تعامد الشمس على الكعبة المشرفة.. الظاهرة تتكرر مرتين كل عام واليوم التعامد الأخير فى2024.. القدماء استخدموها فى تحديد اتجاه القبلة.. ووقوع الكعبة بين خط الإستواء ومدار السرطان سبب الظاهرة

الإثنين، 15 يوليو 2024 05:30 م
تعامد الشمس على الكعبة المشرفة.. الظاهرة تتكرر مرتين كل عام واليوم التعامد الأخير فى2024.. القدماء استخدموها فى تحديد اتجاه القبلة.. ووقوع الكعبة بين خط الإستواء ومدار السرطان سبب الظاهرة تعامد الشمس على الكعبه
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنت على موعد مع التأمل فى قدرات الخالق والاستمتاع بمراقبة ظاهرة نادرة تتكرر مرتين كل عام، يومى 27 مايو و 15 يوليو، وفى أحيان قليلة قد تتأخر يوما بسبب زيادة يوم وهو يوم السنة الكبيسة، ليصبح موعد تلك الظاهرة يومى 28 مايو و16 يوليو.


إنها ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة ، بالتزامن مع آذان الظهر، لقد كان اليوم التعامد الثانى والأخير فى عام 2024.


وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل 2025.

التعامد الثانى

بدأ التعامد الثانى اليوم الاثنين ، فى تمام الساعة 12:26:45 صباحاً بتوقيت القاهرة.


ومن جانبه أوضح الدكتور ياسر عبد الهادي رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ـ وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إن الشمس فى لحظة التعامد تكون في أقصى ارتفاع لها (12ʺ 58ʹ 89°) ، أي لا يفصلها عن زاوية التعامد المثلى (90°) سوى دقيقة و48 ثانية قوسية، وعندها يختفي ظل الكعبة تماماً.


وأضاف أنه في هذه اللحظة يمكن لأي راصد في أي بقعة ترى الشمس وقتها أن يحدد اتجاه القبلة أو يختبر دقته في مكانه باستخدام شاخص عمودي تماماً ، حيث يشير الاتجاه المعاكس لظلها إلى اتجاه القبلة تماماً أو على الأقل بالنظر إلى اتجاه الشمس أفقياً في هذه اللحظة ليكون هو اتجاه القبلة في هذا المكان.

وأوضح أن هذا النوع من التعامد هو تعامد رأسي للشمس ويختلف عن دراسات التعامد الأفقي سواء عند الشروق أو الغروب أو غيرها على الأبنية ومنها المعابد الأثرية التي كانت بمثابة علامات تحدد مواعيد لفصول أو مواسم أو مناسبات بعينها.


وتابع: "يكمن الفارق الفلكي بين هذين النوعين من التعامد في كون التعامد الرأسي لا يمكن أن يحدث إلا على المنطقة المحصورة بين خطي عرض مداري السرطان والجدي ، لكون الشمس لا تخرج رأسياً خارج هذا الإطار طبقاً لميل محور الأرض على مستوى دورانها حول الشمس بحوالي 23.45° ، بينما يمكن للتعامد الأفقي أو المائل أن يحدث لأي نقطة على سطح الأرض".


ولفت إلى أنه من الممكن لهذه الظاهرة أن تفيد الهواة الذين يحبون القيام بأنشطة فلكية مثل التحقق من طول محيط الأرض مثلما فعل العالم الإغريقي "إيراتوسثين" ، الذي أجرى هذه التجربة في مصر وقت تعامد الشمس على مدينة أسوان وقت الانقلاب الصيفي ، وقام بحساب زاويتها على مدينة الأسكندرية ، ومنها استنتج طول محيط الكرة الأرضية.

التعامد الأول

تعامد الشمس الأول حدث هذا العام فى 27 مايو الماضى، أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان، وحدث التعامد بالتزامن مع وقت أذان الظهر بالمسجد الحرام عند الساعة 12:18 ظهراً (9:18 ص بتوقيت جرينتش) وهو التعامد الأول للشمس هذا العام 2024.

تحديد اتجاه القبلة

من جهة أخرى، أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن هذا التعامد الثاني على الكعبة يحدث مع عودة الشمس "ظاهرياً" قادمة من مدار السرطان متجهه جنوباً إلى خط الإستواء وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع ( 90 درجة) تقريباً بالتزامن مع أذان الظهر في المسجد الحرام حيث يصبح ظل الزوال صفرا ويختفي ظل الكعبة المشرفة.


وكشف أن من أهم أوجه استخدام هذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وكافة المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبته بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.


واستخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة بطريقة في غاية الدقة، باستخدام قطعة من "الخشب" منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد فإن الإتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة تماماً لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.


وأضاف أن ظاهرة التعامد تستخدم كذلك في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة وهي تدل أيضا على كروية كوكب الأرض.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة