تستمر أسعار بعض المحاصيل في الارتفاع مع نقص الإنتاج بشكل واضح ، وذلك يعود إلى تغير المناخ من ارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى نقص المياه وموجة جفاف شديدة، وتعانى العديد من الدول في أوروبا وغيرها في العالم من تلك الموجة.
القهوة
تستمر أسعار القهوة في الارتفاع حتى منتصف عام 2025 بسبب نقص الإمدادات لدى كبار المنتجين، وسيدفع المستهلكون المزيد مقابل الكافيين المهدد بالنقص عندما تدخل لوائح إزالة الغابات الجديدة حيز التنفيذ، حسبما قالت صحيفة بولسامانيا الإسبانية.
وأفادت المنظمة الدولية للقهوة (ICO)، وهي منظمة حكومية دولية تم إنشاؤها في عام 1963 بدعم من الأمم المتحدة، الشهر الماضي أن السعر المرجعى الرئيسي لسوق القهوة العالمية ـ وصل إلى أعلى مستوى له منذ 13 عامًا، بمتوسط 226.83 سنتًا، أو حوالي 2.27 دولارًا أمريكيًا للكيلو، حسبما قالت إذاعة كاراكول الكولومبية.
وقال توماس إيدلمان، وهو مزارع قهوة ونائب رئيس الجمعية التعاونية الدولية لمزارعي القهوة ، إنه على الرغم من أن طريقته في إنتاج القهوة المزروعة في الظل التي تعتبر أكثر مقاومة للجفاف، إلا أن هذا الموسم من الجفاف كان أكثر من المعتاد وهو ما يعزوه إلى المناخ، و تسبب في معاناة المحاصيل هذا العام، وقال "إذا لم يكن لديك الوقت المناسب، فلن يكون لديك الإنتاج المناسب". "ومع انخفاض العائدات، من الواضح أن تكلفة الإنتاج ترتفع."
وحذر عدد من الخبراء من الارتفاع المستمر لسعر القهوة ، وأوضح ريان ديلاني، مؤسس وكبير محللي أكاديمية تجارة القهوة، أن "القهوة سلعة معقدة للغاية. ويرجع جزء من ذلك إلى أطر العرض والطلب المتعددة التي تؤثر على السعر"، ووفقا له، لا يوجد ما يكفي من القهوة في العالم، وتغير المناخ يجبر الأسعار على الارتفاع.
يقول مايكل هوفمان، الأستاذ الفخري في كلية الزراعة وعلوم الحياة بجامعة كورنيل: "القهوة أكثر حساسية للتغيرات في درجات الحرارة من العديد من المحاصيل الأخرى"، مضيفا "تغير المناخ يزداد سوءا. تخيل طقسا أكثر قسوة وارتفاع درجات الحرارة والتأثير المباشر على الأشخاص الذين يعملون في مزارع البن".
وأضاف "كثيراً ما يقول خبراء القهوة إن البرازيل عندما تعطس فإن بقية العالم يصاب بالبرد، في إشارة إلى مكانتها باعتبارها المنتج الرائد لصنف أرابيكا، وهو نوع القهوة المتميز الذي يمثل أكثر من 60% من إجمالي إنتاج القهوة.
لذلك، عندما أدى الجفاف الشديد غير المعتاد إلى تدمير محاصيلهم في صيف عام 2021، عانى سوق القهوة من صدمة العرض الفورية، حيث وصلت العقود الآجلة للقهوة الأمريكية، التي تتبع قهوة أرابيكا، إلى مستوى مرتفع بلغ 260 سنتًا للكيلو. وفقا لديلاني، تتراوح أسعار القهوة عادة بين 100 و 140 سنتا، لكنها ظلت أعلى من هذا النطاق باستمرار على مدى السنوات الثلاث الماضية ، إلا أن تأثير الصقيع لم ينته على أرابيكا.
كما ذكرت وزارة الزراعة الأمريكية في شهر مايو أن فيتنام، المنتج الرئيسي لروبوستا، عانت لسنوات عديدة من الظروف المناخية المعاكسة التي تسببت في انخفاض مستويات التصدير بنسبة 7%. وأشارت في تقريرها السنوي لعام 2023 إلى أنها تتوقع أن تصبح هذه الظروف الجوية أكثر تواترا "بسبب تغير المناخ".
