يشن الرئيس الفنزويلي ، نيكولاس مادورو ، حربا على مواقع التواصل الإجتماعى، بشكل مكثف ، منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد يوم 28 يوليو الماضى ، وبعد اندلاع موجة من الاحتجاجات بعد فوزه في الوقت الذى تقول فيه المعارضة أن مرشحها هو الفائز وأن الانتخابات تم تزوريها، وكانت آخر هذه الشبكات منصة إكس X ، وذلك بعد مشاجرة مع مالكها الملياردير إيلون ماسك.
منصة X
قال مادورو، إنه وقع قراراً يحظر الوصول إلى منصة X "إكس" للتواصل الاجتماعى فى البلاد، لمدة 10 أيام، وذلك بعد شجار مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، حيث دعا رئيس فنزويلا ، ماسك للمواجهة ، وكتب أغنى رجل في العالم "أقبل" ، لكنه طرح شرطا مفاده أنه إذا فاز الملياردير نفسه، فسيترك مادورو منصبه، وإذا فاز الرئيس، فسيتم منحه رحلة إلى المريخ ، ليرد عليه مادورو"قبِل ماسك التحدي الخاص بي.. إيلون ماسك، دعنا نفعل ذلك، لكن تعال إلى هنا، أنا هنا. إذا فزت، سأقبل عرضك بالسفر إلى المريخ، وستسافر معي".
كما كتب ماسك: "الحمار يعرف أكثر من مادورو"، وهى التدوينة التي فجرت مواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى 178 ألف إعادة تغريد ومليون إعجاب.
واتساب
كما أكد الرئيس الفنزويلي ، أن تطبيق المراسلة الفورية "واتساب"، يُستخدم في البلاد لتهديد الجيش والشرطة وقادة المجتمع، لذا طلب من جميع السكان القضاء عليه وحذفه وإخراجه من فنزويلا، حسبما قالت صحيفة آس الإسبانية.
وقال مادورو: "من خلال الواتساب يهددون الجيش الفنزويلي، وجميع الضباط، عبر الواتساب يهددون الشرطة، عبر الواتساب يهددون قادة الشارع والمجتمع، عبر الواتساب يهددون أي شخص لا يتحدث لصالحهم".
تيك توك وإنستجرام واقتراب حظرهما فى فنزويلا
كما ضم الرئيس الفنزويلى تطبيقات أخرى مثل تيك توك وإنستجرام، اللذان يدعى أنهما أيضا أدوات رئيسية لمضاعفة الكراهية فى البلاد، موضحا أن هذه التطبيقات هى وسيلة لتقسيم الفنزويليين وخلق متعصبين يهاجمون الشرطة والجيش وشعب فنزويلا.
وقال الرئيس في حدث متلفز في نهاية هذا الأسبوع إن خدمات ميتا تسعى إلى "تقسيم الفنزويليين وخلق متعصبين إرهابيين"، وأشار إلى أن مساحات التفاعل الاجتماعي هذه "أصابت بشكل صارخ" قطاعات رئيسية من المجتمع بخطاب الكراهية.
وقال مادورو "أستطيع أن أقول لأولئك الذين يديرون هذا الانقلاب الإجرامي عبر الإنترنت، من الإمبريالية في أمريكا الشمالية، إن القوات المسلحة الوطنية متماسكة وموحدة وتكافح من أجل السلام والديمقراطية والدستور وحماية الشعب".
وتم استخدام هاشتاج #venezuela على إنستجرام حوالي 97 مليون مرة في الأسبوع الماضي، وسجل الهاشتاج الموجود على تيك توك ما يقرب من 53 ألف استخدام، كما وصلت المشاركات التي تحمل الشارة إلى أكثر من 13 مليون شخص.
وأشار الرئيس إلى أنه لا يوجد في فنزويلا أي نوع من الآلية الوطنية التي تنظم استخدام الشبكات الاجتماعية. وطلب من مجلسي الدفاع والأمن إصدار سلسلة من التوصيات لوضع ضوابط في هذا الشأن. ويشعر المحللون أن هذا الطلب يمكن أن يكون خطوة مهمة لفرض رقابة على انستجرام وتيك توك Instagram وTikTok على الأقل في المستقبل القريب أيضا بعد حظر إكس X.
مادورو ومعارضته لشبكات التواصل الاجتماعي
وقد أبدى الحاكم معارضته لشبكات التواصل الاجتماعي في عدة مناسبات. خلال حفل إعادة انتخابه رئيسًا، أعلن أنه من الضروري "فتح نقاش حول التأثير المسموح به للشبكات الاجتماعية على النفس ، وعلى تعليم الأطفال، وعلى تعزيز القيم المناهضة وعلى الضرر الذي يلحق بمناخ البلاد." وأضاف "أطلب من الجمعية الوطنية فتح نقاش واسع وشامل حتى تكون فنزويلا في طليعة ما يتعلق بهذه القضية".
لقد اتُهم نظام مادورو بفرض الرقابة على وسائل الإعلام لأكثر من عقدين من الزمن. تشير منظمة اسباسيو بوبليكو Espacio Público غير الربحية إلى أنه خلال العشرين عامًا الماضية، اضطر حوالي 408 مراكز معلومات إلى إغلاق عملياتها في فنزويلا.
ويخشى الخبراء أنه مع إعادة انتخاب مادورو ، فإن الوصول المحدود إلى الإنترنت في البلاد سيكون أكثر خطورة، وتحذر تقارير مختلفة من أن "الفنزويليين يواجهون في كثير من الأحيان صعوبة في الوصول إلى شبكة الإنترنت، ويواجهون صعوبات في الحصول على معلومات موثوقة بسبب المعلومات المضللة الموالية للحكومة وحجب وسائل الإعلام المستقلة".
وحجبت إدارة مادورو ما لا يقل عن 70 موقعًا على الإنترنت في عام 2022. وكان معظمها بوابات إخبارية مستقلة، وفقًا لتقرير.