقرر أن يتم تسييرها قريباً لقرى "حياة كريمة"، كما سيتم العمل لتطوير ورفع كفاءة عدد من المسارح، وجاري العمل الآن لإنتاج عروض مسرحية متميزة، لعرضها على تلك المسارح، ضمن برنامج الوزارة الصيفي بقرى "حياة كريمة".
وفي إطار حرص وزارة الثقافة على الاهتمام بحقوق الإنسان، أصدرت الدكتورة نيڤين الكيلاني وزيرة الثقافة قراراً باستحداث وحدة حقوق الإنسان التابعة للوزارة، وذلك حرصاً على تعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان ونشرها، ورصد الإيجابيات وتلقي الشكاوى والعمل على حلها والرد عليها، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
وجاء هذا القرار تماشياً مع محاور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسي كأول استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر وأيضاً قرار رئيس الوزراء بشأن إنشاء وحدات حقوق الإنسان في كل وزارة ومحافظة.
وكان على رأس أولويات وزارة الثقافة والدولة المصرية، الحفاظ على التراث خاصة غير المادي وإدراجه على قوائم اليونسكو لتعريف العالم بعناصر مصر المختلفة في هذا المجال، حيث نجحت مصر في تسجيل سبعة عناصر على قوائم اليونسكو للتراث غير المادي وهي السيرة الهلالية، والتحطيب، والممارسات المرتبطة بالنخلة، وفنون الخط العربي، والنسيج اليدوي في صعيد مصر والأراجوز وأخيرًا الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة والتي تهدف إلى لفت أنظار العالم لتراث مصر العظيم، وكذلك رفع الوعي لدى المصريين بأهمية التراث.
كما تم تقديم ملف "السمسمية" لليونسكو في مارس 2023 ومن المقرر أن تنعقد خلال شهر يونيو الجاري، لجنة التقييم باليونسكو لدراسة الملف، مشيرة إلى أن اللجنة الدولية الحكومية سوف تنعقد في باراجواي في ديسمبر المقبل لاعتماد الملف.
وقامت مصر في نفس الدورة بتقديم ملف تم إعداده بعناية حول الطقوس المرتبطة بالحنة، وذلك بالتعاون مع عدد من الدول العربية، مؤكدة أنه يتم التحضير الآن لتقديم عدد من الملفات للعام القادم أبرزها العود، أعمال الخوص والبردي والكشري.
واستطاعت وزارة الثقافة التغلب على التحديات ومواجهة الظروف التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أجمع، حيث تم إطلاق مبادرة "الثقافة بين ايديك" لإتاحة المحتوى الثقافي، وما تملكه وزارة الثقافة من كنوز فنية ومعرفية للجمهور من خلال بوابة الثقافة والتي أُتيح من خلالها إمكانية الاطلاع على الإصدارات بالمجان، مُشاهرة العروض المسرحية والحفلات الموسيقية والغنائية وأشهر حفلات الباليه العالمية، وزيارة المتاحف الفنية التي تملكها الوزارة افتراضيًا، كما تم إطلاق قناة وزارة الثقافة على يوتيوب، حيث وصلت إلى أكثر من 65 مليون زائر، من 28 دولة حول العالم، وسجلت القناة قرابة 128 ألف مشترك، كما قام أكثر من 338 ألف قارئ بالاطلاع على إصدارات الوزارة على الموقع الإلكتروني ضمن المبادرة، إلى جانب 2022 جولة افتراضية للمتاحف القومية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية.
كما أطلقت الوزارة لأول مرة، المنصة الرقمية الخاصة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52، وتطبيق الحجز الإلكتروني لدخول المعرض، إلى جانب إتاحة القيام بجولات افتراضية للتعرف على محتويات المعرض والأجنحة المشاركة، وقد حققت المنصة في عامها الأول 225 مليون مشاهدة حول العالم، واستفاد منها مليون و600 ألف مواطن، وحققت الجولات الافتراضية للمعرض 270 ألف جولة إلى جانب أكثر من مليون زيارة لدور النشر للاطلاع على عناوين الكتب.
كما تم الانتهاء من إجراءات نقل الأصول المملوكة للوزارة من سينمات ومعامل واستديوهات للشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية، والتي تلعب دورا مهما في مجالات حماية وحفظ التراث، والاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية، وستعمل كجسر للتواصل وعقد الشراكات مع القطاع الخاص، إلى جانب الحفاظ على التراث السينمائي وتهيئة المجال لتدفق الاستثمارات في مجال الصناعات السينمائية والإبداعية ودعم قوة مصر الناعمة.
