قال نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل، أسقف إيبارشية حُلوان والمعصرة وتوابعها، ورئيس دير الأنبا برسوم، إن الكنيسة تضع نصب أعينها النشء، فالنشء هو عماد الغد، ومستقبل الوطن.
وأضاف أسقف إيبارشية حلوان فى تصريحات خاصة لليوم السابع: أنه إذا نجحت الكنيسة اليوم في غرس القيم والمفاهيم الراقية، مثل الصدقة والعطاء في نفوس أولئك النشئ، بطريقة تتناسب مع طريقة تفكيرهم، سوف يجني الوطن بأكمله ثمار ذلك.
وأشار إلى أن أكثر ما يضر الفرد، هو أن تتمركز دائرته اهتمامه حول ذاته فقط، دون أن ينظر إلى ما يحتاجه وطنه أو مجتمعه، وهو ما قد يخلق يخلق جيل لا يعرف أهمية التفاني في خدمة الأخر، وهو ما تُحاربه الكنيسة من خلال غرس هذه القيم العظيمة والتي تحدث عنها المسيح مرارًا وتكرارًا في نفوس النشء.
وكانت إيبارشية حلوان والمعصرة والتبين نظمت أمس الجمعة، بدير القديس العظيم الأنبا برسوم، مهرجانها الخيري والخدمي الأول بعنوان «5*5»، وذلك برئاسة الأنبا ميخائيل، أسقف الإيبارشية، ورئيس الدير، وتحت شعار «يالا نبقى عيلة».
ووفقًا لبيان الإيبارشية، التعريفي فـ «5*5» هو مهرجان خدمي له طابع خيري، تستهدف الكنيسة من خلاله، غرس قيمة العطاء، في نفوس النشئ من أطفال ومراهقين، وكسر دائرة الذات، حيث أن كل طفل ومراهق من الصف الرابع الابتدائي، حتى الصف الثالث الثانوي، مسؤول عن تكوين فريق تطوعي برفقة أربعة أخرين من نفس فئته العمرية، ليقوم أعضاء الفريق الخمس، بإحضار محتويات ما يُسمى بـ«كرتونة البركة».
وتتكون «كرتونة البركة» من 1 كيلو من الأرز، و1كيلو من المعكرونة، و1 كيلو من السكر الأبيض، وعلبة من المسلى «السمن»، ودجاجة أو 1كيلو من اللحم، وبذلك تكون الإيبارشية قد غرست في أنفس أولئك النشئ، أن النظام الاجتماعي الذي ينعم ويحظى بالمحبة، يعتمد على أن يعطي القادر لغير القادر، علمًا بأن الكنيسة تُسمى غير القادرين بمصطلح «أخوة الرب» وهو مُصطلح خرج من رحم النص الإنجيلي "فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ." (مت 25: 40).
من نفس النص خرجت فكرة تسمية «5*5» كذلك إذ أن السيد المسيح قد خصص جزء كبير من عظاته، وتعاليمه، للتوصية بضرورة الاهتمام بالمُحتاجين، والفقراء، دون هذه التوصيات متى رسول المسيح وتلميذه، في البشارة التي تحمل اسمه وتحديدًا الفصل الـ25 من هذه البشارة، ولذا فتم تسمية المهرجان بـ«5*5»، حتى يتذكر المشاركين الاطلاع على وصايا المسيح بحق الفقراء والواردة في متى 25، والتي يأتي أبرزها: «جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي.
كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي، عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ»، ويُشارك بالمهرجان ما يقرب من الـ5000 طفلًا ومراهقًا، ليخرج المهرجان بما يتجاوز الـ2000 كرتونة من كراتين البركة، التي يقوم المشاركين خلال اليوم بإعدادها ووضع المكونات بها، وتقفيلها، ليتم توزيعها فيما بعد على الفقراء والمحتاجين.