انطلقت عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران، صباح أمس الجمعة، لانتخاب خليفة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذى لقى مصرعه فى 19 مايو الماضى، فى حادثة تحطم مروحيته غرب البلاد اثر سوء الأحوال الجوية بحسب وكالة تسنيم الإيرانية.
ويتنافس على مقعد الرئاسة الشاغر، 4 مرشحين بعد انسحاب 2 من مرشحى المعسكر المحافظ، امير حسين قاضي زاده هاشمي وعلى رضا زاكانى، و المرشحون الأربع هم : سعيد جليلى (محافظ متشدد)، محمد باقر قاليباف (أصولي تقليدي)، مصطفى بور محمدى (محسوب على التيار المعتدل)، مسعود بزشكيان (إصلاحي)
ويواجه هذا الاقتراع عدة تحديات اليوم وهى كالتالى:
العزوف عن التصويت
دعا المرشد الأعلى آية الله على خامنئى خلال كلمته عقب الادلاء بصوته صباح اليوم، للحضور الشعبى الكثيف فى الانتخابات، قائلا "الحضور الشعبي الحماسي وزيادة عدد الناخبين ضرورة أكيدة للجمهورية الإسلامية.. بقاء الجمهورية الإسلامية وعزتها وسمعتها في العالم يتوقف على مشاركة الشعب.. وتابع، نوصي الناس بأخذ التصويت والمشاركة في هذا الاختبار السياسي المهم على محمل الجد والمشاركة فيه. يجب على الناس ألا يترددوا في التصويت.
وتشكل نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق التحدى الأكبر لـ الدولة الإيرانية، لأنها تأتى عقب انتخابات تشريعية عقدت فى مارس 2024، شهدت أدنى نسبة مشاركة، بلغت 41% على مستوى البلاد، مسجلة تراجعا بنسبة أكثر من 1.5% مقارنة مع الانتخابات السابقة عام 2020، وهى أدنى نسبة مشاركة تسجّل فى تاريخ الجمهورية، ورجح المراقبين وقتها السبب فى عملية إقصاء واسعة لمرشحى التيار الإصلاحى، وجاءت عقب امتعاض شعبى بسبب الأحداث التى أعقبت وفاة الشابة مهسا أمينى 2022، وأفرزت تلك الانتخابات تعزيز موقع صقور المحافظين فى البرلمان الـ12.
بعض التحليلات ذهبت إلى أنه يمكن اعتبار سماح مجلس صيانة الدستور للمرشح الاصلاحي مسعود بزشكيان بالترشح بمثابة استراتيجية من قبل المجلس لتحقيق المزيد من الإقبال والمشاركة بالتصويت، رغم أن بعض المراقبين يرون أن فرص فوزه ضئيلة، أمام المرشح المنتمى للتيار الأصولى محمد باقر قايباف رئيس مجلس الشوري الإسلامي المدعوم من التيار المحافظ وقد يكون أيضا مدعوما من المرشد الأعلى آية الله على خامنئى.
تفتيت الأصوات بين 3 من مرشحى المعسكر المحافظ
ورغم الانسحابات إلا أنه لايزال التنافس شديد، بين المرشحين الثلاث فى المعسكر المحافظ لـ الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران ، ووفقا لمراقبين فإن التركيبة الحالية للمرشحين ستؤدى لتفتيت أو تبعثر الأصوات بين المرشحين المنتمين للتيار المحافظ وعددهم 3، وتمثل أكبر تحدى يواجهه هذا المعسكر، لكن تراه الجبهة الإصلاحية قد يصب فى صالح مرشحها الإصلاحي الوحيد، مسعود بزشكيان، الذى يحظى بدعم جبهة الاصلاحات والرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي والرئيس السابق حسن روحانى، الأمر الذى ينبئ بجولة ثانية.
جولة ثانية
ترجيحات بعض المراقبين الإيرانيين، تشير إلى أنه فى حال ظلت تركيبة المرشحين بهذا الشكل، فمن الممكن أن تشهد البلاد جولة ثانية ثانِ بين قاليباف وبزشكيان، وتوقع للمحلل السياسى الإيرانى عباس سبيمي نمين، لموقع مستقل أونلاين، أن تتجه الانتخابات لمرحلة ثانية وعدم حسم النتائج فى المرحلة الأولى، لكنه رأى أن ذلك منوط بسلوك الأصوليين، ففى حال لم يتمكنوا التوصل لإجماع الأراء حول مرشح واحد ولم يساندوا مرشح واحد فى المرحلة الثانية فإنهم سيفقدون مكانتهم وهذا سيكلفهم الكثير، وأكد أن وجود 5 مرشحين أصوليين سيؤدى إلى هزيمتهم.