وقالت شركة لافاتزا الإيطالية لصناعة القهوة في بيان إنها رفعت الأسعار هذا العام لعدة أسباب. "إن مزيجاً من ضعف المحاصيل، وتغير المناخ، والحرب في أوكرانيا، وتدخل المضاربين ، مما خلق "عاصفة كاملة" لصناعة القهوة التي شهدت ارتفاع الأسعار بشكل كبير منذ ذلك الحين".
وقال رئيس الشركة، جوزيبي لافاتزا، في يونيو إنه يتوقع أن يرتفع سعر قهوة السوبر ماركت في المملكة المتحدة بنسبة 10% أخرى.
إيطاليا قد تخسر طبقها الرئيسى
كما يهدد الجفاف الطبق الرئيسى لإيطاليا ، وهو المعكرونة ، وذلك بسبب تأثر إنتاج القمح بالجفاف ونقص المياه مما يهدد المعكرونة ، حيث أن جزيرة صقلية ، الأكثر إنتاجا لها ، تعرضت لموجة جفاف شديدة ومكثت لمدة عام دون هطول أمطار تقريبًا، إلى جانب درجات حرارة قياسية، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الأعلاف وخاصة القمح في الجزيرة بنسبة 70% ، وفقًا لاتحاد المزارعين الرئيسي في إيطاليا، كولديريتي.
وأشارت صحيفة المساجيرو إلى أن البحيرات أصبحت شبه فارغة من المياه، وقامت السلطات المحلية بتطبيق تقنين صارم للمياه، وتتعرض قنوات المياه في صقلية لانخفاض منسوب المياه بشكل واضح بسبب درجات الحرارة المرتفعة، حتى أنها يمكن أن تفقد ما يصل إلى 60% من تدفق المياه، وفقًا لشركة المياه المحلية AICA، فبينما أصبحت الأنابيب والصنابير فارغة بسبب التقنين، تقوم السلطات المحلية بتزويد المنازل والمزارع بالصهاريج فى محاولة لإنقاذ المحاصيل.
وتعد صقلية إحدى سلال الخبز في إيطاليا، حيث تنتج وحدها 20% من القمح المستخدم في صنع المعكرونة، وتسبب الجفاف في انخفاض الإنتاج في الجزيرة بنسبة 70%، بحسب تقديرات كولديريتي. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الاعتماد على الواردات والتضخم والمزيد من المشاكل للمنتجين المحليين.
50% أقل في محصول الطماطم الإسبانية
كما تعانى إسبانيا من موجة جفاف شديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تؤثر على محصول الطماطم بشكل خاص، كما أنها تؤدى إلى مشاكل خطيرة فيما يتعلق بإمدادات المياه فى المنازل وحمامات السباحة والحدائق، وقامت جمعية سوسيداد كوبيراتيفاس لاس نيفيس، في إشبيلية، قامت بزراعة المحصول الثاني من الطماطم الشهر الماضي، وستكون ثمارها جاهزة للقطف بين سبتمبر وأكتوبر، ولكن على عكس الأعوام السابقة تمت زراعة نصف محصول الطماطم فقط.
وقالت الجمعية إنه نظرا لحالة الجفاف التى تمر بها البلاد ، لم نرغب فى المخاطرة وقررنا زراعة نصف محصول الطماطم مقارنة بالسنوات الأخرى، وقمنا بزراعة الكوسة والخيار حيث أنها خضروات تحتاج إلى كمية أقل من المياه.
وأوضحت الصحيفة أنه فى السنوات الماضية كان يتم حصاد حوالى 4 مليون كيلو جرام فى هذا الحصاد الثانى ، ولكن هذا العام سيكون الحصاد 2 مليون كيلو جرام فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الانخفاض فى الإنتاج سيؤدى إلى زيادة الطلب الموجودة فى السوق وهو ما سيؤدى إلى ارتفاع فى الأسعار، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، سيتعين استيراد المزيد من المنتجات الأجنبية التي لا تتطابق ظروفها الصحية والصحية وفحص الجودة".