قصيدة صلاح عبد الصبور عن حرب أكتوبر إلى أول جندى رفع العلم فى سيناء

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024 07:30 م
قصيدة صلاح عبد الصبور عن حرب أكتوبر إلى أول جندى رفع العلم فى سيناء صلاح عبد الصبور
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته الـ43، أحد أشهر الشعراء العرب، وأحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، وهو واحد من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، وفي التنظير للشعر الحر.

كان صلاح عبد الصبور أحد هؤلاء الشعراء الذين كتبوا عن نصر أكتوبر العظيم، بل كان أول من كتب عن العبور، ففي الوقت الذي لم يكن خرج فيه الشعراء من دهشتهم للمشهد، ويحتاجون فيه للتأمل في مشهد النصر المجيد، لكن صلاح عبد الصبور لم يحتاج أكثر من ثلاثة أيام، حيث كتب قصيدته الرائعة في ثالث أيام المعارك ونشرها في 9 أكتوبر 1973 متوجها بها في عنوانها ومعبرا بكل وضوح عن سعادته وانبهاره بانتصار المصري العظيم وتحرير سيناء، قائلا في قصيدته الخالدة "إلى أول جندي رفع العلم في سيناء" يخاطب ذلك الجندي البسيط العظيم فيقول:


تملّيناك، حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء
وجهك يلثم العلما
وترفعه يداك،
لكى يحلق فى مدار الشمس،
حر الوجه مقتحما
ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفى .
ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء والعينين
ولم تعلن لنا الشاشة نعتا لك أو اسما
ولكن، كيف كان اسم هنالك يحتويك؟
وأنت فى لحظتك العظمي
تحولت إلى معنى، كمعنى الحب، معنى الخير، معنى النور، معنى القدرة الأسمى.
تراك،
وأنت فى ساح الخلود، وبين ظل الله والأملاك
تراك، وأنت تصنع آية، وتخط تاريخا
تراك، وأنت أقرب ما تكون
إلى مدار الشمس والأفلاك
تراك ذكرتني،
وذكرت أمثالى من الفانين والبسطاء
وكان عذابهم هو حب هذا العلم الهائم فى الأنواء
وخوف أن يمر العمر، لم يرجع إلى وكره
وها هو عاد يخفق فى مدى الأجواء.
فهل، باسمى وباسمهمو لثمت النسج محتشدا
وهل باسمى وباسمهمو مددت إلى الخيوط يدا
وهل باسمى وباسمهمو ارتعشت بهزة الفرح
وأنت تراه يعلو الأفق متئدا
وهل باسمى وباسمهمو همست بسورة الفتح
وأجنحة الملائك حوله لم تحصها عددا
وأنت ترده للشمس خدنا باقيا .. أبدا
هنيهات من التحديق،
حالت صورة الأشياء فى العينين
وأضحى ظلك المرسوم منبهما
رأيتك جذع جميز على ترعة
رأيتك قطعة من صخرة الأهرام منتزعة
رأيتك حائطا من جانب القلعة
رأيتك دفقة من ماء نهر النيل
وقد وقفت على قدمين
لترفع فى المدى علما
يحلق فى مدار الشمس،
حر الوجه مبتسما.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة