بدأ الرئيس الإيرانى المنتخب مسعود بزشكيان، بأولى قراراته وهو تعيين جواد ظريف وزير الخارجية السابق، على رأس المجلس الانتقالى وكتب محمد جواد ظريف، بصفته رئيس المجلس المذكور في حسابه على منصة إكس: "مرحبا أيها الأصدقاء، من فضلكم لا تهتموا بما يتردد من شائعات وأخبار حول تعيين أعضاء الحكومة، لقد بدأت العملية للتو".
ويقوم المجلس التوجيهي للمرحلة الانتقالية بترشيح الوزراء وتقديم الاستشارة للرئيس المنتخب لاختيار كبار الأعضاء في الحكومة التي سيعرضها هو الآخر على البرلمان، بغية نيل الثقة.
وفى السباق نفسه، كشف الرئيس الإيرانى عن الخطوط العريضة لسياسته الخارجية، وكتب فى مقال لصحيفة طهران تايمز، تعتزم ادارتي انتهاج سياسةً تعتمد على اغتنام الفرص من خلال خلق التوازن في العلاقات مع كل البلدان، على نحو يتفق مع المصالح الوطنية الإيرانية، والتنمية الاقتصادية، ومتطلبات السلام والأمن الإقليمي والعالمي.
وأضاف أنّ طهران "ستضع تعزيز العلاقات مع جيراننا على رأس أولوياتها"، وستعمل على إرساء أسس "منطقة قوية"، بدلاً من منطقة تسعى فيها دولة واحدة لفرض هيمنتها وسيطرتها على الدول الأخرى.
واضاف: سنبادر إلى التعاون مع تركيا والسعودية وسلطنة عُمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات، والمنظمات الإقليمية، لتعميق العلاقات الاقتصادية، تعزيز العلاقات التجارية، زيادة الاستثمار المشترك، معالجة التحديات المشتركة، والمضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية.
وأوضح أن "التعاون من أجل التنمية والازدهار الإقليميين سيكون المبدأ التوجيهي لسياستنا الخارجية".
وبالنسبة للعدوان الإسرائيلى على غزة، أكد بزشكيان أنّ إدارته ستحثّ، "كإجراء أولي، الدول العربية المجاورة على التعاون والاستفادة من كل الوسائل السياسية والدبلوماسية، لإعطاء الأولوية لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في القطاع، بهدف وقف المذبحة ومنع اتساع الصراع".
الرئيس الإيراني أكّد أنّ كلاً من روسيا والصين "وقفتا إلى جانب طهران خلال الأوقات الصعبة"، معرباً عن تقديره لهذه الصداقة وقال: لقد كانت الصين وروسيا دائما صديقتين وداعمتين لنا في الأوقات الصعبة. ونحن نقدر هذه الصداقة كثيرا.
وعن موسكو، أكد الرئيس الإيراني المنتخب أنّ روسيا "حليف استراتيجي وجار مهم لإيران"، مؤكداً أنّ إدارته "ستظلّ ملتزمةً توسيع التعاون معها وتعزيزه".
وبشأن أوروبا قال بزشكيان، اتطلّع إلى الدخول في حوار بنّاء مع دول أوروبا، بهدف وضع العلاقات على المسار الصحيح، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة.
أما عن الولايات المتحدة، فشدّد الرئيس الإيراني على "ضرورة أن تعترف واشنطن بالواقع، وأن تفهم، مرةً واحدةً وإلى الأبد، أنّ إيران لا ولن تستجيب للضغوط".
وكانت أعلنت السلطات الإيرانية أن مراسم تسليم مرسوم تنصيب الرئيس الإيرانى المنتخب مسعود بزشكيان، ايذانا ببدء مهام حكومته الـ 14 رسميا، ستقام يوم الأحد 28 يوليو الجارى، برعاية المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله على خامنئى فى حسينية الإمام الخمينى بطهران وسيشارك فيها جمع من كبار مسؤولى البلاد.
فيما أعلن عضو هيئة الرئاسة بمجلس الشورى الإسلامى الإيرانى مجتبى يوسفى، أن اداء اليمين الدستورية، ستقام يوم الثلاثاء 30 يوليو الجارى، على أن يعين خلال 15 يومًا حكومته ويرسلها للبرلمان لنيل ثقته.
هذا واعتبر مسعود بزشكيان، متابعة السياسات العامة المرسومة من قبل المرشد الأعلى والتى تم تعميمها للتنفيذ، اهم برنامج عمل للحكومة القادمة وآفاق التنمية فى البلاد.
وأمام الرئيس الإيرانى الجديد ملفات وتحديات كبرى، من بينها تحديات الداخل الإيرانى، فى وقت تمر فيه إيران بتصاعد حالة من عدم اليقين غير مسبوقة، يطبعها هدوء حذر فى الداخل الذى عاش أواخر عام 2022 على وقع مشاهد حركة احتجاجية نادرة إثر وفاة الشابة مهسا أمينى وما تبعه من تصاعد حالة الاحتقان والاستياء الشعبى، وزيادة الفجوة بين المواطنين والنظام، وتغيير هذا الوضع سيكون من أبرز تحديات الرئيس المقبل.فضلا عن ازمات اقتصادية حيث يعانى اقتصاد إيران من ركود منذ سنوات من التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات البطالة.
على الصعيد الخارجى، يأتى الملف النووى فى المقدمة، وكيفية التعامل مع الرئيس الأمريكى الجديد، سواء بقى الرئيس بايدن أو غادر البيت الأبيض.
وفى الانتخابات الرئاسية المبكرة حصل مسعود بزشكيان فى الجولة الثانية على 10 ملايين صوت و415 ألفا و991 (42%)، وتفوق على منافسه سعيد جليلي.