يحتدم التنافس الشديد بين مرشحى الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران، فى الساعات الأخيرة قبيل فتح باب الاقتراع صباح الجمعة 28 يونيو، وعقب بدء الصمت الانتخابى، توالت الانسحابات بين مرشحى المعسكر المحافظ البالغ عددهم 5، وتسعى كوادر هذا المعسكر خلف الأبواب المغلقة للتوصل لإجماع خلف مرشح واحد، لتفادى تفتيت الأصوات بين مرشحيه.
وبادر المرشح المحافظ امير حسين قاضى زاده هاشمى، بالانسحاب وكتب فى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى : "حفاظًا على وحدة قوى الثورة واستجابة لطلب المجلس الأعلى لاجماع قوى الثورة وبعض العلماء، فقد انسحبت من مواصلة المسار. أرجو أن يتفق إخوتى الـ3 الآخرون أيضًا فى الوقت المتبقى حتى تتقوى جبهة الثورة".
كما انسحب عمدة طهران المتشدد، على رضا زاكانى من التنافس الانتخابى ودعا مرشحى التيار المحافظ سعيد جليلى ومحمد باقر قاليباف الاتحاد لضمان الفوز على الإصلاحيين ومنع تشكل حكومة روحانى الثالثة.
ومن المتوقع أن تتوالى الانسحابات فى الساعات الأخيرة اليوم قبيل نهاية الصمت الانتخابى.
ويخوض الانتخابات 4 مرشحين: سعيد جليلى (محافظ متشدد)، محمد باقر قاليباف (أصولى تقليدي)، مصطفى بور محمدى (محسوب على التيار المعتدل)، مسعود بزشكيان (إصلاحي).
ورغم توالى الانسحابات بين مرشحى المعسكر المحافظ إلا أنه لايزال التنافس شديد، بين المرشحين الأربع لـ الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران، والتركيبة الحالية للمرشحين ستؤدى - وفقا لمراقبين - لتفتيت أو تبعثر الأصوات بين المرشحين المنتمين للتيار المحافظ وعددهم 4، أكبر تحدى يواجهه هذا المعسكر، لكن مثلما تراه الجبهة الإصلاحية قد يصب فى صالح مرشحها الإصلاحى الوحيد، مسعود بزشكيان، الذى يحظى بدعم جبهة الإصلاحات والرئيس الإصلاحى الأسبق محمد خاتمى والرئيس السابق حسن روحانى، الأمر الذى ينبئ بجولة ثانية.
وبحسب ترجيحات بعض المراقبين الإيرانيين، والتى تشير إلى أنه فى حال ظلت تركيبة المرشحين بهذا الشكل، فمن الممكن أن تشهد البلاد جولة ثانية بين قاليباف وبزشكيان، وتوقع للمحلل السياسى الإيرانى عباس سبيمى نمين، لموقع مستقل أونلاين، أن تتجه الانتخابات لمرحلة ثانية وعدم حسم النتائج فى المرحلة الأولى، لكنه رأى أن ذلك منوط بسلوك الأصوليين، ففى حال لم يتمكنوا التوصل لإجماع الأراء حول مرشح واحد ولم يساندوا مرشح واحد فى المرحلة الثانية فإنهم سيفقدوا مكانتهم وهذا سيكلفهم الكثير، وأكد أن وجود 5 مرشحين أصوليين سيؤدى إلى هزيمتهم.
كما تشكل نسبة المشاركة فى هذا الاستحقاق التحدى الأكبر لـ الدولة الإيرانية، لأنها تأتى عقب انتخابات تشريعية عقدت فى مارس 2024، شهدت أدنى نسبة مشاركة، ووفقا لإعلان وزارة الداخلية النتائج، فإن نسبة المشاركة فيها بلغت 41% على مستوى البلاد، مسجلة تراجعا بنسبة أكثر من 1.5% مقارنة مع الانتخابات السابقة عام 2020، وهى أدنى نسبة مشاركة تسجّل فى تاريخ الجمهورية، ورجح المراقبين وقتها السبب فى عملية إقصاء واسعة لمرشحى التيار الإصلاحى، وجاءت عقب امتعاض شعبى بسبب الأحداث التى أعقبت وفاة الشابة مهسا أمينى 2022، وأفرزت تلك الانتخابات تعزيز موقع صقور المحافظين فى البرلمان الـ12.
والأيام الماضية عقدت 5 جولات من المناظرات التلفزيونية، غازل المرشحون فيها فئة الشباب والنساء بوعود مالية وذهبية وتحسن الوضع الاقتصادى، فيما تباينت رؤاهم بشأن الاتفاق النووى والتفاوض مع الغرب لرفع العقوبات، وحرية التعبير والعنف ضد النساء، وسياسة الحجب على الإنترنت، كما لم تخلو من التراشق اللفظى والصدام الحاد بين المرشحين من المعسكر المحافظ والإصلاحيى.
وكان دعا المرشد الأعلى فى إيران آية الله على خامنئى، الشعب الإيرانى لمشاركة شعبية واسعة فى الانتخابات ووفقا لوكالة مهر الإيرانية، أكد خامنئى، على اهمية الانتخابات ومشاركة الشعب قائلا: "إنه وقت حساس، وعلينا أن نسأل الله التوفيق حتى نتمكن من القيام بعملنا حسب واجبنا"
وأضاف: "نحن على أعتاب إجراء الانتخابات الرئاسية وبالتزامن مع هذه أعياد الغدير والاحتفالات نشهد الحماس والشوق الانتخابى بين الناس.. وقال أيضا إنه فى كل انتخابات كانت المشاركة فيها منخفضة، كانت ألسنة الأعداء باللوم أطول".
وأوصى الشعب الإيرانى باختيار الأصلح للبلاد، قائلا: "من يملك القدرة على استغلال فرص البلاد وإمكاناتها فهو الأصلح، ومن يتصور أنه بدون فضل أمريكا لا يمكن أن يخطوا خطوة واحدة، فلن يدير البلاد بشكل سليم".
وقال خامنئى: "نحن نؤمن بالتواصل مع العالم كله، وعندما نقول لا تنظروا إلى الأجانب، فهذا يعنى بلوغ الاستقلال الوطني".. ورغم وجود الأعداء فإن الجمهورية الإسلامية قادرة على التقدم من دون الاتكاء على الأجانب"
ونصح المرشحن قائلا: "يتعهد المرشحون أمام الله إذا فازوا بالانتخابات، عليهم ألا يستخدموا من هم بعيدون عن الثورة الإسلامية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة