نفذت إسرائيل عمليتى اغتيال في 30-31 يوليو، إحداهما في ضاحية بيروت الجنوبية بحقّ فؤاد شكر، القيادي البارز في حزب الله، وأخرى في طهران استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وتزامنت هاتان العمليتان مع تصاعد وتيرة التوترات في المنطقة، عقب مقتل اثني عشر طفلًا ومراهقًا في هجوم صاروخي يوم 27 يوليو على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل.
ووفقا لمركز أبحاث كارنيجي، فإن للحدثين تداعيات، فى مقدمتها احتمال اندلاع حربٍ إقليميةٍ حال حصل مزيدٌ من التصعيد من إيران وحلفائها من جهة، ومن إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
ووفقا للمركز الأمريكى، ليس مؤكّدًا أنّ نتنياهو سيتمكّن من دفع الولايات المتحدة إلى صراع مع طهران، ولكن قد يكفي أن يكون لدى الإيرانيين مجرّد انطباع بأن الأمريكيين يميلون بشكل حاسم نحو إسرائيل ليصبح من الأصعب في المستقبل تخفيف حدّة التوتّرات من خلال حوارٍ بين واشنطن وطهران عبر القنوات الخلفية.
ووفقا للمركز قد تكون للإسرائيليين مصلحة في قطع هذه الاتصالات وسط الاعتقاد الراسخ لدى إسرائيل ومناصريها الأشدّاء في الولايات المتحدة بأن إدارة بايدن، على غرار إدارة أوباما سابقًا، تسعى إلى تقوية إيران في الشرق الأوسط على حساب إسرائيل.
وبحسب المركز فإن الإيرانيين قد يختارون تنسيق عمليات قصفٍ متزامنةٍ ضدّ إسرائيل من خلال حلفائهم الإقليميين، ما يُحتمل أن يُلحق أضرارًا بالغة ويدفع الولايات المتحدة إلى خوض المعركة إلى جانب إسرائيل. هذا السيناريو سيكون كارثيًا، ولكنه السيناريو الذي يفضّله نتنياهو.
لهذا السبب سيكون من المرجّح أكثر أن تتجنب إيران الفخ الإسرائيلي، وترد بطريقة مدروسة أكثر. فقد تفترض أنها تطوّق إسرائيل أصلًا بالصواريخ والمسيّرات من خلال استراتيجية "وحدة الساحات"، التي تقوم على تنفيذ أعضاء محور المقاومة عملياتٍ عسكرية مشتركة ضدّ إسرائيل. فلمَ تخسر هذه الأفضلية؟
وبحسب المركز فإن الأمر الذي سيكون ضروريًا للغاية هو تدخّل إدارة بايدن على نحو أكثر حزمًا لفرض وقف إطلاق النار في غزة. فالإسرائيليون، ونتنياهو على وجه التحديد، أثبتوا خفّتَهم في اللفّ والدوران واستغلال تردّد إدارة بايدن، ولا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقّى الأسبوع الفائت استقبالًا متملّقًا من أغلبية أعضاء الكونجرس. هذا الأمر سيجعله أقلّ مَيلًا للاستماع إلى إدارةٍ أمريكيةٍ توشك على الخروج من البيت الأبيض، بغضّ النظر عمّا إذا كانت هاريس ستفوز بالانتخابات الرئاسية. ولكن خوض الحرب يتطلّب قرارًا من الطرفَين، لذا سيكون ردّ إيران أساسيًّا في سحب فتيل التفجير من المنطقة القابعة على برميل بارود.