وسط مساعٍ إقليمية ودولية؛ لمحاولة نزع فتيل تفجير محتمل بالمنطقة، بعد عدة رسائل من إيرن وحزب الله تؤكد تجهيزهم لرد قاسٍ على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، كان آخر تلك الرسائل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الأخير، وأضحى العالم مترقبا لتوقيت الرد وحجمه وردود الفعل الإسرائيلية المترتبة عليه وما يعنيه من مسارات تصعيدية يصعب كبح جماحها ستسيطر على لبنان والمنطقة، وإن كان الخطاب قد حمل تلميحات بأن قيادة الحزب تستبعد الحرب المفتوحة أو الشاملة.
فى الوقت نفسه، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى التصعيد والقصف على عدة بلدات فى الجنوب اللبنانى، مترافقة مع تهديد من وزير الدفاع الإسرائيلى ومسئولين آخرين بدفع لبنان أثمان باهظة .
وفى هذا السياق، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي منصة تابعة لحزب الله في منطقة سجد بجنوب لبنان، أُطلقت منها مسيرة تجاه "الجولان"، وقُتل 5 عناصر بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة ميفدون بمنطقة النبطية جنوب لبنان، من بين القتلى أمين بدر الدين، نجل شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريرى . وفق "قناة العربية " .
وبالمقابل كان حزب الله أطلق صواريخ مضادة للطائرات على مقاتلات حربية لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل أجواء جنوب لبنان، مما أجبر المقاتلات الإسرائيلية على التراجع إلى خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
بالإضافة إلى إعلان حزب الله إطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا شمالي إسرائيل، ردًا على اعتداء العدو الإسرائيلي على بلدة شمع ومقتل عدد من المدنيين.
كما أعلن حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية عدة، أبرزها ثكنة شراغا الواقعة شمال عكا بسرب من المسيرات، وأسفر هجوم حزب الله عن إصابة شخصين في إسرائيل.
مساعٍ دولية وتهديدات متبادلة
يأتي ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل وحزب الله، بالتوازى مع مساعٍ دولية لنزع فتيل التفجير بالمنطقة، حيث تتوعد إيران ووكلاؤها بالرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بضاحية بيروت الجنوبية، وهو المتهم من قبل جيش الاحتلال بالمسؤولية عن قصف صاروخي أسفر عن مقتل 12 فتى وفتاة في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية المحتلة يوم 27 يوليو الماضى؛ فيما ينفي حزب الله مسؤوليته عن الهجوم.
وتأتى مساعى وقف الحرب الشاملة، بالتوازى مع تهديدات متبادلة بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة ثانية، حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد يجر لبنان إلى دفع أثمان باهضة للغاية.
وأضاف جالانت "في الوضع الحالي، قد يجر نصر الله لبنان إلى دفع أثمان باهظة جدًا، إنهم لا يتخيلون ما يمكن أن يحدث، وأعتقد أنهم إذا التقطوا صورة لغزة فسوف يفهمون، لكن المنطق لا يتكلم دائما".
كما هدد الوزير في حكومة اليمين المتطرفة، في تصريحات سابقة، برد قوي في حال تعرض إسرائيل لأي هجوم.
بالمقابل أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن حزبه وإيران ملزمان بالرد على إسرائيل ةحمل خطاب نصرالله تهديداً كبيراً لإسرائيل مرتبطا بتدمير منشأت اقتصادية تصل تكلفتها الى أكثر من مئة مليار دولار في ساعة واحدة، وقد استغرق انشاء كل هذه المصانع والمعامل اكثر من ثلاثين عاماً، لكن اللافت في تهديد نصرالله الذي جاء ضمن خطابه الأخير أنه محصور بشمال فلسطين المحتلة، اذ لم يهدد نصرالله تل أبيب أو حيفا أو أي منشأة في العمق الإسرائيلي رغم أن الرد سيطال نقاطا في العمق وليس عند المناطق الحدودية مع لبنان، اي لن يكون في الشمال.وفق مراقبين.
وهناك سيناريوهات تقول بإن الجيش الإسرائيلي يريد التصعيد بجنوب نهر الليطاني فى جنوب لبنان فقط بهدف تحقيق مكاسب سياسية كبيرة يستفيد منها خلال المفاوضات، لكن "حزب الله" لن يقبل بهذا السيناريو لذلك فهو يقوم بتحضيرات كبيرة لحرب شاملة تحسباً من إنزلاق الأمور نحو تصعيد غير مضبوط ، حيث إن رد الحزب على أي تصعيد إسرائيلي لن يكون بسيطاً بل سيتركز على تدمير المصانع والمعامل والبنى الاقتصادية في الشامل خلال الساعة الأولى من التصعيد مع ما يعنيه ذلك من سيناريوهات تصعيدية خطيرة.