مأزق لبنان متعدد الأوجه؛ فمن الجهة الاقتصادية هو يحمل على كاهله تبعات سنوات من السياسات الاقتصادية غير الصائبة ، إضافته للحروب والصراعات التي استنزفت موارده، ومن الناحية السياسية هو يقع تحت العديد من الضغوط الدولية ومصالح التيارات المتناحرة ، ثم تأتى الجهة العسكرية ، فنجد الميدان الجنوبى قد اشتعل بلهيب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة فانتقلت عبر الحدود الشمالية الإسرائيلية لتصبح صراعا داميا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي ، مع توقعات متباينة بإمكانية تحولها إلى حرب شاملة في بلاد الأرز.
وهو ما خرج نبيه برى رئيس البرلمان اللبناني لينفيه، مستبعدا هذا الاحتمال ، مشددا في الوقت نفسه، على ضرورة الإسراع بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، معتبرا أن وقف الحرب بشكل دائم هو المدخل لنزع فتيل التوتر في المنطقة، حيث إن حرب غزة لها تداعيات خطيرة تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، وفق تصريحات برى.
وقال برى: إن الرهان على نتائجها لن يغير في واقع الأمور على مستوى المنطقة، فسياسة الادارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ثابتة سواء مع الديموقراطيين أم الجمهوريين.
وأكد أن لبنان لا يحتاج إلى اتفاقات جديدة لعودة الهدوء والاستقرار في المنطقة الحدودية، لافتا إلى أن هناك قرارا صادرا عن مجلس الأمن رقم 1701، ولبنان ملتزم بكل بنوده، وعلى المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل للكف عن خرقها وانتهاكها لبنود هذا القرار .
وتطرق بري إلى الأزمة السياسية الراهنة في لبنان والناشئة عن استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية والفشل في انجاز هذا الاستحقاق"، وقال: "اعطوني عشرة أيام من الحوار بين الكتل النيابية كافة، وخذوا إنجازا لهذا الاستحقاق.
وأكد أن الحوار بين الكتل هو من أجل التوصل الى اتفاق إما على مرشح، أو اثنين، أو ثلاثة أو أربعة مرشحين سيتم التوافق عليهم خلال سبعة او عشرة أيام من أجل الذهاب إلى قاعة المجلس النيابي وانجاز الانتخابات بنصاب نيابي دستوري ووطني.
وأكد بري وجوب تطبيق ما لم يطبق من بنود في إتفاق الطائف وإنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كل الطوائف والانتقال إلى المدنية فهي مستقبل لبنان.
القرار 1701
ومن جانبه، شدد وزير الخارجية بو حبيب أيضا على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة وفي جنوب لبنان، معتبرا أن تنفيذ القرار 1701 بالكامل أحد الشروط المهمة لإساء السام جنوبا،
وحذر بو حبيب من العواقب الكارثية جراء التصعيد الإسرائيلي في لبنان، أو أي اجتياح إسرائيلي للبنان، ما من شأنه توسعة رقعة الحرب لتحولها إلى حرب إقليمية.
وأوضح أن هناك مساعي وجهود لوسطاء دوليين في هذا الصدد، ولبنان يبدى التزاما بالمبادرات التى تهدف إلى خفض التصعيد، وتعزيز الأمن والسلم الإقليمين.
تصعيد ميدانى
وعلى الأرض تتصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله، وفى آخر التطورات أطلق الحزب نحو 70 صاروخا على إسرائيل، فيما يتواصل القصف المدفعى الإسرائيلى على أطراف بلدة حولا ـ وادى الدلافة كما يستهدف القصف الدفعى والفسفورى على بلدة حرش مركبا جنوبى لبنان .
دعم الجيش اللبنانى
فى ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية اتى يعانى منها لبنان، يجد الجيش صعوبات عدة فى تمويله وهو ضمانة حماية سيادة الدولة وأمنها، وقد تعهد الاتحاد الأوربى بتقديم دعم بقيمة 15 مليون يورو للجيش .
وفى هذا السياق، أشار وير خارجية المجر ـ التى تترأس الاتحاد الأوربى حتى نهاية العام الجارى ـ إلى أن يمكن للبنان أن يعول على الدعم المجري في المحافل الأوروبية، وأن المجر ستسرع تحويل مبلغ 15 مليون يورو من قبل الاتحاد الأوروبي للبنان، لتمويل احتياجات الجيش اللوجستية والصحية.
