تجرى إسبانيا العديد من مشاريع توليد الكهرباء من الهيدروجين وذلك من أجل إزالة الكربون من صناعة الطاقة بأكملها ولكن هذه المشاريع ستتوقف بسبب الجفاف الذى يهدد البلاد، حيث أن إنتاج الهيدروجين قد يسبب جفافا شديدا يترك البلاد دون مياه للشرب فى القريب، وهو ما يهدد أيضا 50 % من الطاقة.
وأشارت صحيفة الإكونوميستا الإسبانية إلى أنه يتم إنتاج الهيدروجين تقليديًا من عملية إعادة تشكيل الميثان بالبخار (SMR)، والتي تستخدم الغاز الطبيعي والبخار لإنتاج غاز الهيدروجين المناسب لأنواع مختلفة من الاستخدام. إلا أن هذه الطريقة التي تعرف باسم "الهيدروجين الرمادي" تطلق كمية كبيرة من الغازات الدفيئة وتعتمد على الوقود الأحفوري.
ولهذا السبب، استثمرت إسبانيا، في السنوات الأخيرة، في مشاريع مختلفة للهيدروجين الأخضر والأزرق، والتي تتيح الحصول على غاز الهيدروجين عالي النقاء دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون ودون الحاجة إلى استيراد الغاز الطبيعي. يأتي الهيدروجين الأزرق من مصادر طبيعية، بينما يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال طرق مثل التحليل الكهربائي.
وعلى الرغم من أن مشاريع الطاقة النظيفة ستتمتع بتوافر واسع النطاق للكهرباء الخالية من الانبعاثات، إلا أنها تتطلب حجمًا يبلغ 150 مليون متر مكعب من المياه العذبة و132 مليون متر مكعب من الاستهلاك. ومع ذلك، نظرًا لوجودها في أماكن جافة، سيكون من الضروري نقل كل هذه المياه إلى مواقع الإنتاج، مما يعني وجود مستوى كبير من التلوث.
وعلى الرغم من أن الهيدروجين الأخضر هو الوقود الأكثر كفاءة والأقل تلويثا، إلا أنه قد يواجه عقبة يمكن أن تعقد كل شيء، وهى ندرة المياه. ومن بين العشرات من مشاريع الهيدروجين الأخضر لإنتاج الطاقة التي سيتم تركيبها في إسبانيا على مدى العقدين المقبلين، سيتم وضع 40% منها في مناطق معرضة لخطر الجفاف بشكل كبير.
ويقدم الهيدروجين الأخضر وقودًا فعالًا وخفيفًا ومتجددًا يمكن استخدامه في جميع أنواع الصناعات، بدءًا من التنقل البري والبحري وحتى توليد الطاقة الكهربائية. ولإنتاجه، فإن الطريقة الأكثر كفاءة التي نعرفها هي التحليل الكهربائي، والذي يتضمن تمرير الكهرباء عبر كتل من الماء لفصل ذرات الهيدروجين وتخزينها لاستخدامها لاحقًا.
كإجراء أول، يوصي الخبراء بتعزيز استخدام مياه البحر في عملية التحليل الكهربائي، لأن هذه الطريقة من شأنها أن تنتج مياه عذبة كمنتج ثانوي ولن تؤثر على إمدادات مياه الشرب، وستتجنب مشكلة السماء مع قلة الأمطار تهدد إمدادات H2.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة