فترة ترقب نتيجة الثانوية العامة تكون عادة مشحونة بالقلق والتوتر للطلاب والأسر بأكملها. وتسود ثقافة مغلوطة تضع كليات القمة على قمة الأولويات، ما يخلق حالة من التوتر والتركيز على تحقيق أحلام وطموحات الأهل بدلاً من التركيز على التعلم ذاته.
هذا الضغط قد يؤدى فى بعض الأحيان إلى مشاعر اليأس والانتحار بين الطلاب الذين لم يتمكنوا من تحقيق النتائج المرجوة، لذا، يجب على الأسر تبنى أساليب دعم صحيحة فى حال لم يحصل أبناؤهم على درجات عالية، ويساعدونهم على أن يروا الطرق البديلة لتحقيق أحلامهم فلا يجعلونها نهاية العالم بالنسبة لأبنائهم. وهذا يتطلب استعدادًا وتأهيلاً نفسيًا للأبناء ليس فقط بعد ظهور النتيجة وإنما من قبلها، لذلك نقدم فى هذا الملف روشتة للأهالى للتعامل الصحيح مع الأبناء وتهيئتهم نفسيًا لاستقبال النتيجة.
طلاب الثانوية العامة
ساعد ابنك ما تكسروش.. روشتة نفسية وأسرية للأهالي للتعامل مع النتيجة
يقول الدكتور محمد مصطفى استشارى علم النفس لـ«اليوم السابع»: يعتقد العديد من الآباء أن تحديد هدف معين مثل دخول كلية معينة يزيد من فرص نجاح أبنائهم، إلا أن هذا الاعتقاد قد يأتى بنتائج عكسية. التركيز على النتائج بدلاً من العملية التعليمية يؤدى إلى زيادة القلق والتوتر لدى الطالب، ما يؤثر سلبًا على الأداء فى الامتحانات ويؤدى إلى نتائج غير مرغوب فيها.
ويضيف مصطفى: تلعب الأسرة دورًا حاسمًا فى تقديم الدعم للطلاب، يجب على الوالدين أن يظهروا دعمهم من خلال أفعالهم لا أقوالهم فقط، وأن يكونوا موجودين بجانب أبنائهم بغض النظر عن النتائج.
ويقدم استشارى علم النفس عدة نصائح للأهالى للتعامل مع الأبناء عند ظهور النتيجة:
تجنب النقد السلبى
عندما يواجه الأبناء نتائج غير مرغوبة، يكون النقد السلبى مؤذيًا وقد يفاقم من حالتهم النفسية، فيجب على الأسر التركيز على التشجيع والدعم المعنوى بدلاً من الانتقاد، وتوجيههم لرؤية الجوانب الإيجابية واستخلاص الدروس من التجربة.
كيفية التعامل مع الفشل
الفشل يعتبر جزءًا أساسيًا من الحياة والتعلم، ويجب على الوالدين تعليم أبنائهم كيفية التعامل مع الفشل وتقديم نصائح حول كيفية مواجهة المشاعر السلبية، هذا يساعد فى تعزيز مهاراتهم الحياتية ويشجعهم على الاستمرار فى المحاولة.
وتجنب النقد السلبى والاهتمام بالتشجيع يعزز ثقة الأبناء بأنفسهم، فالتحدث معهم عن الفرص المتاحة وذكر نقاط قوتهم وإنجازاتهم السابقة يساعدهم فى تجاوز الصعوبات وتعزيز روح التفاؤل لديهم.
الحب غير المشروط
الحب غير المشروط هو أحد أهم أساليب الدعم النفسى، ويجب على الوالدين التأكيد على أن حبهم لأبنائهم لا يعتمد على تحقيق نتائج معينة، بل هو حب دائم وغير مشروط، كلمات مثل «أحبك لأنك ابنى» و«مهما كانت النتيجة، لن تتغير قيمتك عندى» يمكن أن تكون مصدر أمل وتحفيز قوى للأبناء لمواصلة التقدم.
فيما أكدت الاستشارى الأسرى شيماء العراقى لـ«اليوم السابع» أن ظهور نتيجة الثانوية العامة يمكن أن تكون تجربة مليئة بالتحديات لكل من الطلاب وأسرهم، ومن المهم أن يتبع أولياء الأمور استراتيجيات فعالة للتعامل مع النتائج بطريقة إيجابية وبناءة.
وقدمت عدة نصائح حول كيفية التعامل مع نتائج الثانوية العامة، خاصة فى حالة عدم تحقيق الأهداف المرسومة كالتالى:
فهم المشاعر وتقبل النتيجة
تقول الاستشارى الأسرى: «عند ظهور نتيجة الثانوية العامة، يواجه الكثير من أولياء الأمور صدمة عندما لا يحقق أبناؤهم درجات تؤهلهم للالتحاق بكليات القمة التى كانوا يحلمون بها، هذه المشاعر من الإحباط وخيبة الأمل تأتى بعد فترة من الضغوط النفسية والجسدية والمالية، وقد تؤدى فى بعض الحالات إلى نتائج خطيرة مثل حالات الانتحار التى شهدناها فى السنوات السابقة، من المهم أن يدرك الآباء أن قدرات أبنائهم ليست متساوية، وأن كل طالب له إمكانياته الخاصة، المقارنة بين الأبناء والأصدقاء أو الإخوة قد تكون غير عادلة، ويجب أن نكون واقعيين فى تقييم نتائج أبنائنا».
وتتابع الاستشارى الأسرى: «عند التعامل مع نتائج الثانوية العامة، من الضرورى أن يتحلى الآباء بالهدوء وأن يتجنبوا الوقوع فى أزمات مع أبنائهم، يجب تقبل النتيجة بصدر رحب، وعدم المقارنة بين نتائج أبنائهم ونتائج زملائهم، التعامل الإيجابى مع النتيجة، حتى وإن لم تكن كما كان يأمل الآباء، هو السبيل الأفضل لتقديم الدعم النفسى الفعّال للطلاب».
تجنب العنف اللفظى والجسدى
وتشدد شيماء على أهمية تجنب استخدام العنف اللفظى أو الجسدى، وعدم التسبب فى أى إهانة أو تشويه نفسى لقدرات الطالب، فمن الضرورى أن يقدم الآباء الدعم النفسى لأبنائهم، خاصة فى حالات الإخفاق، حتى لا يتعرضوا للانهيار أو الاكتئاب، الصبر والرضا بالأمر الواقع يمكن أن يساعدا الطالب فى التغلب على الصعوبات ومواصلة مسيرته بسلام.
البحث عن بدائل مناسبة
وتضيف الاستشارى الأسرى: «من المهم أن يبحث الآباء مع أبنائهم عن بدائل مناسبة للنتيجة التى حصلوا عليها، بدلاً من الضغط على الطلاب لدخول كليات لا تتناسب مع ميولهم ورغباتهم، ويجب على الآباء مناقشة الخيارات المتاحة بناءً على قدرات الطالب والمجموع الذى حصل عليه، والتأهيل النفسى للقبول بالجامعة المناسبة والتفكير فى مسارات بديلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابى على مستقبل الطلاب».
وتختتم شيماء: «التفكير فى المدى الطويل والنظر إلى أن هذه المرحلة ليست نهاية المطاف، بل هى خطوة فى طريق النجاح، يساعد الطلاب على رؤية الفرص الجديدة والتعامل مع الوضع بشكل أفضل».
مش آخر الدنيا.. تعمل إيه لو لحقتش كلية الأحلام؟
قدمت ريهام عبدالرحمن، أخصائى الإرشاد النفسى والأسرى والتربوى، عدة نصائح للطلاب الذين لن يتمكنوا من الالتحاق بكليات الأحلام كاالتالى.
المرونة النفسية
المرونة النفسية مهارة حياتية تساعد على التكيف مع الظروف الحالية، هذه المهارة تُمكن الفرد من مواجهة التحديات بروح مملوءة بالتفاؤل والأمل وحسن الظن بالله، مما يزيد من قدرته على الصمود وتقبل الأقدار.
وضع البدائل
لتجنب الضغط النفسي، يجب على الطالب وضع بدائل للكليات التى يرغب فى الالتحاق بها، بناءً على متطلبات سوق العمل، وتحديد أهداف بديلة يساعد الطالب على التعامل بمرونة وثقة، ويقلل من شعور الإحباط.
تجنب لوم الذات
العديد من الطلاب يقعون فى ممارسات سلبية تؤدى إلى الإحباط والتشتت، مثل لوم الذات والندم على الماضي. من الأفضل التركيز على الحاضر والبحث عن الحلول بدلاً من التفكير فى المشكلة، فالماضى لن يعود، ولكن يمكننا التعلم منه والمضى قدماً.
معرفة الذات
كما يقول الحكيم الصينى لاو تسو: «معرفة الآخرين ذكاء ومعرفة النفس حكمة»، معرفة الطالب لنفسه، وما يناسبه من مواد دراسية وكليات، يعزز انسجامه النفسى وتوافقه مع سوق العمل.
نتيجة الثانوية العامة
قواعد إتيكيت مهمة لازم تراعيها يوم نتيجة الثانوية العامة
من الوارد أن تضم المنطقة أو الشارع أو العمارة الواحدة العديد من طلاب الثانوية العامة فى المرحلة نفسها، وكذلك الأسر الكبيرة، وفى يوم الثانوية العامة يحرص الجميع من الأهالى والأقارب على الاطمئنان على نتيجة من يعرفونه من الطلاب، للتهنئة والمساندة والاطمئنان، ولكن وسط التهانى والأسئلة يحدث بعض التصرفات المزعجة التى تؤثر بالسلب على الأسر والطلاب، وتحتاج بعض السلوكيات إلى تقويم فى هذا اليوم، وتشير هالة العزب خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية إلى أهم قواعد الإتيكيت التى يجب مراعاتها فى هذا اليوم.
لا للمقارنة
تجنبوا تمامًا مقارنة ابنكم بالآخرين، سواء كانوا من الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء الفصل، سواء أمام الابن الذى يمكن أن تشعره المقارنة بالنقص وتولد مشاعر سلبية تجاه نفسه وتجاه من حوله، أو أمام الآخرين الذين قد تشعرهم المقارنة بمشاعر سلبية تجاه نتيجة أبنائهم.
مراعاة مشاعر الآخرين
فى حالة وجود قريب أو صديق أو جار لم يحصل على درجات عالية، يجب مراعاة مشاعره، تجنبوا التوسع فى الاحتفال وإظهار الفرحة بشكل مبالغ فيه.
الكثير من الناس يسببون ضغطًا على الأسر دون أن يشعروا بالسؤال المتكرر والملح على النتيجة حتى لو حاول الأهل إخفائها أو عدم التحدث عنها، يجب الاكتفاء بالسؤال مرة واحدة وإذا جاء الرد محايدًا لا يكشف عن النتيجة الدقيقة فلا يجب الضغط أبدًا على الأهل لإعلان النتيجة.
اليوم السابع