ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الحرب فى قطاع غزة هى القضية الكبرى التى سيتم تجاهلها خلال قمة حلف شمال الأطلنطى "ناتو" هذا الأسبوع فى واشنطن.
وقالت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم الأربعاء، إن الحرب تحتدم في أوكرانيا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكن من غير المرجح أن تجذب غزة الكثير من الاهتمام في قمة الناتو بواشنطن، وسوف تخيم على اجتماعات القمة قضية واحدة فوق كل هذه القضايا: أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلف المداولات العاجلة التي يجريها الناتو بشأن أوكرانيا، يلوح في الأفق صراع آخر. فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، أدت الحملة الإسرائيلية المدمرة فى غزة إلى إبعاد الاهتمام العالمي عن التدخل الروسي وأججت المشاعر بشأن النفاق الغربي الواضح .
ولفت العديد من المنتقدين إلى الفجوة بين الغضب الأمريكي والأوروبي بشأن مهاجمة روسيا للمستشفيات الأوكرانية والهدوء النسبي الذي تحليا به مع قيام إسرائيل بشكل متكرر بتدمير المنشآت الطبية والمدارس في حربها ضد حماس.
واستبعدت الصحيفة أن تثير غزة الكثير من التعليقات المهمة في قمة هذا الأسبوع، على الرغم من أن دولة عضو واحدة على الأقل تعتزم جعلها نقطة نقاش. وقبل وصوله إلى واشنطن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي انتقد إسرائيل بشدة منذ بدء الحرب، إنه يريد تسليط الضوء على الكارثة في غزة خلال القمة، مؤكدا أنه "من المستحيل أن يرتاح الضمير العالمي دون إقامة سلام عادل ودائم في فلسطين".
وبحسب الصحيفة، لا يبدو مثل هذا السلام قريبا في الشرق الأوسط ولا في أوكرانيا، التي تأمل قيادتها المحاصرة بشدة في تحويل دفة المعركة ضد آلة الحرب الروسية. لكن غياب ضغوط غربية مجدية على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أو إدانة بعض الهجمات الإسرائيلية على المدنيين يجعل تعاطف الناتو الشديد مع أوكرانيا أكثر وضوحا.
ووصف محللون هذا الأمر بأنه "نفاق وازدواجية معايير"، كما أنه يشكل نوعا من العنصرية نظرا لعدم وضع الضحايا الفلسطينيين على قدم المساواة مع الضحايا الأوكرانيين.
وأضافت الواشنطن بوست أنه في غضون أشهر فقط، نجم عن القصف الإسرائيلي في غزة كمية من الأنقاض أكثر مما نجم عن سنوات من الحرب في أوكرانيا، وسوف تستغرق عملية إعادة الإعمار، متى بدأت، عقودا من الزمن، فضلا عن معاناة سكان غزة من مجموعة من الأزمات الإنسانية، بما في ذلك مجاعة شاملة.
وقد أعرب قادة دول ما يسمى بالجنوب العالمي بالفعل عن قلقهم حيال الهجمات الإسرائيلية. لكن عندما بدأت روسيا حربا في أوكرانيا، قاد الغرب حملة الإدانة العالمية، ودعا العالم إلى إدانة روسيا باسم حقوق الإنسان والقانون الدولي. لكن اليوم، تسمح نفس الدول بنشوب صراع دموي آخر في غزة، بحسب محللين.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم وجود استياء غربي متزايد من استمرار إسرائيل في الحرب - وهو الاستياء الذي يهدد بأن يصبح أكثر وضوحا مع مرور الوقت، فمن غير المتوقع أن نسمع عنه في قمة واشنطن هذا الأسبوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة