يحتفل اليوم التليفزيون المصري بعيد ميلاده، حيث بدأ البث الأول لإرساله في 21 يوليو عام 1960، وعلى مدار تاريخه قدم برامج رائعة وعظيمة، وهنا سأتحدث عن برنامج من أمتع وأجمل البرامج، وهو برنامج "يا تليفزيون يا"، والذي كان يقدمه الفنان رمسيس زخاري وظل يقدمه لأكثر من 20 عامًا، هذا البرنامج حقق نجاحًا كبيرًا، لدرجة أن النجوم الكبار كانوا يسعون للظهور به لما يقدمه من قيمة ثقافية ومتعة وترفيه، وبالفعل كان هذا البرنامج يحمل قيما جمالية كثيرة.
برنامج " يا تليفزيون يا" حقق نجاحًا مدويًا وكانت مصر بالكامل تشاهده بعد فطار رمضان، وكان الرئيس الراحل محمد حسني مبارك يشاهده بشكل منتظم، وهو من اقترح على صناع البرنامج أن يتوسعوا في استضافة علماء ومثقفين ومشاهير في مجالات أخرى غير الفن، لرفع الوعي لدى المواطن.
عرضت أولى حلقات هذا البرنامج عام 1984، وكانت مع الفنان محمد ثروت، وقد حققت نجاحًا مدويًا وقتها، وهو ما شجع النجوم على قبول الظهور في البرنامج، وعلى مدار 20 عامًا استضاف عشرات النجوم والنجمات كان أشهرهم فاتن حمامة ونور الشريف وعادل إمام ومحمود عبد العزيز ومديحة يسري وتحية كاريوكا وسهير البابلي وفؤاد المهندس وصباح، وسمير غانم.
في حديث من قبل للفنان رمسيس زخاري في التليفزيون المصري قال إن أجره بدأ في هذا البرنامج بـ 300 جنيه في الحلقة ووصل إلى 1000 جنيه فيما بعد وظل يقدمه لأكثر من 20 عامًا، يستضيف المشاهير يحاورهم وأثناء الحوار يرسم صورة لهم، ويطلب منهم إبداء رأيهم في الصورة، ويتحدثون عن حياتهم الشخصية، ويكشفون الأسرار والجوانب التي لا يعرفها الجمهور عنهم من قبل.
رمسيس كان يتمتع بعدة مواهب فهو رسام كاريكاتير، ويجيد محاورة الفنانين والمشاهير، وكان يمتلك أيضًا موهبة التمثيل وشارك في عدة أفلام سينمائية، وفي رأيي أن سبب نجاح برنامجه يعود لكونه فنانا خفيف الظل وكان يجلس مع ضيوفه من كبار النجوم جلسة حميمية كأصدقاء يرسمهم ويحاورهم.
جدير بالذكر أن عام 1984 كانت بداية هذا البرنامج عندما طلبت الإعلامية الكبيرة سامية صادق رئيس التليفزيون وقتها من الفنان رمسيس زخاري، تقديم برنامجًا يدمج الحوار بالكاريكاتير، واقترحت تسميته "مع رمسيس"، لكن رمسيس طلب أن يحتفظ باسم "يا تليفزيون يا" وهو نفس الاسم الخاص بالصفحتين اللتين كان يرسمهما في مجلة الإذاعة والتليفزيون.