شهدت مدينة كسلا السودانية، هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة أغرقت مراكز إيواء النازحين، وغمرت الأمطار الشوارع في أحياء المدينة بالكامل، متجاوزةً الطاقة الاستيعابية لشبكة تصريف المياه، مما تسبب في دخول المياه إلى المنازل.
وبحسب صحيفة تريبون سودان، يعاني النازحون في مراكز الإيواء والقاطنون في الخيام من أوضاع مأساوية نتيجة محاصرة المياه لخيامهم.
وقد شهد نهر القاش الموسمي تدفق كميات كبيرة من المياه منذ بداية الخريف، مما أدى إلى كسور في جسور الحماية بمنطقة جسر الصعايدة، ووصول المياه إلى مدينة أروما واجتياحها لعدد من أحياء المدينة.
كما شهد نهر القاش تدفق كميات كبيرة من المياه، فيما حذرت إدارة الدفاع المدني السودانية المواطنين القاطنين على ضفاف النهر من أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري المياه.
وكشفت حركة تحرير السودان عن تدمير الأمطار الغزيرة التي هطلت في الفاشر لعدد من منازل سكان مخيم زمزم المكتظ بالنازحين.
وأوضحت أن النازحين فى السودان يواجهون كارثة إنسانية حقيقية في ظل انعدام الغذاء والدواء والإيواء واستمرار المعارك.
وناشدت الضمير الإنساني الوطني والعالمي بالتحرك العاجل لإنقاذ الضحايا الذين ظلوا مشردين منذ العام 2003، ودعا أطراف الصراع إلى مراعاة الظروف الإنسانية الحرجة التي يعيشها الأبرياء وإعلان وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لعبور الإغاثة عبر المنظمات الدولية العاملة.
وعلى الصعيد الميدانى، لاتزال المعارك مستمرة بين طرفى النزاع، فقد شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، غارات عنيفة على عدد من المواقع في مدن الخرطوم،بينما استهدفت مدفعية الدعم السريع محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة بولاية شمال دارفور.
ونقل شهود عيان أن الطيران الحربي هاجم في مواقع يُعتقد بتمركز قوات الدعم السريع فيها بكل من الخرطوم وبحري وشرق النيل وغرب أمدرمان.
ويعد السوق أحد مناطق تجميع مقاتلي الدعم السريع الذين يصلون إلى أمدرمان من غرب السودان.
وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واصلت قوات الدعم السريع استهداف مواقع متفرقة في المدينة عن طريق المدفعية الثقيلة.
وقال شهود عيان إن القوات قصفت مواقع قريبة من قيادة الفرقة السادسة مشاة، علاوة على الأحياء الجنوبية والشمالية ووسط مدينة الفاشر مما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين.
وفى مدينة سنار، قال ناشطون إن قوات الدعم السريع استباحت نحو ست قرى في الريف الجنوبي الشرقي لسنار، وارتكبت انتهاكات واسعة طالت آلاف المدنيين وأجبرتهم على الفرار.
وقال بيان أصدره تجمع شباب سنار، إن قوات الدعم السريع تمددت في قرى جنوب شرق سنار كالسرطان في الجسد، ويمارسون هوايتهم المفضلة من انتهاكات ونهب وتنكيل بالمواطنين العزل.
وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع استباحت قرى التريرات الكوفة، إبراهيم جانقوه، كوع النحل، تريرة مدني، الخليج، قلاديمة”، ومارست عمليات نهب واسعة طالت جميع القرى وأجبرت سكانها على الفرار.
وكانت الدعم السريع سيطرت في نهاية يونيو المنصرم على أغلب ولاية سنار، باستيلائها على منطقة جبل موية الاستراتيجية قبل أن تدخل عاصمة الولاية سنجة، مما أتاح لها التمدد نحو محليات الدندر، الدالي والمزموم، أبو حجار، السوكي، فيما لم يتبقَ للجيش سوى مدينة سنار.
ومن المتوقع أن تشهد سنار خلال الأيام المقبلة معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل استمرار قوات الدعم السريع في حشد المقاتلين بأربع محاور وهي جبل موية من الغرب، والنورانية من الجنوب، والسوكي من الشرق، ومصنع السكر من الشمال.