تعانى معظم دول العالم من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة أدى إلى موجة الجفاف العالمي ، والتى أصبحت كارثة حقيقية تهدد العالم لتأثيرها على المحاصيل الزراعية وانخفاض خزانات المياه فى العديد من الدول، وخاصة منطقة الأمازون التى تمتلك خمس المياه العذبة في العالم.
أزمة مياه وغذاء فى رومانيا بسبب موجة الحر
تسببت موجة الحر الحالية في حدوث جفاف شديد في عدة مناطق في رومانيا، مما أدى إلى جفاف البحيرات وتدمير العديد من المحاصيل، مما أدى إلى أزمة غير مسبوقة فى البلاد ، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وفي مقاطعة جالاتي الجنوبية برومانيا، أدى نقص الأمطار لمدة ثلاثة أشهر متتالية إلى جعل بحيرة تالاباسكا على حافة الاختفاء، وأعرب السكان المحليون عن قلقهم العميق إزاء هذا الوضع المقلق، معربين عن أسفهم لغياب الأمطار لفترة طويلة.
ويحذر أحد سكان المنطقة: "ما يحدث خطير للغاية، إذا لم يتحرك أحد، ستصبح هذه البلاد صحراء قريباً جداً". ويعكس هذا البيان الخوف السائد بين السكان من تزايد التصحر.
كما ضربت الأزمة الزراعية رومانيا بشدة، حيث أنه ومن المتوقع حدوث خسائر كبيرة في محصولي الذرة وعباد الشمس، مما دفع وزير الزراعة إلى تقديم تعويضات للفلاحين المتضررين.
وتضاف هذه الأزمة الجديدة إلى الأزمة التي شهدتها بالفعل في شهر يوليو ، عندما واجه سكان عدة مناطق في رومانيا نقصًا خطيرًا في المياه، في ذلك الوقت، تم تطبيق نظام التقنين بسبب الجفاف الطويل وقلة هطول الأمطار.
ويسلط الوضع الحالي الضوء على الحاجة الملحة لتنفيذ تدابير التكيف مع تغير المناخ والإدارة المستدامة للموارد المائية في رومانيا، وتواجه السلطات والسكان التحدي المتمثل في إيجاد حلول طويلة الأجل للتخفيف من آثار الجفاف في المستقبل وحماية الزراعة وإمدادات مياه الشرب.
الأمازون
كما تواجه منطقة الأمازون جفافا خطيرا يضع الأنهار عند مستويات حرجة ويزيد من خطر الحرائق، فى الوقت التى تمتلك منطقة الأمازون خمس المياه العذبة في العالم، وتبدأ موسم الجفاف مع انخفاض مستويات العديد من أنهارها بالفعل إلى مستويات منخفضة للغاية، مما يضطر الحكومات إلى توقع تدابير طوارئ لمعالجة المشاكل التي تتراوح بين انقطاع الملاحة إلى زيادة حرائق الغابات.
وأصدرت منظمة معاهدة تعاون الأمازون، التي تضم بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور، أنه فى العام الجارى ، يواجه حوض الأمازون واحدة من أشد حالات الجفاف في السنوات الأخيرة، مع تأثيرات كبيرة على العديد من الدول الأعضاء، حتى أنه نصف منطقة الأمازون معرضة لخطر الانقراض بحلول 2050 بسبب ارتفاع إزالة الغابات وتغير المناخ.
وفي العديد من الأنهار في جنوب غرب الأمازون، بلغ منسوب المياه أدنى مستوياته المسجلة في هذا الوقت من العام. تاريخيًا، الأشهر الأكثر جفافًا هي شهري أغسطس وسبتمبر، عندما تصل الحرائق وإزالة الغابات إلى ذروتها. وفي الوقت الحالي، فإن الدول الأكثر تضرراً هي بوليفيا وبيرو والبرازيل.
وأعلنت وكالة المياه الفيدرالية البرازيلية عن نقص المياه في حوضين مهمين، ماديرا وبوروس، اللذين يغطيان مساحة تعادل مساحة المكسيك تقريبًا، و اعتمدت ولاية أمازوناس حالة الطوارئ في 20 من بلدياتها البالغ عددها 62 بلدية، والتي لا يمكن الوصول إلى معظمها إلا عن طريق الماء أو الهواء، حتى في الأوقات العادية.
وانخفض عمق نهر ماديرا، أحد أكبر روافد الأمازون وممر مائي مهم لفول الصويا والوقود، إلى أقل من ثلاثة أمتار (10 أقدام) بالقرب من بورتو فيلهو في 20 يوليو.
وفي عام 2023، حدث ذلك في 15 أغسطس. لقد أصبح الشحن محدودًا بين عشية وضحاها، ومن الممكن أن تعلق اثنتين من أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البرازيل الإنتاج، وهو أمر حدث بالفعل في العام الماضي.
مصدر قلق آخر هو الحرائق، وفي الفترة بين يناير ونهاية يوليو ، تم تسجيل حوالي 25,000 حريق، وهو أسوأ رقم في هذه الفترة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. وفي منطقة الأمازون، معظمها من صنع الإنسان وتستخدم للسيطرة على المراعي وإزالة الغابات.
وفي أكرا، تسبب الجفاف بالفعل في مشاكل نقص المياه في عدة مناطق من عاصمتها ريو برانكو. وتعتمد هذه المجتمعات الآن على صهاريج المياه، وهي مشكلة واجهتها أيضًا في العام الماضي. وبين فترتي الجفاف، عانت 19 بلدية من أصل 22 بلدية في الولاية من فيضانات خطيرة.
الجفاف يهدد السياحة فى صقلية
تعاني أجزاء من جنوب إيطاليا ودول أخرى في المنطقة من واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود، وتقول السلطات إنها تعمل على إنقاذ السياحة على الأقل، حيث أنها أصبحت تفقد الأنهار والبحيرات التى كانت من أكبر العوامل جذبا للسياح فى هذه المنطقة.
وفى الآونة الأخيرة ، فقدت صقلية عدد من السياح بسبب موجة الجفاف التى جعلت الأراضى الزراعية والبحيرات الجاذبة للسياحة تبدو وكأنها كثبان صحراوية ، حسبما قالت صحيفة الجورنال الإيطالية.
وتخشى السلطات من تعرض شريان الحياة الاقتصادي المهم للخطر بسبب التقارير التي تتحدث عن نقص المياه، وتتخذ خطوات لمحاولة حمايته.
وقال سلفاتوري كوتشينا، رئيس خدمة الحماية المدنية في صقلية: "نحن مجبرون على التضحية بالأضرار التي لحقت بالزراعة، لكن علينا أن نحاول عدم الإضرار بالسياحة، لأن الأمر سيكون أسوأ".
وفرضت صقلية قيوداً على المياه في فبراير، عندما أعلنت المنطقة حالة الطوارئ وسط موجة جفاف غير مسبوقة، وشمل هذا التقنين أكثر من مليون شخص في 93 مجتمعاً. وأصبح بعضهم يضطر إلى تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 45%.
وقال رئيس اتحاد الفنادق في صقلية، نيكولا فاروجيو، إن الفنادق ملزمة الحصول على كمية معينة من احتياطيات المياه حسب قدرتها، ما يعني أنها قد تضطر أيضاً إلى شراء المياه من البر الرئيس. لكن الفنادق الأصغر ، لا تملك في كثير من الأحيان طريقة لتخزين ما يكفي من المياه لتلبية المتطلبات.
كتالونيا
أدى توقف هطول الأمطار فى كتالونيا ووصول الحرارة الشديدة إلى إبطاء نمو الاحتياطيات فى الأشهر الأخيرة بنسبة وصلت إلى 34% ، حيث أنه طوال فصل الربيع الجوي (مارس وأبريل ومايو) لم تتوقف الأمطار والثلوج عن التساقط حيث كانت هناك حاجة ماسة إليها لملء معظم الخزانات.