تتعمق الأزمة السياسية التي تعيشها فنزويلا إثر الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس نيكولاس مادورو ، وخرج الالاف إلى الشوارع احتجاجا على فوز مادورو، مع مطالب دولية بنشر بيانات الانتخابات الرئاسية في ظل اتهامات بحدوث عمليات تزوير، في الوقت الذى اعترفت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل بالمنافس التابع للمعارضة إدموندو جونزاليس أورتيا ، باعتباره الفائز في الانتخابات في فنزويلا ، مما زاد من التوتر في المشهد السياسى في الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية.
وأعرب بابا الفاتيكان ، البابا فرانسيس ، عن قلقه حيال الوضع فى فنزويلا ، ودعا إلى البحث عن الحقيقة بعد إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو، كما أنه طالب جميع الأطراف بتجنب العنف، وفقا لإذاعة الفاتيكان.
وأضاف بابا الفاتيكان "أوجه نداء صادقا لجميع الأطراف للبحث عن الحقيقة والتصرف باعتدال وتجنب أي نوع من العنف وحل الخلافات من خلال الحوار والتمسك بالصالح الحقيقي للسكان وليس المصالح الحزبية"، وذلك خلال تجمع فى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.
وتشكك عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والأرجنتين والمكسيك والبرازيل وكولومبيا، في النتائج وتطالب بنشر سجلات الانتخابات.
وقال الاتحاد الأوروبى اليوم إنه لا يمكن الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا.
وبمبادرة من رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طلب زعماء إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وهولندا وبولندا من السلطات الفنزويلية "نشر جميع السجلات الانتخابية بسرعة لضمان الشفافية والنزاهة التامة للعملية الانتخابية التى جرت فى 28 يوليو الماضى، والتى أسفرت عن فوز الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو مما أدى إلى اندلاع موجة ضخمة من الاحتجاجات.
وقالت الحكومة الإيطالية فى بيان "نعرب عن قلقنا البالغ إزاء الوضع في فنزويلا بعد الانتخابات الرئاسية "، حسبما قالت وكالة أنسا الإيطالية.
وتشير المعارضة إلى أنها جمعت ونشرت أكثر من 80% من سجلات التصويت في كل مركز اقتراع، ووفقا للبيان فإن هذا التحقق ضروري للاعتراف بإرادة الشعب، وتابع البيان: "خلال هذه العملية، يجب احترام حقوق جميع الفنزويليين، وخاصة القادة السياسيين"، وأضاف: "نحن ندين بشدة أي اعتقال أو تهديد ضدهم، ويجب احترام إرادة الشعب الفنزويلي، وكذلك حقه في الاحتجاج والتجمع السلمي، وسنواصل مراقبة الوضع عن كثب مع شركائنا ودعم الدعوة إلى الديمقراطية".
وكان مادورو اتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء ما وصفه بـ "محاولة الانقلاب" فى فنزويلا على خلفية الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية فى البلاد، وقال مادورو خلال مؤتمر صحفي، إن "هذا انقلاب تديره الولايات المتحدة والفاشيون اليمينيون مثل إيلون ماسك والرئيس الأرجنتينى مايلى".
وأضاف: "إنهم يحاولون إخراج الجزء الثاني من فيلم "جوايدو" في فنزويلا"، وذلك في إشارة إلى أحداث عام 2019، حين رفضت الولايات المتحدة على خلفية الاحتجاجت ضد مادورو الاعتراف بشرعيته واعترفت برئيس البرلمان آنذاك، المعارض خوان جوايدو "رئيسا مؤقتا" لفنزويلا.
وتابع: "إنهم استخدموا الحملة الانتخابية لإنشاء قوة جديدة"، ودعا الفنزويليين "لعدم الانجرار مع الانقلاب".
وارتفع عدد الوفيات بسبب القمع الذى أعقب الانتخابات في فنزويلا إلى 22 شخصا، وخرجت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو من مخبئها، متحدية تهديد الحكومة بسجنها، لتقود احتجاجات حاشدة اعتقل فيها نحو 2000 شخص.
وكانت هذه هي المرة الأولى التى تظهر فيها ماتشادو علنا منذ الثلاثاء الماضى، وسط مظاهرات في جميع أنحاء البلاد احتجاجاً على ما يقوله زعماء المعارضة - وكذلك الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى - عن سرقة الرئيس نيكولاس مادورو لانتخابات 28 يوليو.
وأعلنت لجنة الانتخابات في فنزويلا، التي هاجمها معارضون واتهموها بأنها مؤيدة للاشتراكيين الذين يحكمون البلاد، فوز مادورو في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، وقالت الاثنين، إنه حصل على 51% من الأصوات مقارنة مع 46% لمرشح المعارضة إدموندو جونزاليس، وأكدت اللجنة نفس النتيجة.
وأثارت نتائج الانتخابات المنشورة اتهامات واسعة النطاق بالتزوير واحتجاجات، وفي وقت لاحق، شنت قوات الأمن حملة صارمة على الاحتجاجات التي وصفتها حكومة مادورو بأنها جزء من محاولة انقلاب مدعومة من الولايات المتحدة.
وقال مادورو لأنصاره خلال تجمع حاشد في كراكاس: "هذه المرة لن يكون هناك غفران" حيث قال إن نحو 2000 شخص اعتقلوا لصلتهم "بجرائم" خلال الاحتجاجات، وتعهد بتطبيق "أقصى عقوبة".
وبالإضافة إلى كراكاس، نُظمت احتجاجات في مدن أخرى، بما في ذلك فالنسيا وماراكايبو وسان كريستوبال.