تعانى دول أمريكا اللاتينية من استمرار أزمة ارتفاع الأسعار والتضخم ، لا تزال الأرجنتين الدولة التي تعاني من أعلى معدلات التضخم في أمريكا اللاتينية، حتى أعلى من فنزويلا، حيث نشر صندوق النقد الدولي (IMF) مؤشرات الأسعار للعالم بأسره، مما يسلط الضوء على المكانة التي تحتلها البلاد مقارنة ببقية العالم.
وأوضحت صحيفة الكورييو الأرجنتينة في تقرير لها أن الأرجنتين ، بلغ معدل التضخم التراكمي 79.8%، في الـ6 أشهر الأولى من العام الجارى، وعلى الرغم من وجود علامات على التباطؤ الشهري، إلا أن المؤشر لا يزال مرتفعًا للغاية، وبلغ معدل التضخم السنوي 271.5%.
أما فنزويلا، فإنها تحتل المركز الثانى ، حيث أنه وفقا للبنك المركزى فقد بلغ التضخم المتراكم 8.9%، في حين أفاد المرصد المالي الفنزويلي (OVF) بـ 18.1%، ويبلغ معدل التضخم السنوي 68%.
أما كولومبيا، فإنه مع صعوبات السيطرة على التضخم بعد الوباء، تراكمت 4.12% في الستة أشهر الأولى من عام 2024، ووصل معدل التضخم السنوي هو 7.18%، بينما بلغ التضخم في أوروجواى ، المتراكم 3.62% وعلى أساس سنوي 4.96%، ونيكاراجوا: سجلت نسبة تضخم بلغت 2.86% في الفصل الأول ونسبة تضخم سنوية بلغت 4.82%، وفى باراجواي: معدل التضخم نصف السنوي المتراكم 2.8% و4.3% على أساس سنوي، وأيضا بوليفيا: بلغ التضخم نصف السنوي 2.49% والتضخم السنوي 3.85%، أما البرازيل: سجل الاقتصاد الرئيسي في المنطقة زيادة في الأسعار بنسبة 2.48% في النصف الأول، مع معدل تضخم سنوي قدره 4.23%، والمكسيك: معدل التضخم نصف السنوي المتراكم 1.68% و4.98% على أساس سنوي، وبيرو سجلت التضخم نصف السنوي 1.57% والتضخم السنوي 2.29%، والسلفادور: سجلت نسبة تضخم نصف سنوية 1.35% و1.48% على أساس سنوي، وأخيرا الإكوادور هي التي سجلت أفضل نسبة في التضخم أمريكا اللاتينية ، حيث بلغ التضخم نصف السنوي 0.7% والتضخم السنوي 1.18%
توقعات صندوق النقد الدولى
ومن المتوقع أن ينمو اقتصاد أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 1.9% هذا العام، وفقًا للتحديث الثالث والأخير لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي السنوي الصادر عن صندوق النقد الدولي، وبهذه الطريقة، قامت المنظمة الدولية بتعديل توقعاتها السابقة بنسبة 2% في أبريل الماضي بالخفض.
وفي حالة الأرجنتين، تتوقع المنظمة انكماشا بنسبة 3.5%. وقد ساءت هذه التوقعات بمقدار سبعة أعشار مقارنة بتقرير أبريل. وبحلول عام 2025، يحافظ صندوق النقد الدولي على توقعاته بأن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي في الأرجنتين بنسبة 5%.
تغير المناخ
ويعتبر تغير المناخ أكبر الأسباب في ارتفاع الأسعار والتضخم في دول أمريكا اللاتينية ، حيث أنه يؤثر على الإنتاج ، مما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار ،وأثرت درجات الحرارة المنخفضة في أوروجواى على أسعار المواد الغذائية بسبب نقص الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك ، تستمر أسعار القهوة في الارتفاع حتى منتصف عام 2025 بسبب نقص الإمدادات لدى كبار المنتجين، وسيدفع المستهلكون الأوروبيون المزيد مقابل الكافيين المهدد بالنقص عندما تدخل لوائح إزالة الغابات الجديدة حيز التنفيذ، حسبما قالت صحيفة بولسامانيا الإسبانية.
وتسببت أسعار القهوة في إثارة جدلا واسعا في الفترات الأخيرة ، وارتفعت العقود الآجلة للصنف بنسبة 60% تقريبًا هذا العام، لتصل إلى مستوى قياسي جديد قدره 4667 دولارًا للطن الأسبوع الماضى ، وقد أدى ضعف المحصول هذا العام إلى قيام المحامص بدفع ما يصل إلى 1000 دولار فوق الأسعار الآجلة للحبوب الفيتنامية، وفقًا لجوزيبي لافاتزا ، رئيس شركة تحميص القهوة لويجي لافاتزا، الإيطالية.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد واجهت المناطق المنتجة الرئيسية في البرازيل طقسًا عاصفًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار أرابيكا، وتم تداول العقود الآجلة عند أعلى مستوياتها خلال عامين. وتم تخفيض التوقعات هناك، حيث يقوم بعض المزارعين بجمع حبوب أصغر من المعتاد بعد موجات الجفاف في نهاية عام 2023 التي أضرت بالمحصول.
وأيضا المكسيك ، التى تشهد موجة حر وجفاف شديدة منذ بداية العام الجارى 2024 وهو الذى أثر على 80%من إنتاج القهوة في البلاد، مما يؤدى إلى زيادة في الأسعار بشكل مستمر، وطالب منتجى البن في البلاد، الرئيس لوبيز أوبرادور، بالتوصل إلى حل وإعلان الطوارئ، حيث إن أربعة أخماس إنتاج قهوة أرابيكا وروبوستا قد تأثر بالحرارة الشديدة، حسبما قالت قناة إيه دى إن 40 المكسيكية.
وأشارت منظمة البن العالمية ICO إلى أن أسعار البن العالمية ارتفعت بنسبة 8.9% في يونيو مقارنة بالشهر السابق لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال الـ 13 عاما الماضية، وترتبط هذه الزيادة بآفاق السوق، لا سيما احتمال ضعف المحاصيل في فيتنام وإندونيسيا خلال عام القهوة 2024/2025، في حين قد يكون المحصول الجيد في البرازيل أقل من المتوقع، من بين عوامل أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة