يترقب العالم ردًا إيرانيًا على اغتيال إسرائيل لـ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس داخل مقر إقامته فى العاصمة طهران، فى 31 يوليو الماضى، ووفقا لقراءة للمركز المصرى للدراسات الإستراتيجية، فقد تعالت نغمة ووتيرة التصعيد العسكرى المتبادل بين كل من إسرائيل وإيران لتأخذ منحى تصاعديا جديدا.
وبحسب المركز فإن اغتيال هنية وفؤاد شكر فى لبنان يوحى بمزيد من التصاعد فى مجال الاغتيالات السياسية والعسكرية للقيادات الايرانية داخل ايران ذاتها وقيادات وكلائها فى اراضيهم وفى إيران ايضا دون تعاملهم مع إسرائيل بالمثل.
ذلك التصعيد هو حلقة من حلقات الصراع بين إسرائيل من جهة، ومعها حليفتها المقربة وهى الولايات المتحدة وبعض دول حلف الاطلنطى (ناتو)، خاصة بريطانيا. وبين إيران من جهة أخرى، ومعها وكلاؤها فى الإقليم وهم حزب الله فى لبنان وسوريا، والحوثيون فى اليمن، والحشد الشعبى فى العراق، وحماس والجهاد فى غزة.
ويشير ميزان القوى الكمى والنوعى بين الطرفين إلى الآتى:
الجانب الإيرانى يمتلك قوة بشرية عسكرية وصاروخية أكبر، ولكنها أقل تطورا تكنولوجيا، خاصة فى التخفى ودقة إصابة الاهداف وكذلك المجال الاستخباراتى الذى انكشف باغتيال هنية وفؤاد شكر نائب قائد حزب الله، ومن قبلهما رجل ايران القوى قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى لحظة خروجه من مطار بغداد بمسيرة أقلعت من قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة، بينما كان مركز قيادة العملية فى كلورادو بالولايات المتحدة.
اسرائيل: تمتلك قوة بشرية عسكرية اقل، معظمها من قوات الاحتياط، الا انها تمتلك تكنولوجيا متقدمة فى مجالات التسلح والحرب الإلكترونية السيبرانية والاستخباراتية مع تنسيق وثيق مع الحليف والظهير الأمريكى الذى يمتلك جيشا متفوقا عددا وعدة فى جميع المجالات على المستوى العالمى بما فى ذلك اجهزة الاستخبارات، حيث يمتلك 7 اساطيل تجوب بحار ومحيطات العالم، ومنها الاسطول السادس فى البحر المتوسط على مقربة من سواحل اسرائيل. والخامس فى الخليج العربى والبحر الأحمر على مقربة من جنوب اسرائيل. وتشمل الأساطيل الامريكية 19 حاملة طائرات عادية ومروحية، بينما لا تتجاوز أى من الدول الكبرى الاخرى عدد اصابع اليد الواحدة من حاملات الطائرات.
ويتضح حجم الدعم الضخم الذى تحوزه اسرائيل عسكريا بالتوازى مع الدعم السياسى والاقتصادى المباشر والمطلق.
ولمحاولة استشراف الموقف المستقبلى الإستراتيجى لتصاعد الصراع يمكن قراءة السيناريوهات الأكثر احتمالا للطرفين المتصارعين سواء لإيران او إسرائيل وحلفائهما كالآتى:
إيران: تركز على أن الاغتيال تم من داخل اراضيها ومن عاصمتها بل ومن داخل دار ضيافة الحرس الثورى الذى يمثل قدس أقداسها، خاصة فى مجالات الاستخبارات والتأمين الخاصة بالشخصيات المهمة، مما يثقل كاهل الجانب الإيرانى بضرورة القيام بعمل عسكرى انتقامى مهما تكن شدته او ضعفه على الاقل لحفظ ماء الوجه.
وكلاء إيران: يتوقع استخدام الصواريخ والمسيرات الإيرانية المصدر بعيدة المدى مع امكانية سقوط صواريخ الحوثى فى البحر الاحمر.
حزب الله اللبنانى : سوف يخضع لحسابات اخرى خاصة بعد الحشد والتوعد الإسرائيلى السياسى والعسكرى.
إسرائيل: يتوقع أن تقوم بالاعتراض الصاوخى المضاد الشامل بالتعاون المباشر مع الولايات المتحدة كما تم فى الهجوم السابق. مع عدم استبعاد هجوم وقائى تسبق به ايران بالتنسيق المسبق مع الحليف الأمريكى بحرا وجوا.
واختتمت القراءة بأن الرد الإيرانى العسكرى يكاد يكون حتميا لحفظ ماء الوجه، وان إسرائيل جاهزة لاعتراض الهجوم مع عدم استبعاد المبادأة بالتنسيق مع الولايات المتحدة. كما أن هذا السجال المتكرر بين إيران وإسرائيل،يضر بحلحلة المأساة الغزاوية ويدفع إسرائيل إلى التمهل فى التباحث فى أزمات وقف إطلاق النار ومشكلة الرهائن الإسرائيليين والاسرى الفلسطينيين. كما ينذر بتوسع دائرة الصراع إقليميا، ليكون الخاسر الاكبر هو القضية الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة