بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، تعالت الإدانات داخل أمريكا وخارجها للعنف السياسى. فقال الرئيس الأسبق باراك أوباما: "لا مكان للعنف فى ديمقراطيتنا"، وقال رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر: نرفض العنف السياسى، فيما أشار زعيم الديمقراطيين فى مجلس النواب هاكيم جيفريز إلى أن العنف السياسى غير مقبول.
لكن العنف السياسى مشكل متفاقمة فى الولايات المتحدة، طالما واجهتها على مدار مراحل مختلفة من تاريخها، فتسببت فى نشوب حرب أهلية مدمرة، وأسفرت عن اغتيالات كثيرة بينها ما أودى بحياة أربع رؤساء، ومحاولة اغتيال ستة أخرين قبل ترامب.
كانت هناك فترة بدت هادئة من العنف، فى أعقاب عام 1968 الدموى الذى شهد مقتل المرشح الديمقرطى فى سباق الرئاسة الأمريكى روبرت كينيدى، وأيضا رائد الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج واحداث عنف فى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى فى شيكاغو. لكن خلال العقد الأخير بدأت الأمور تتدهور من جديد، فوصلت لذروتها عند اقتحام الكونجرس الأمريكى فى يناير 2021 والذى وصف بأنها أكبر اعتداء على الديمقراطية الأمريكي، والدور الذى لعبته مواقع التواصل الاجتماعى فى تعزيز الخلافات السياسية ونشر خطاب الكراهية والتحريض على الآخر، مع الحرية المتاحة بالنسبة لحمل الأسلحة فى الولايات المتحدة.
وقالت مجلة بولتيكو إنه على الرغم من ما تعرض له ترامب ببدو أول محاولة لإطلاق النار على رئيس أمريكي -حالي أو سابق- منذ نجاة رونالد ريجان من رصاصة في عام 1981، إلا أن اسم ترامب أصبح الآن على رأس قائمة مروعة من القادة البارزين الذين تعرضوا للعنف في السنوات الأخيرة.
تشمل هذه القائمة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، التي تعرض زوجها بول للضرب في منزلهما في سان فرانسيسكو على يد مهاجم كان يبحث عنها. وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس)، الذي كاد أن يُقتل برصاص أحد المهاجمين خلال إطلاق نار جماعي عام 2017 على فريق البيسبول التابع للحزب الجمهوري في الكونجرس خارج واشنطن. ومن بين هذه القائمة أيضا قاضي المحكمة العليا بريت كافانو، الذي زُعم أنه تم استهدافه بالاغتيال على يد رجل وصل إلى مسافة أقدام من منزل القاضي المحافظ في ماريلاند في منتصف الليل.
وأشارت بوليتيكو إلى أنه في بعض الاتجاهات، اتسم عصر ترامب وبايدن بفريدة من العنف السياسي التي اتسمت بها الفترة الانتقالية بين رئاستيهما بما في ذلك: هجوم 6 يناير على الكابيتول.
كما ارتبط العنف السياسى فى الولايات المتحدة بعام الانتخابات. ففى يناير الماضى، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا قالت فيها إن تهديدات العنف السياسى فى الولايات المتحدة قد زادت مع بدء عام 2024، وهو العام الذى من المقرر أن يشهد إجراء انتخابات الرئاسة فى شهر نوفمبر.
وتحدثت الصحيفة عن تلقى راستى باورز، رئيس مجلس نواب ولاية أريزونا السابق، الذى لعب دورا بارزا فى رفض مساعى إلغاء نتيجة انتخابات عام 2020، اتصالا مجهولا بوجود قنبلة فى منزله، وأن امرأة قد قتلت، لكن تبين أن التهديد كان كاذبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الواقعة كانت واحدة من عديد من تهديدات العنف وأفعال الترهيب التي لاحقت العديد من مسئولي الحكومة منذ انتخابات 2020. والآن، فإنها تلقى الضوء على حملة 2024 مع استعداد الأمريكيين للتصويت فى موسم السباق التمهيدى الذى ينطلق الأسبوع المقبل.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ممثلي النظام الديمقراطى الأمريكي بما فى ذلك أعضاء الكونجرس ومسئولى الولايات والقادة المحليين والقضاة كانوا مستهدفين، وفى حين كانت بعض التهديدات تلاحق شخصيات بارزة، فإن جزء منها كان لمن لهم أدوار أقل. وتسبب تهديدات بوجود قنابل فى حالات إخلاء فى مبانى الكابيتول بالولايات. وقامت السلطات الفيدرالية باعتقال رجل واتهامه بالتهديد بقتل نائب كونجرس وأبنائه. فى حين واجه أعضاء آخرون بالكونجرس حوادث مشابه.