أما في مجال دعم الصناعات الثقافية، فقد مثل دعم هذه الصناعات وتنميتها محورًا من محاور عمل الوزارة، خلال العشر سنوات الماضية، تأكيدًا على قُدرة الصناعات الثقافية على أن تكون مصدرًا من مصادر الدخل القومي، حيث تم تنفيذ 20 ألف فعالية في هذا المجال تمثلت في المبادرة الرئاسية "صنايعية مصر" بالقاهرة المحافظات والتي استفاد منها أكثر من 1000 متدرب من 14 محافظة، وتم التدريب على مهن (النسيج اليدوي، التلي- قشرة الخشب - الصدف- نسيج الجوبلان والكليم- أشغال المعدن والحفر بالحِمض وطرق على النحاس- أشغال الجلود)، وتم تأسيس عدد 9 مراكز حِرَفية في قصور الثقافة، والتي تمت بها الدورات التدريبية.
وفي مجال تنمية الموهوبين ودعم المبدعين، استطاعت وزارة الثقافة في عهد الرئيس السيسي، إصدار قانون بجائزة الدولة للمبدع الصغير، لتكون الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، والتي تهدف إلى منح جوائز للمبدعين في مراحل النشء والشباب من سن 5 إلى 18 سنة في مجالات الثقافة والفنون والابتكارات العلمية، وتم التوسع في إنشاء مراكز تنمية المواهب في المحافظات حيث بلغ عددها 11 مركزًا في القاهرة، الإسكندرية، دمنهور، الغربية، بورسعيد، أسوان، الأقصر، قنا، المنوفية والإسماعيلية.
ويعد الهدف الأساسي من جائزة الدولة للمبدع الصغير التي تقام تحت رعاية قرينة رئيس الجمهورية السيدة انتصار السيسي، هو تشجيع الصغار دون سن 18 عاما على الإبداع في الثقافة والفن ورعايتهم ثقافياً وفنياً وذلك من أجل خلق أجيال من المبدعين لمستقبل مصر وذلك تماشياً مع سياسة الدولة برعاية النشء الجديد وتقويم سلوكه وتفكيره بالثقافة والفن.
وعلى مستوى التمثيل الثقافي المصري، شهد عام 2016 تنظيم العام الثقافي المصري الصيني، وفي عام 2017 شاركت مصر كضيف شرف بفعاليات الجنادرية الثقافية بالمملكة العربية السعودية، ونظمت فعاليات الدورة 21 لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإليسكو)، كما تم إطلاق العام الثقافي المصري الفرنسي 2019، وتنفيذ أجندة الفعاليات الثقافية للاحتفال برئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019، وكذلك افتتاح الرئيس لدورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة 35 دولة عربية وأجنبية وحلت عليها جامعة الدول العربية كضيف شرف، وكذلك إطلاق فعاليات عام التعاون الإنساني المصري الروسي 2021، وإقامة النشاط الثقافي لأكاديمية المصرية للفنون بروما موسم 2021/2020.
وشهد عام 2021 أكبر تحرك مصري في مجال الدبلوماسية الثقافية - رغم القيود التي فرضتها انتشار جائحة فيروس كورونا على حركة التبادل الثقافي - وذلك من خلال عودة القوة الناعمة المصرية للمحافل الدولية، حيث سلمت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة رئاسة مؤتمر الوزراء المسئولون عن الشئون الثقافية في الوطن العربي إلى دولة الإمارات لتنطلق الدورة 22 وتناقش موضوع "مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية" وذلك بالتزامن مع معرض إكسبو دبي 2020، كما تم تمديد ولاية وزيرة ثقافة مصر كرئيس للمجمع العربي للموسيقى لمدة 4 سنوات حتى 2025 بإجماع الأعضاء.
وعلى الجانب الدولي، شاركت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة في فعاليات الحوار الوزاري رفيع المستوى حول العمل المناخي المرتكز على الجانب الثقافي كجزء من مؤتمر الأطراف (COP28) الذي عقد في دبي بالإمارات العربية المتحدة، كما شاركت وزيرة الثقافة في منتدى بكين الثقافي بجمهورية الصين الشعبية، تلبية للدعوة وزير الثقافة والسياحة الصيني، وشهدت وزيرة الثقافة في ختام عام التعاون الإنساني المصري الروسي بموسكو، حيث عرضت وزارة الثقافة " بالية أوزوريس" وإقامة معرض الحرف اليدوية، إضافة إلى مشاركة وزيرة الثقافة في افتتاح الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان جرش للثقافة والفنون، والذي حلت عليه مصر ضيف شرف للمرة الأولى في تاريخ المهرجان حيث أعدت الوزارة برنامجًا متميزًا للمشاركة مثلت كافة قطاعاتها.
وشاركت مصر في فعاليات دولية عديدة منها مؤتمر "حماية وإعادة الممتلكات الثقافية" الذي نظمته الهند تحت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، ومنظمات دولية أخرى، اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية بمدينة سوسة- تونس لمتابعة تنفيذ قرارات الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، والنسخة الثانية من بينالي متحف بيهار بالهند في المشروع الفني تحت عنوان "Together we art" وحضور الاجتماع الحادي عشر للجنة الملكية الفكرية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمؤتمر الدولي للمجلس الدولي للأرشيف بأبو ظبي، للمشاركة في الاجتماع الثامن لمرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية التي ستنظر في ملفات التسجيل على سجل التراث العمراني العربي، وذلك بمقر من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
كما شهد عام 2022 "إعلان القاهرة عاصمة الثقافة في دول العالم الإسلامي" ونظمت الوزارة برنامجًا ثقافيًا إبداعيًا متميزًا؛ احتفاءً بالحدث والذي انطلق في أبريل 2021 بحفل فني أقيم في مسرح سور القاهرة الشمالي، وخلاله أُقيم أكثر من 149 حدثًا فنيًا وثقافيًا منها، تنظيم "مسابقة تراثي للتصوير الفوتوغرافي بالقاهرة ومدن العالم الإسلامي"، وبالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، بجانب العديد من الندوات الفكرية والإبداعية.
وأطلقت الوزارة العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى تنمية الفكر والإبداع ونشر الثقافة في مختلف المجالات، ومن أبرز هذه المشروعات مشروع "كشكك كتابك" بهدف توفير الكتاب بسعر مُخفض بين أبناء القرى المستهدفة في مبادرة "حياة كريمة"، ويهدف المشروع إلى تنفيذ 333 نموذجًا بالتعاون مع مجلس الوزراء، ووزارات التنمية المحلية، والتخطيط، ومؤسسة حياة كريمة، ومبادرة "صنايعية مصر" في بهدف تدريب الشباب على الحرف التراثية بالمجان، ومبادرة "خليك في البيت، الثقافة بين إيديك" في يوليو 2018 بهدف بث ما تملكه الوزارة وقطاعاتها المتعددة من كنوز إبداعية وفكرية وفنية أون لاين عبر قناة الوزارة على اليوتيوب خلال جائحة كورونا، ومبادرة "مسرح المواجهة والتجوال" في 2018 بهدف تحقيق العدالة الثقافية بين أبناء الوطن ومواصلة خطوات استعادة دور المسرح التنويري في المحافظات لبناء الإنسان وتطوير المجتمع، ومبادرة "تراثك أمانة" تم إطلاقها في يناير 2018 بهدف حفظ الوثائق والمخطوطات النادرة بشكل علمي أكاديمي وضمها إلى الكنوز القومية التراثية.
وكذلك مبادرة "أعرف جيشك" التي تم إطلاقها في مارس 2018؛ بهدف تقديم أعمال توضح التضحيات التي يقدمها أبناء القوات المسلحة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ومبادرة الورش المسرحية "ابدأ حلمك" بهدف دعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة، ومبادرة "ذاكرة المدينة" في يوليو 2020 بهدف توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية في مصر، ومبادرة "المؤلف المصري" في أغسطس 2020 بهدف إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لدعم وإثراء المسرح، ومبادرة "الصوت الذهبي" في أغسطس 2020 بهدف اكتشاف وصقل المواهب الواعدة في مختلف مجالات الإبداع، ومبادرة "اضحك – فكر – أعرف" المسرحية في أبريل 2020 بهدف تقديم أعمال عالمية بالأسلوب الإبداعي المصري، ومبادرة "سلسلة علاقات ثقافية" التي تم تنظيمها بالتعاون بين كل من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمجلس الأعلى للثقافة ضمن خطوات توطيد الأواصر بين مصر ومختلف الدول.
واستطاعت الوزارة استرداد لوحات من مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، و5 مخطوطات قبل بيعها بالمزادات العلنية خارج مصر، وهي "مخطوط المختصر في علم التاريخ، مخطوط مملوك لـ قنصوة الغوري، الجزء السادس عشر من مخطوط الربعة القرآنية، كما تم استرداد أطلس شديد لمحمود رائف أفندي".
ووقعت الوزارة عدداً من البروتوكولات ومذكرات التفاهم مع مجموعة من الدول العربية والأجنبية منها التوقيع على بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المصرية، ووزارة الثقافة بجمهورية ألبانيا، في المجالات الثقافية والإبداعية، التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة المصرية، ووزارة الإعلام والثقافة والسياحة بحكومة جمهورية الصومال الفيدرالية؛ وذلك لتعزيز التعاون الثقافي المشترك بين البلدين، توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة المصرية ووزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية، اتفق الطرفان خلالها على التعاون والتبادل الثقافي بعدد من المجالات أبرزها التراث، وفنون العمارة والتصميم، والمتاحف، والفنون البصرية، والفنون الأدائية، والأدب، والكتب والنشر، واللغة والترجمة، وتبادل الخبرات في مجال السياسات المعنية بالجانب الثقافي.
وبهدف تكريم الرموز المصرية في كافة المجالات، أطلقت الوزارة مشروع "ذاكرة المدينة" الذي يشمل عددًا من المشروعات الفرعية منها، "عاش هنا" بالتعاون مركز المعلومات بمجلس الوزارء، حيث تم تركيب مئات اللوحات بالمواقع التي عاش بها الرموز المصرية، ومشروع "حكاية شارع" الذي يهدف إلى التعريف بسبب تسمية كل شارع، وتم وضع لوحات تعريفية للمشروع، وتوثيق المباني التراثية، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على المباني التراثية، وتم إطلاق مشروع تحسين الصورة البصرية للفراغات العامة على مستوى الجمهورية، حيث تم الانتهاء من تخطيط وتصميم التطوير لـ 31 ميدانًا على مستوى الجمهورية كمرحلة أولى.
وعلى صعيد الاهتمام بتطوير البنية التحتية للمواقع الثقافية، تم الانتهاء من العديد من المشروعات، أهمها "دار الوثائق بالفسطاط، متحف الزعيم جمال عبد الناصر، إعادة افتتاح دار الكتب بباب الخلق بعد إزالة آثار الدمار التي طالتها جراء الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة المقابلة لها ، متحف محمود خليل وحرمه، متحف نجيب محفوظ، المعهد العالي للموسيقى العربية، المعهد العالي للسينما، مدرسة الفنون بأكاديمية الفنون"، كما تعمل الوزارة على إنهاء العمل على تطوير ورفع كفاءة 52 مشروعًا آخرًا على مستوى الجمهورية، منها: "مكتبة مصر العامة بأسوان، متحف سراي الجزيرة، واحة الثقافة في 6 أكتوبر، متحف بيت الأمة، مشروع مسرح مصر، مسرح السامر، مجمع 15 مايو، قصر ثقافة اسوان"، وغيرها من المشروعات التى تُسهم في وصول المنتج الثقافي والإبداعي لكافة المواطنين على كل شبر من أرض مصر.
وفي إطار حرص الوزارة على التعاون مع الوزارات الأخرى ورفع الوعي لدى المواطنين في جميع المجالات، نظمت قطاعات وزارة الثقافة، للمرة الأولى، برنامجًا متميزًا للاحتفال بيوم البيئة العالمي والذي يوافق الخامس من يونيو، وذلك في القاهرة والمحافظات.. حيث أعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، برنامجًا مكثفًا ومتنوعًا، تُنفذ خلاله أكثر من 365 نشاطًا ثقافيًا وفنيًّا بالقاهرة والمحافظات، للتوعية بأهمية الاحتفال بهذه المناسبة، وإلقاء الضوء على المخاطر التي تواجه البيئة، وأهمية الحفاظ عليها، وحمايتها، لتحقيق أهداف التنمية المنشودة، وينطلق غداً الأربعاء، ويستمر على مدار الشهر بجميع المحافظات.
ويلقي البرنامج الضوء على هذه المناسبة عبر عدة موضوعات متنوعة، منها: "التحسن البيئي والتنمية المستدامة، الطاقة النظيفة من أجل بيئة خالية من التلوث، المدن والمباني الخضراء، أخطار تلوث الماء وثقافة ترشيد الاستهلاك، ظاهرة التصحر وآثارها على الأراضي الزراعية، بيئتنا مصدر سعادتنا، الطاقة المتجددة، المعالجة البيولوجية للتلوث البيئي، معًا نحمي كوكبنا من التلوث".
وتحرص وزارة الثقافة دائما على مواصلة الجهود إزاء استثمار مختلف إمكاناتها لدعم الموهوبين والمبدعين، وتنمية قدرات ذوي الهمم، وعمل برامج متنوعة للتمكين الثقافي لمختلف الفئات، وتحقيق العدالة الثقافية من خلال وصول المنتج الثقافي لكافة قرى ونجوع مصر، مع الحرص على مد جسور التعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية داخل مصر وخارجها.