هزموا الفقر والحاجة.. نجع عون بالبحيرة تنتج طعامها وملبسها و95% من سكانها خارج حسابات البطالة.. أهالى القرية: 11 ورشة لإنتاج السجاد اليدوى وأعمال النجارة ونستخدم أحدث تكنولوجيا لزراعة الأسطح.. صور

الخميس، 25 يوليو 2024 05:58 م
هزموا الفقر والحاجة.. نجع عون بالبحيرة تنتج طعامها وملبسها و95% من سكانها خارج حسابات البطالة.. أهالى القرية: 11 ورشة لإنتاج السجاد اليدوى وأعمال النجارة ونستخدم أحدث تكنولوجيا لزراعة الأسطح.. صور اليوم السايع داخل ورشة لإنتاج السجاد اليدوي
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أكلنا ولبسنا من صنع إيدينا " هذا هو شعار سكان نجع الشيخ عون إحدى قرى مركز كفر الدوار التي تقع على الحدود بين محافظتى البحيرة والإسكندرية وربما كانت الأخيرة هي الأقرب لها من حيث المسافة ، تلك القرية نموذجاً فريداً في التحدى والإصرار فمن الفقر والبطالة منذ سنوات ليست بعيدة إلى الإنتاج والنجاح حالياً، حيث تعد من أشهر القرى المنتجة على مستوى المحافظة فلا يوجد بها بطالة، و توفر المئات من فرص العمل لأبنائها من خلال المشروعات التي تمت إقامتها، مثل زراعة الأسطح بالخضروات والفاكهة "الهيدروبونيك"، وصناعة السجاد والكليم اليدوى والملابس وإنتاج الحرير الطبيعى.

سمى نجع عون بهذا الاسم نسبة إلى شيخ كبير كان يعيش في المكان اسمه عون، وحكاية نجاح النجع باختصار أن مشاكله يتم حلها بداخله عرفياً، فلا يعرفون الطريق إلى أقسام الشرطة إلا لاستخراج أوراق رسمية، أما مشاكله الاقتصادية فقد تم تصنيفهم ضمن القرى الأكثر فقراً بسبب عدة عوامل، منها أنه كان من الصعب عليهم الخروج والعمل خارج القرية لانعزالهم بسبب صعوبة الطريق، لكن منذ سنوات كان يأتيهم "أهل الخير" من محافظة الإسكندرية لمساعدتهم وتوزيع "شنط يوجد فيها مواد غذائية وبطاطين" ووقتها قرروا ألا يكونوا عالة على المجتمع، خاصة أنها منطقة ريفية، لذلك كان القرار بالخروج من دائرة الفقر إلى الإنتاج، حيث طلبوا من أهل الخير ماكينتين للخياطة تطبيقاً رافعين شعار "لا تعطني سمكة، بل علمنى كيف أصطاد"، وبالفعل تواصلوا مع مصانع في محافظة الإسكندرية وأصبحوا يقومون بتقفيل الملابس، ثم التوسع والخروج إلى القاهرة والإسكندرية.

ويفتخر أهل النجع بالتقدم الذى وصلوا إليه حالياً فقد تغيرت ثقافتهم بشكل كبير في ارتداء الملابس والطعام ومنازلهم والقضاء على البطالة بنسبة 95%، وما يزيد من فخرهم أنه لا يوجد لديهم مقهى واحد، لأنهم يمتلكون 11 ورشة، وأصبحوا أصحاب حرفة، ويقومون بتصدير عمالة، وهدفهم نشر الفكرة فى جميع المحافظات .

كما تم إنشاء ورش لتصنيع السجاد والمشغولات اليدوية الكروشيه، وورش لتعليم النجارة وتركيب البلاط، وتدريب السيدات في القرية على زراعة أسطح المنازل "الهيدروبونيك" بالاستعانة ببعض المتخصصين من المهندسين الزراعيين حتى أصبح عدد كبير من سكان القرية يقوم بزراعة الأسطح بالطرق التكنولوجية الحديثة التي توفر المياه وتحقق الاكتفاء الذاتي من الخضروات " الأورجانيك" الخالية من المبيدات والمخصبات الكيماوية، وأيضاً شتلات لبعض الخضر، وإنتاج الحرير الطبيعى من دودة القز من خلال حضانة لدودة القز، ومنحل إلى جانب تفريخ الدواجن، وحضانة شعير مستنبت للإنتاج الحيوانى.

زراعة الأسطح
ورغم أن سكان الدلتا لا يعرفون طرق الزراعة الحديثة فهم فقط يعرفون الطرق التقليدية التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، إلا أن الزراعة بدون تربة " الهيدروبونيك " لاقت نجاحاً كبيراً حيث تم زراعة الأسطح من خلال إقامة مواسير بلاستيكية بأطوال مختلفة ووضع أكواب بلاستيكية بداخلها النبتة داخل هذه المواسير، وهذه الطريقة موفرة للمياه وتعطى إنتاجية أعلى من الطرق القديمة، بالإضافة إلى أنها مربحة ولها سوق خاص بها لا يعرفه إلا صفوة المجتمع، الذين يرغبون في تناول أغذية خالية من "المبيدات".

بدأ مشروع إنتاج الخضر بتكلفة 1500 جنيه منذ نحو 9 سنوات، وبعدها تم التوسع في هذه النوعية من المشروعات، وإقامة عدد من الوحدات وإنتاج خضروات متنوعة مثل "الفول الحراتى، الطماطم، الجرجير، الخس، الفجل، الباذنجان، الكابوتشى، الفراولة.


سعر متر السجاد 3500 جنيه


وداخل مشغل يضم عدداً من الفصول تجد الأنامل الذهبية لفتيات وسيدات القرية تبدع في الخروج بإنتاج يستحق المنافسة وبسعر التكلفة، حيث بلغ سعر أغلى سجادة تم تصنيعها 21 ألف جنيه، وسعر المتر 3500 جنيه، وتأخذ الفتاة فترة طويلة لإنجازها قد تصل إلى 3 أشهر، حيث تقوم الفتاة الواحدة بإنتاج 4 آلاف عقدة و15 خط في اليوم، ويتم عمل علامة في السجادة نهاية اليوم .


تقول إحدى الفتيات التى تعمل فى مشغل السجاد إنه قبل البدء فى التصنيع يأتي العميل بصورة للسجادة، وبعدها تذهب للرسام، ثم تأتى إليهم  لتقسيمها عليهم قبل البدء في صناعة السجادة، موضحة أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق فهو يحتاج إلى دقة وتركيز.


إنتاج الحرير من دودة القز


ويتم إنتاج الحرير داخل القرية من خلال تربية دودة القز، واستخدامه فى صناعة السجاد، وتم زراعة أشجار التوت التي تتغذى عليها دودة القز، وإنشاء معامل لتربية الدود، للاعتماد عليه فى إنتاج الخيوط، وتغذية المشغل.


ومن السجاد إلى الكليم، تجد الفتيات فى أعمار سنية مختلفة يقمن بنسج الأكلمة بألوان بديعة، تجعلها تنافس غيرها فى أكبر المصانع التى تنتج هذه الصناعة، وتستغرق هذه المهمة وقتًا طويلًا، وتحتاج إلى مجهود كبير.

 

وفى مشغل الكروشيه والتاتينج تدخل الفتيات في منافسة لإنتاج قطع مميزة تستحق المجهود المبذول فيها وبأسعار مميزة جداً نظراً لأن التسويق مازال محدوداً لديهم فهم يشاركون فى معارض بمحافظات البحيرة والإسكندرية، علمًا بأن بعضهن تبدأ عملها خلال أيام الدراسة بعد انتهاء اليوم الدراسى، لينقسم اليوم إلى تعليم وصناعة.


دبغ الجلود


كما يتم دبغ جلود الحيوانات وتصنيعها داخل القرية و تحويل جلد الحيوان بعد سلخه إلى المنتج المفيد الجلد لحفظه من التعفن واعطائه مرونة ومتانة و الماشية المصدر الرئيسي لدبغ الجلود.

وخلال جولة "اليوم السابع " داخل نجع عون تحدثت إحدى السيدات قائلة: "نحن نعمل من أجل أسرنا وزيادة الدخل، وكنا في السابق معدومي الدخل، ونحصل على المساعدات لكن بعد إنشاء المشروعات داخل القرية، والآن أصبح لدينا دخل ثابت، ونقوم حالياً بتعليم أبنائنا الحرف اليدوية بعد انتهاء اليوم الدراسي، ويتم مساعدة الفتيات بإقامة مشروعات خاصة بهن عند الزواج، لمساعدتهن على إعانة الأسرة في بداية الأمر".

اليوم السايع داخل ورشة لإنتاج السجاد اليدوي
اليوم السايع داخل ورشة لإنتاج السجاد اليدوي


 

أحدث-نظم-الزراعة-الحديثة-على-الأسطح
أحدث-نظم-الزراعة-الحديثة-على-الأسطح

 

أحذية-تم-تصنيعها-فى-نجع-الشيخ-عون
أحذية-تم-تصنيعها-فى-نجع-الشيخ-عون

 

زراعة-الخضر-على-الأسطح-بنظام-الهيدوربونيك
زراعة-الخضر-على-الأسطح-بنظام-الهيدوربونيك

 

صناعة-الأحذية-بنجع-الشيخ-عون
صناعة-الأحذية-بنجع-الشيخ-عون

 

ورشة-النجارة-فى-نجع-الشيخ-عون
ورشة-النجارة-فى-نجع-الشيخ-عون

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة