أظهر الإعلان الرسمى للجنة الانتخابات في إيران، تقدم الإصلاحي، مسعود بزشكيان ، وحصوله على 10 ملايين صوت و415 ألف و991 (42%)، وجاء سعيد جليلى فى المرتبة الثانية ليصبح منافسه فى جولة ثانية، وحصل المفاوض المتشدد على 9 ملايين و 473 الف 298 صوت (39%) ، وجاءت نسبة المشاركة فى الانتخابات 40%، وبذلك سيخوض كلا من جليلي وبزشكيان جولة ثانية يوم الجمعة المقبل 5 يوليو.. ونشر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية دراسة لسيناريوهات هذه الجولة؟.
التفاف المحافظين حول جليلي
يتمتع المرشح المحافظ سعيد جليلي بخبرة واسعة في السياسة الإيرانية؛ بالنظر إلى أنه كان عضوا بالحرس الثوري الإيراني وشغل منصب أمين عام مجلس الأمن القومي فضالا عن أنه كان كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات الملف النووي. أما محمد باقر قاليباف فهو يتمتع كذلك بخبرة واسعة بوصفه كان قائدا بالحرس الثوري وشغل منصب رئيس بلدية طهران وصوالا إلى رئاسة البرلمان، إلا أن تورطه في إخماد الاحتجاجات التي اندلعت عام 2009 إبان توليه رئاسة طهران ربما أكسبه عداوة قطاعات من الإيرانيين جعلته يحصل على نحو 3.3 ملايين صوت فقط في الانتخابات.
ووفقا للمركز المصرى للفكر، بناء على هذا الموقف، إذا ما أعاد التيار المحافظ تنظيم صفوفه والتف حول المرشح سعيد جليلي فمن المحتمل أن يضمن جليلي الفوز في الانتخابات بحصوله على الأصوات التي صوتت لقاليباف وكذلك للمرشح الرابع رجل الدين مصطفى بور محمدي الذي حصل على نحو 206 آلاف صوت، وبالتالي يحصل جليلي نظرايا على أكثر من 13.5 مليون صوت في جولة الإعادة.
نجاح الاصلاحيين فى استقطاب الكتلة غير المصوتة
تظهر النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية أن نحو 38 مليون ناخب لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات، وذلك بسبب تنامي مستويات الغضب وعدم الرضا لدى المواطنين الإيرانيين عن النظام الحاكم وسيطرة المحافظين على مقاليد الأمور.إلا أن حصول المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على أكثر من 10 ملايين صوت وتقدمه نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قد يشجع قطاعات أخرى ممن لم يشاركوا في التصويت للذهاب إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة لدعمه بعدما رأوا في تصدره الانتخابات فرصة سانحة للتغيير على عكس ما كانت تتسم به الانتخابات الرئاسية في سنوات مضت.وهو سيناريو إن حدث سيضمن إلى حد بعيد فوز بزشكيان في جولة الإعادة حتى وإن التف المحافظون حول مرشحهم سعيد جليلي في هذه الجولة.
ثبات الموقف
يفترض هذ السيناريو أن تظل كل العوامل المؤثرة في مشهد الانتخابات بجولة الإعادة كما هي بدون التفاف المحافظين حول المرشح سعيد جليلي، وبدون نجاح التيار الإصلاحي في استقطاب الكتلة غير المصوتة في الانتخابات لدعم مرشحه مسعود بزشكيان. وفي هذه الحال يُتوقع أن يكون الفوز حليف بزشكيان بالنظر إلى أن عدم الرضا الشعبي يجعل المصوتين يميلون بطبيعة الحال إلى دعم التغيير الذي يمثله بزشكيان على حساب جليلي.
وبالتالي قد يزيد عدد المصوتين لبزشكيان وليس الوقوف عند حد ال10.4 ملايين ناخب الذين صوتوا له. إلا أن هذا السيناريو برمته يبقى غير مرجحا؛ إذ إنه بالتأكيد سيكون أحد السيناريوهان السابقان أكثر تحققا.
وفى الختام رأت الدراسة أن السيناريو الثاني من المحتمل أن يكون أكثر تحققا على أرض الواقع في جولة الإعادة، بأن تتجه أعداد إضافية من الإيرانيين إلى دعم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان؛ رغبة في التغيير بعدما أظهرت الثلاث سنوات التي تولى فيها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي والدعم الذي تحقق له من كل مؤسسات الحكم الإيرانية وعلى رأسها المرشد الأعلى أن التيار المحافظ لم يستطع تحقيق نجاحات تُذكر على مستوى الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين.