يواصل البريطانيون على مدار اليوم، الخميس، التصويت فى الانتخابات العامة فى بلادهم، والتي ستسفر على الأرجح عن رئيس جديد للوزراء، ونهاية 14 عاما من حكم المحافظين الذى شهد العديد من الأزمات هوت بشعبيتهم فى الفترة الأخيرة.
وبدأ التصويت فى السابعة صباحا بتوقيت جرينتش، العاشرة بتوقيت القاهرة، ويستمر حتى العاشرة مساءً بتوقيت جرينتش، على أن يكون إعلان النتائج النهائية بحلول الصباح الباكر غدا الجمعة، وبعد إعلان النتائج يتلقى الملك تشارلز برئيس الحزب الفائز بأغلبية المقاعد البرلمانية ويعلن تعيينه رئيسا للحكومة.
التصويت فى انتخابات بريطانيا
وكان آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة التليجراف قبل بدء التصويت فى انتخابات بريطانيا، أظهر أن السير كير ستارمر، زعيم العمال، يستعد للفوز بأكبر أغلبية للحزب فى التاريخ.
وأوضح الاستطلاع أن العمال يقترب من الفوز بنسبة 39% من الأصوات، وهو ما يعادل تقريبا ضعف النسبة المتوقع أن يحققها المحافظين، فى انتصار سيكون ساحقا على حد تعبير الصحيفة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن هذه سيكون ليلة قاتمة لرئيس الوزراء ريشى سوناك، ومن المرجح أن تسفر الانتخابات عن خفض عدد المقاعد التي يسيطر عليها المحافظون إلى نحو 100 مقعد فقط.
وقالت الصحيفة إن ستارمر سيدخل 10 داوننج ستريت بأغلبية هائلة، على الأرجح أكبر بكثير من 179 مقعدا التي حققها حزب العمال بقيادة تونى بلير فى عام 1997.
انتخابات بريطانيا
وجاء الاستطلاع بعد سلسلة من الاستطلاعات الأخرى التي تنبأت أن المحافظين على وشك تحقيق أسوأ نتائج على الإطلاق. وتعرضت حملة سوناك لسلسلة من الانتكاسات، فيما شهدت فترة الحملة الانتخابية صعودا سريعا لحزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج والذى استقطب أصوات اليمين التقليدي.
وتوقع استطلاع تليجراف أن يفوز حزب الإصلاح بنسبة 17% من الأصوات، وهو أقل بـ 3 نقاط فقط من النسبة المتوقعة للمحافظين عند 20%.
فيما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الديمقراطيين الاحرار يستعدون لعودة عشرات من النواب إلى البرلمان والسيطرة على مقاعد المحافظين فى الجنوب، على الرغم من تأمين نسبة 10% فقط من الأصوات.
وأدلى ستارمر بصوته فى أحد مراكز الاقتراع فى العاصمة لندن، بينما أدلى رئيس الوزراء ريشى سوناك بصوته فى منطقة يورك شاير.
سترامر يدلى بصوته
وقالت صحيفة الجارديان إن سوناك قام برحلة قصيرة من منزله إلى مقر التصويت فى قاعة قرية كيربى سيجستون فى دائرته ريتشموند ونورهوليتون. وتوجه سوناك بصبحة زوجته أكشاتا موترى، ووصلا مستقلين سيارة رانج روفر، وسار معا لمسافة إلى مركز القرية. ممسكين بأيدى بعضهما البعض.
وحيا سوناك المصورين الذين تجمعوا خارج مراكز الاقتراع، وغادر دون الإدلاء بأى تصريحات.
سوناك وزوجته
وكانت صحيفة الجارديان قد ذكرت فى وقت سابق أن سوناك أسر لأعضاء من دائرته الداخلية انه يخشى خسارة مقعده. وتنبأ استطلاع جديد ليوجوف ان يخسر 16 من وزراء الحكومة مقاعدهم، فيما يمكن ان يمنح ستارمر أكبر أغلبية لأى حزب واحد منذ عام 1832.
وفيما يتعلق بدور الملك فى هذه الانتخابات البرلمانية، قالت صحيفة الجارديان إن واجب الملك باعتباره رئيسا للدولة أن يعيين رئيسا للوزراء. وسيسافر الملك تشارلز من اسكتلندا إلى قلعة ويندسور، وسيكون على أهبة الاستعداد بعد التواجد فى أدنبرة للاحتفال بأسبوع هوليرود، وهى الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك إلى اسكتلندا كل شهر يوليو للاحتفال بالثقافة والمجتمع والإنجازات الاسكتلندية.
وتوضح صحيفة الجارديان أن هذا الدور هو أحد الامتيازات الشخصية القليلة المتبقية للملك، لأن تشارلز لا يتصرف فيه بناءً على نصيحة ولا يحتاج لمشورة قبل القيام بذلك.
إلا أن المتطلب الأهم هو تعيين شخص لتشكيل الحكومة، يكون قادرا على الحصول على ثقة مجلس العموم، وعادة ما يكون زعيم الحزب الذى حقق أغلبية المقاعد فى المجلس.
ولو قاد كير ستارمر حزب العمال على تحقيق الفوز، فإن الملك تشارلز قد يجلس مع ثالث رئيس وزراء خلال حكمه الذى بدا قبل أقل من عامين. كانت الأولى ليز تراس، وبعدها ريشى سوناك رئيس الوزراء الحالي الذى تولى المنصب بعد ستة أسابيع فقط من تولى الملك العرش.
ووفقا لنتيجة الانتخابات، فإن تشارلز سيعقد جلسة خاصة مع زعيم الحزب الفائز فى قصر باكنجهام فى لندن غدا الجمعة، وسيتم دعوته من قبل الملك لتشكيل الحكومة وتولى منصب رئيس الوزراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة