يعيش العالم حالة من الترقب، للرد الإيرانى على حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية داخل طهران، وقبلها استهداف القيادى البارز فى حزب الله فؤاد شكر، لطالما هدد كبار قادة طهران برد قاس، بعد أن تعرضت الدولة الإيرانية لأكبر صدمة على أراضيهم، ويرى مراقبون أن طهران بحاجة الأن للخروج من الحرج واستعادة الردع مع إسرائيل.
وتتأهب إسرائيل لرد إيرانى ربما يكون بعد ساعات قليلة أو أيام، تسود حالة من الرعب بين قادة جيش الاحتلال، حيث فتحت السلطات المحلية بعدة مدن فى إسرائيل الملاجئ، على وقع تهديدات إيران بشن هجوم وشيك، حسبما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، وذكرت الصحيفة أن السلطات شرعت، فى فتح الملاجئ فى عدد من مناطق البلاد، مثل تل أبيب وشارون وروش هاعين وكريات أونو. وأوضح المصدر أن افتتاح الملاجئ يأتى استعدادا لأى سيناريو قد يحدث فى الأيام المقبلة، خاصة فى ظل التهديدات الإيرانية المتواصلة بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، حالة الاستنفار القصوى وطالب الاحتلال من المستوطنين فى المستوطنات قرب الحدود مع لبنان البقاء فى الملاجئ، بعد قصف الضاحية الجنوبية فى العاصمة اللبنانية بيروت.وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن الاستنفار على درجة كبيرة من قبل قوات الدفاع الجوى، وذلك للتصدى لصواريخ محتمل إطلاقها من حزب الله اللبنانى على المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة.
فى الوقت نفسه تتباين تقديرات التقارير الأجنبية ومراكز الأبحاث بشأن قوة الرد المحتمل، ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يكون أى انتقام إيرانى مشابهة لما حدث فى 13 أبريل عند هجوم إيران على إسرائيل، ولكن ربما يكون "الرد أوسع نطاقا"، وقد يشمل أيضا حزب الله فى لبنان، حسبما ذكر أكسيوس.
وتشعر إدارة الرئيس الأميركى، جو بايدن بـ"القلق" من أنه قد يكون من الصعب حشد نفس التحالف الدولى والإقليمى من الدول التى دافعت عن إسرائيل من الهجوم الإيرانى السابق لأن اغتيال هنية يأتى فى سياق الحرب بين الجيش الإسرائيلى وحماس، والتى أثارت مشاعر معادية لإسرائيل فى جميع أنحاء المنطقة.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهم أن القادة العسكريين الإيرانيين "يفكرون فى هجوم مشترك بطائرات مسيّرة وصواريخ"، على أهداف عسكرية فى محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب الضربات على أهداف مدنية.
صحيفة يديعوت أحرونوت فى تقرير لها نشرته السبت بعنوان "الاغتيال المزدوج ضد وكلاء إيران هو إذلال لا يستطيع آيات الله تحمله"، فإن إسرائيل مطمئنة بأن الرد الإيرانى لن يدفع المنطقة لحرب واسعة النطاق خوفًا من أن تهتز صورة النظام الإيرانى أكثر من ذلك.
مركز أبحاث كارنيجى، قال أن احتمال اندلاع حربٍ إقليميةٍ حال حصل مزيدٌ من التصعيد من إيران وحلفائها من جهة، ومن إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، وبحسب المركز فإن الإيرانيين قد يختارون تنسيق عمليات قصفٍ متزامنةٍ ضدّ إسرائيل من خلال حلفائهم الإقليميين، ما يُحتمل أن يُلحق أضرارًا بالغة ويدفع الولايات المتحدة إلى خوض المعركة إلى جانب إسرائيل. هذا السيناريو سيكون كارثيًا، ولكنه السيناريو الذى يفضّله نتنياهو.
فيما قالت مصادر استخباراتية غربية لقناة (سكاى نيوز) إنهم لديهم أدلة على أن إيران تنوى مهاجمة إسرائيل يوم "تيشا بآف" وهو عيد يهودى يبدأ فى 12 أغسطس، وينتهى اليوم التالى، بينما سيتم تنسيق الهجوم مع حزب الله، الذى يتخذ من لبنان مقراً له.
التخوف من حربا شاملة، دفع العديد من البلدان لمطالبة رعاياها لمغادرة كلا من إسرائيل ولبنان وإيران، فقد حثت فرنسا وبولندا رعاياهما على مغادرة إيران وإسرائيل ولبنان فى أسرع وقت ممكن، كما نصحت بولندا مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل وإيران، وفقا لإرشادات محدثة، وسط مخاوف من اتساع الصراع فى الشرق الأوسط.