لا تزال أصداء مؤتمر القاهرة للقوى المدنية السياسية، والذى استضافته مصر، قبل أيام، تحت عنوان معًا لوقف الحرب فى السودان، مستمرة فى الصحافة السودانية، ما يعكس نجاحه على كافة المستويات فى تحقيق هدفه من أجل رأب الصدع بين طرفى النزاع، لإنهاء مأساة حرب خلفت أكثر من 15 ألف قتيل منذ منتصف أبريل 2023.
صحيفة التغيير ذكرت فى تقريرًا لها أن مؤتمر القاهرة خلافًا للتجمعات الأخرى، حقق هدفه فى جمع القوى السياسية السودانية المختلفة، واستطاعت هذه الكيانات أن تخرج الهواء الساخن كمرحلة أولى لتحقيق الهدف السامى بوقف الحرب التى اندلعت بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع قبل عام وثلاثة أشهر.
وأكدت الصحيفة أن المؤتمر حرك جهود إنهاء الحرب فى السودان، بعد فشل الجهود السابقة، بما فى ذلك محادثات جدة التى توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية بين الجيش وقوات الدعم السريع، لإنهاء القتال.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس تنسيقية (تقدم) الهادى إدريس، : هذا المؤتمر هو الأول من نوعه فى جمعه للفرقاء السياسيين، والجانب المصرى بذل الكثير من المجهودات فى إنجاح هذا المؤتمر.
وبحسب تقرير الصحيفة وجدت مخرجات المؤتمر الداعية لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية واعتماد الحوار السودانى كحل لـ أزمة السودان إشادة وترحيب من قوى سياسية ومدنية، ورأت أنها خطوة لتوحيد السودانيين، ورحبت (تقدم) بما تم الاتفاق عليه، كما رحب حزبا الأمة القومى والاتحادى الأصل بزعامة محمد عثمان الميرغني.
ورأى القيادى بالكتلة الديمقراطية، رئيس لجنة فض اعتصام القيادة د. نبيل أديب، أن مؤتمر القاهرة خطوة البداية لمواصلة الحوار للتوصل إلى تفاهم مشترك لحل الأزمة التى جعلت تاريخ السودان المستقل هو تاريخ حروب داخلية.
وقال فى مقابلة مع صحيفة التغيير، إن الحوار السودانى السودانى الذى لا يقصى أحدًا هو السبيل لحل أزمة السودان التى قادت إلى الحرب.
وأضاف أن الميسرين حاولوا جمع الفرقاء تحت سقف واحد لكى يتحاوروا بغية الوصول لفهم مشترك فى أزمة السودان، ونجح الداعون فى ممارسة دورهم ووفروا للمؤثرين فى حل الأزمة من الفرقاء المساعدات اللوجستية التى توفر جوًا يمكنهم من تبادل الأفكار للوصول لفهم مشترك لحل الأزمة التى أنتجت الحرب”.
ولفت أديب، إلى أن الفرقاء لم يقطعوا شوطًا محسوسًا فى التوصل لمفهوم مشترك لحل الأزمة السودانية، حيث ظلت نقاط الاختلاف أقوى وأبعد أثرًا من نقاط الاتفاق.
وتابع: “مجرد التعرف على نقاط الاختلاف هو خطوة فى طريق حله”.
وحول إمكانية اتفاق القوى السياسية على تجاوز الخلافات، قال الصحفى والمحلل السودانى علاء الدين بابكر، أن السودانيين لديهم تجارب متعددة فى مواجهة التحديات والانتصار عليها لكنهم لا يستطيعون الاستمرار فى هذا النجاح، منذ أكتوبر وأبريل وديسمبر، ولا يتفقون على برنامج سياسى لإنهاء الحرب.
وأوضح فى مقابلة مع الصحيفة السودانية، أن المهدد لهذا هى التقاطعات الداخلية والخارجية التى تؤثر عليها، ومن الملاحظ أن المؤتمر شاركت فيه مجموعات داعمة للحرب وهو معنون لبحث حلول لإنهاء الحرب وهذا يعد اختراقًا كبيرًا.
ميدانيا، لاتزال المعارك متواصلة بين الجيش والدعم السريع فى ولايات سودانية مختلفة، وأكد الجيش السودانى أن المضادات الأرضية للفرقة الثالثة مشاة فى شندى بولاية نهر النيل نجحت فى اسقاط 4 مسيرات هجومية، دون وقوع خسائر.