قبل قرابة الثلاثة أشهر على انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر، اشتعلت المنافسة بين كلا من الرئيس السابق ومرشح الجمهوريين دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس، واحتلت قضايا جديدة اهتمام الناخبين لاسيما بعد تصدر أول امرأة سوداء من أصول هندية بطاقة الحزب الديمقراطي، ومن بين تلك القضايا إصلاح المحكمة العليا.
واستغل ترامب تجمع انتخابى حاشد فى ولاية جورجيا، وهى ولاية حاسمة فى الانتخابات، للهجوم على غريمته. وقال ، متحدثًا إلى أنصاره في جامعة ولاية جورجيا: "يتعين علينا أن نعمل بجد لتعريفها". ثم بدا أن الرئيس السابق تراجع عن كلامه، قائلاً: "لا أريد حتى تعريفها".
وأضاف: "أريد فقط أن أقول من هي. إنها عرض رعب. ستدمر بلدنا".
وانتقد الرئيس السابق سجلها فى سلسلة من القضايا من الاقتصاد إلى الهجرة إلى عملها كمدعية عامة. وقالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن هجماته الأخيرة على منافسته، بما في ذلك ادعائه أنها تعاني من "معدل ذكاء منخفض"، تأتي بعد أن تعهد "بإطلاق العنان للجحيم" على هاريس في منشور على الإنترنت يوم الجمعة.
وتراجع ترامب من ناحية أخرى عن مناظرة 10 سبتمبر مع هاريس على قناة ايه بى سي نيوز وبدلاً من ذلك، اقترح مناظرة في 4 سبتمبر على قناة فوكس نيوز. وقالت هاريس، التي تم إعلان فوزها بأصوات المندوبين لتصدر بطاقة الحزب الديمقراطي في نوفمبر، إنها ملتزمة بمناظرة ايه بى سى التي كان من المقرر في الأصل أن تكون بين ترامب والرئيس جو بايدن.
وكان ترامب وافق سابقًا على الظهور على قناة إيه بي سي نيوز ومناظرة جو بايدن للمرة الثانية هذا العام قبل أن ينهي الرئيس حملة إعادة انتخابه.
في بيان على منصته تروث سوشيال، قال ترامب إن هناك تضاربًا في المصالح بعد رفع دعوى تشهير ضد إيه بي سي ومضيف الشبكة جورج ستيفانوبولوس بشأن تأكيد المذيع على أن ترامب "ثبتت مسئوليته عن الاغتصاب" في قضية إي جين كارول.
وكتب ترامب: "كان من المقرر سابقًا إجراء المناظرة ضد ... بايدن على قناة ايه بي سى، ولكن تم التراجع عنها لأن بايدن لن يكون مشاركًا بعد الآن، وأنا في دعوى قضائية ضد الشبكة والمذيع ، وبالتالي هذا يخلق تضارب في المصالح".
وأضاف الرئيس الجمهوري السابق أن موقع المناظرة على قناة فوكس نيوز - التي ترحب عمومًا بالحزب الجمهوري - لم يتم تحديده. لكنه قال إن المنسقين سيكونان بريت باير ومارثا ماكالوم من قناة فوكس نيوز، وستكون القواعد مماثلة لمناظرته في 27 يونيو مع بايدن - باستثناء أنه هذه المرة سيكون هناك جمهور في الاستوديو.
لكن في بيان استشهد بتحدي ترامب السابق لمناظرة بايدن في أي وقت أو مكان، أوضحت حملة هاريس أنها لا توافق على شروط مناظرة فوكس نيوز المقترحة. ورفضت بشكل خاص استخدام تلك المناظرة لتحل محل مناظرة على ايه بى سى واتهمته بمحاولة الانسحاب من المناظرة.
وقال المتحدث باسم حملة هاريس مايكل تايلر في بيان شاركه على X المراسل السياسي لشبكة إن بي سي نيوز ياميتشي ألكيندور: "دونالد ترامب يركض خائفًا ويحاول التراجع عن المناظرة التي وافق عليها بالفعل ويركض مباشرة إلى فوكس نيوز لإنقاذه".
وفيما يتعلق بالقضايا التي تهم الناخبين، قالت صحيفة "ذا هيل" إن المحكمة العليا دائما ما تكون قضية ساخنة في السباقات الرئاسية نظرًا لسلطة الرئيس في تعيين القضاة، لكنها تكتسب أهمية إضافية هذا العام حيث أصبحت هاريس المرشحة الرئاسية الديمقراطية المحتملة بدلاً من بايدن.
وأضافت الصحيفة أن قرار بايدن بالانسحاب من السباق وتأييد هاريس كخليفة له يعني أن التذكرة الديمقراطية من المؤكد تقريبًا أن تقودها امرأة أمريكية سوداء من أصول هندية. وهذا يضفي بريقًا مختلفًا على المناقشات حول تأثير المحكمة المحافظة على قضايا مثل الإجهاض والعمل الإيجابي.
وعين الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب ثلاثة قضاة في المحكمة العليا خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، وكان الثلاثة جزءًا من الأغلبية التي ألغت قرار رو ضد وايد والذى يمنح حق الإجهاض للنساء. وسيكون الصدام في نوفمبر بين ترامب وهاريس، التي تروج لحقوق الإجهاض في حملتها، هو الأول منذ ذلك القرار.