نفذ الموساد الإسرائيلى فى وقت مبكر من فجر، الأربعاء، عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية داخل مقر إقامته فى شمال طهران، حيث كان فى زيارة للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، فى عملية نوعية جديدة تدخل ضمن حروب الظل وقوائم الاغتيالات بين طهران وتل أبيب.
الرسالة الأولى
العملية حملت رسائل عديدة إلى طهران، مفادها أن إسرائيل نجحت مرارا وتكرار من اختراق قلب طهران، سواء عبر عملاءها او عبر مسيرات، وقد تمكنت من ذلك أيضا العقود الماضية من خلال شبكة جواسيس استغلتهم فى القايمك بعمليات اغتيال لعلماء نوويين وقادة بارزين، لكن العملية الأخير لاسماعيل هنية تعد استعراض عضلات لتل أبيب على كلا من حماس وطهران.
الرسالة الثانية
تسارع وتير الاغتيالات وحروب الظل فى العقود الأخيرة بين طهران وتل أبيب، وكانت أشهر هذه العمليات هى اغتيال محسن فخرى زاده، أكبر عالم نووى إيراني، فى عام 2020، وفى يونيو 2010، تم اكتشاف فيروس Stuxnet، الذي يُزعم أن إسرائيل والولايات المتحدة طوّرته، في أجهزة الكمبيوتر في محطة بوشهر للطاقة النووية. وفى أبريل 2011، اكتشفت وكالة الدفاع السيبراني الإيرانية فيروساً يُطلق عليه اسم "النجوم" مصمماً للتسلل إلى منشآتها النووية وإتلافها.
وفى 23 يوليو 2011، تم اغتيال داريوش رضائى نجاد، أستاذ الفيزياء يعمل فى منشأة أبحاث للأمن القومي،وفى مايو 2012، أعلنت إيران أن فيروساً أطلق عليه اسم Flame أصاب أجهزة الكمبيوتر الحكومية، وحاول سرقة البيانات الحكومية. واتهمت إيران نهاية العام الماضى (2 ديسمبر 2023، بقتل شخصية عسكرية رفيعة المستوى هى العميد رضا موسوى فى ضربة صاروخية خارج دمشق، ووُصِف الجنرال موسوي، وهو مستشار كبير للحرس الثوري، بأنه كان مساعداً مقرباً للجنرال سليماني، وقيل إنه ساعد فى الإشراف على شحن الأسلحة إلى حزب الله.
الرسالة الثالثة
وبحسب مراقبون تسعى تل أبيب لتكشيف الضعوط على طهران والرئيس الإصلاحي الجديد وكبح التهديدات الايرانية التى تطلقها فى ظل العدوان الإسرائيلى على غزة، والسنوات الأخيرة تغيرت قواعد الاشتباط بين الطرفين وخرجت حروب الظل إلى العلن ففى مارس 2024، استهدفت إسرائيل قنصلية طهران لدى سوريا، وقتلت ضباط عسكريين إيرانيين بينهم القيادى البارز اللواء محمد رضا زاهدي، فى توقيت بالغ الحساسية بالنسبة لإسرائيل حيث هناك جبهة أخرى فى قطاع غزة، وحرب ضروس يشنها الاحتلال منذ نحو 7 أشهر.
عملية القنصلية دفعت طهران لتغيير قواعد الاشتباك، اذ قامت بأول هجوم فى تاريخها على عمق الأراضى الإسرائيلية ومستهدفة أماكن دقيقة - بحسب بيانات الحرس الثورى الإيرانى- بصواريخ من نوع كروز وطائرات بالستية تحمل رؤوس حربية ووابل من المسيرات، وبعد ساعات أعلنت انتهاء عملية عسكرية محدودة فى تل أبيب وسط رعب إسرائيلى واحتماء مسئوليها فى ملاجئ مضادة للصواريخ. وجاء الرد الإسرائيلي ليلة الجمعة 18 أبريل بصواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية قرب أكبر قاعدة لسلاح الجو الإيراني في أصفهان وقاعدة شكاري وسط البلاد، على بعد 120 كيلومتراً من منشأة نطنز النووية الحساسة.
رسالة آخري مبطنة جائت للداخل الإسرائيلى الثائر ضد قادة الحرب فى تل أبيب، وتعد محاولة لهروب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من ضغط الشارع المتصاعد ضده، فى وقت يعرق فيه صفقة الهدنة وتبادل الأسري مع الفصائل الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة