إيماناً برؤية الدولة المصرية الثاقبة فى حل الأزمة السودانية، وثقة فى قيادة سياسية فتحت أبواب بلادها للأشقاء النازحين السودانيين، طرق فرقاء السودان أبواب القاهرة ، لإيجاد حلول جذرية تنهى أزمة دامت لأكثر من عام ونصف فى بلادهم، خلفت مأساة إنسانية تدمى لها القلوب راح ضحيتها أكثر من 15 ألف شخص حتى اليوم وفق احصائية للأمم المتحدة.
نجاح القاهرة فى لم شمل الفرقاء تحت مظلة واحدة، عكسته صحف سودانية، سلطت الضوء على مؤتمر القاهرة للقوى السياسية المدنية، والذى استضافته القاهرة صباح ، السبت، تحت عنوان معاً لوقف الحرب فى السودان ، على نحو ما كتبت صحيفة التغيير السودانية والتى قالت: المراقبون اعتبروا أن الحدث خطوة لكسر الحاجز النفسي وبناء الثقة بين فرقاء سيجلسون تحت سقف واحد لأول مرة منذ اندلاع الحرب في بلادهم قبل نحو 15 شهرا.
وتحت عنوان "مصر تدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في السودان، أبرزت صحيفة تريبون سودان تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطى.
من جانبها نشرت صحيفة التغيير السودانية نص كلمات بعض المشاركين في مؤتمر القوى السياسية والمدنية بالقاهرة، وتابعت الصحيفة بدء جلسات المؤتمر.
أما صحيفة السودانى نشرت تصرح لـ رئيس وزراء السودان السابق حمدوك قال خلالها أن مؤتمر القاهرة يناقش 3 قضايا رئيسية (وقف الحرب، معالجة الأزمة الإنسانية والتوافق على المبادئ العامة لعملية سياسية تسعى لوقف الحرب بشكل نهائي ومخاطبة جذورها).
تسليط الصحافة السودانية الضوء على المؤتمر يعكس نجاحه فى لم شمل السودانيين، ويمهد لانهاء النزاع، ويعد أحدث حلقة فى سلسلة الجهود المصرية، فعلى مدار أكثر من عام أثبتت مصر قيادتها لأفريقيا وكونها السند للأشقاء فى السودان حيث وظفت مؤسساتها للتعامل معها، من خلال التحركات الدبلوماسية لاحتوائها، فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمي المعهود فى القارة السمراء، تطبيقا لمبادرة "اسكات البنادق" التى تبنتها عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بأفريقيا، وعملت على تهدئة الصراعات التي تفتك بدول القارة. فقد قادت وزارة الخارجية تحركات دبلوماسية ، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمي المعهود فى أفريقيا، وقيادتها لكافة جهود إنهاء النزاعات والحروب بالقارة، على من بينها مساندة الصومال على خلفية أطماع أثيوبيا فى الأراضى الصومالية، وصولا بالأزمة السودانية.
أسباب عديدة دفعت الفرقاء السودانيين لطرق أبواب القاهرة فى مقدمتها، ثقة طرفى النزاع فى السودان، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فى دور مصر، ورؤيتها التى تتضمن استقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية.
ويمثل استقرار السودان والمحيط الأفريقي لمصر أحد أهم مرتكزات الأمن القومي المصري، لذا الدول المصرية الكثير نم الجهود لاحتواء الأزمة والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، على نحو ما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق.
وتمتلك الدولة المصرية رؤية لحل الأزمة السودانية، وتتضمن التوصل لوقف شامل ومستدام للإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط على الأغراض الإنسانية، وترى الدولة المصرية وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان، والتأكيد على أن الأزمة فى السودان أمر يخص الأشقاء السودانيين، وتؤكد مصر احترامها لإرادة الشعب السودانى، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمة السودان، وضرورة التنسيق مع دول الجوار لتدارك التداعيات الإنسانية للأزمة ومطالبة الوكالات الإغاثية والدول المانحة بتوفير الدعم اللازم لدول الجوار، بحسب تقرير سابق عرضته قناة "إكسترا نيوز" حول "الرؤية المصرية لحل الأزمة السودانية".
على المسار السياسي، احتضنت القاهرة قمة دول جوار السودان فى 13 يوليو 2023، لبحث سُبل إنهاء الصراع والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، وفى سبتمبر 2023 عُقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان، بمقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك.
وفى نوفمبر 2023، احتضنت مصر، مؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان 2023"، بحضور أكثر من 400 مشارك ممثلين عن قطاع كبير من منظمات المجتمع السوداني، وهو الاجتماع الذي عُقد بعد أيام فقط من اجتماعات ائتلاف «قوى الحرية والتغيير» في السودان، التي أقيمت في القاهرة على مدى 3 أيام، وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى «توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب في السودان».
ووفقت مصر على الحياد منذ اندلاع الأزمة ترجمت حيادها على أرض الواقع وعدم الانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة ومنذ أول يوما بالحرب، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة اتصالات بنظراءه فى أفريقيا، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكر، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.
وعلى الصعيد الإنسانى، لم تتخل مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، حيث أعلنت مصر استقبال أكثر 95 ألف نازح سوداني منذ اندلاع الحرب حتى مايو 2023، من منفذي قسطل وأرقين.
وقامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت الآتى: استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل.
بالاضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كى يطمأن العالقون على ذويهم؛ قيام الهلال الأحمر المصرى بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التى تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".
كما أقامت جمعية الهلال الأحمر المصرى مركزا إغاثيا إنسانيا فى معبر أرقين الحدودى مع السودان، وذلك لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم على استكمال رحلاتهم حتى الوصول لمنازلهم سالمين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة