مع بدء المرحلة الحاسمة من الاستعداد لانتخابات الرئاسة الأمريكية، يعود شبح "التدخل فى الانتخابات" إلى صدارة الضوء مجددا، لاسيما بعد تقارير عن اختراق تعرضت لها حملة المرشح الجمهورى دونالد ترامب، أشارت فيه بأصابع الاتهام إلى إيران.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه للانتخابات الثالثة على التوالي فى الولايات المتحدة، بدأ الاختراق الأجنبي للحملات الانتخابية مبكرا، لكنهم ليسوا الروس هذه المرة، ولكن الإيرانيين الذين قاموا بالخطوة الأولى المهمة.
فيوم الجمعة، أصدرت شركة مايكروسوفت تقريرا أعلنت فيها أن جماعة قرصنة تديرها وحدة استخباراتية تابعة للحرس الثورى الإيراني، قد اخترقت بنجاح حساب مستشار سابق رفيع المستوى لحملة انتخابية. وذكرت مايكروسوفت أنه من هذا الحساب، فإن الجماعة أرسلت رسائل بريد إلكترونى مزيفة، تعرف باسم "التصيد بالرمح"، إلى مسئول رفيع المستوى فى حملة رئاسية، فى محاولة لاختراق حسابات الحملة وقواعد البيانات الخاصة بها.
كان هذا قبل إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب أن مايكروسوفت أبلغت حملته أن واحدا من المواقع الإلكترونية العديدة الخاصة بها قد تم اختراقه من قبل الحكومة الإيرانية، والذى لم يكن أبدا بالفعل الجميل. إلا أن القراصنة لم يحصلوا إلا على معلومات متاحة علما. وعزا ترامب هذا إدارة بايدن التي وصفها بالضعيفة وغير الكفء.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن الحقائق كانت أكثر غموضا ولم يتضح ما الذى قامت بها الجماعة الإيرانية التي أطلقت عليها مايكروسوفت اسم ""منت سانت ستورم". ونفت البعثة الإيرانية الدائمة للأمم المتحدة أي نية للتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقالت البعثة فى بيان لها الأحد، إن الانتخابات الأمريكية قضية محلية واستنكرت التقارير الأخيرة قائلة إنها تفتقر للأغلبية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن مكافأة قدرها 10 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى تعريف أو تحديد مكان ستة قراصنة قالت إنهم "تابعين للحكومة الإيرانية" والمتهمين بتنفيذ هجمات إلكترونية على مرافق المياه الأمريكية فى الخريف الماضى. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية التزامها بتبع المشتبه بهم ومحاسبتهم.
من ناحية أخرى، حذر محللون وخبراء استخباراتيون من احتمال وجود محاولات أكبر من قبل قوى أجنبية لإحداث اضطراب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بعدما قالت حملة ترامب إنها تعتقد أن أنظمتها الخاصة بالبريد الإلكترونى قد تم اختراقها من قبل قراصنة يعملون لصالح إيران، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
وحتى الآن، دعا عضوان ديمقراطيان بمجلس النواب، عملا فى لجنتى الاستخبارات والأمن، إلى إحباطات ولرفع السرية عن المعلومات المتعلقة بالتدخل الأجنبي المحتمل فى الانتخابات.
وجاء إعلان حملة ترامب بعد أن تلقت أسئلة من مؤسسات إعلامية عن وثيقة تدقيق داخلية بشان المرشح لمنصب نائب الرئيس جى دى فانس، والتي تم إرسالها إلى بعض وسائل الإعلام.
وكانت واشنطن بوست قد تلقت يوم الخميس نسخة من الوثيقة التي تقع فى 271 صفحة، والتي وصفت بأنها سرية، من مستخدم مجهول عرف نفسه باسم روبرت. وكانت مجلة بلوتيكو أول من نشر بيان حملة ترامب، وقالت إنها تلقت عدة وثائق بينهم الوثيقة المذكورة عن فانس من شخص يحمل الاسم نفسه منذ 22 يوليو الماضى.
ولم يؤكد المسئولون الأمريكيون أن حملة ترامب قد تم اختراقها، ولم تقدم الحملة بدورها أدلة على اختراق أو تورط إيرانى.
وقال النائب سوالويل، أرفع ديمقراطى فى لجنة الأمن السيبرانى الفرعية التابعة للجنة الأمن الداخلى فى مجلس النواب، إنه يسعى إلى إحاطة من وزارة الأمن الداخلى فى هذا الشأن. وأضاف فى منشور على منصة X قائلا إنه صحيح أن ترامب هو الشخص الأكثر دناءة على الإطلاق الذى يسعى إلى المنصب، وسعى أيضا إلى الاختراق الأجنبى فى انتخابات سابقة، لكن هذا لا يعنى أن أمريكا تتسامح أبدا مع التدخل الأجنبى.
من جانبه، حث النائب آدم شيف، الرئيس السابق للجنة الاستخبارات من مجلس النواب المسئولين على التحرك سيعا لرفع السرية عن أى معلومات حول طبيعة الاختراق الأجنبى المحتمل الذى أعلنته الحملة.
وقال شيف فى منشور على إكس عن لجنة الاستخبارات تحركت ببطء شديد للغاية فى عام 2016 كى تحدد بشكل مناسب الاختراق وخطة التدخل التي نفذتها روسيا لإحداث انقسام بين الأمريكيين وتحقيق حملة ترامب الاستفادة. وقد أجرت اللجنة تعديلات منذ هذا الحين لكن ينبغي أن تتحرك سريعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة