وسط ترقب سودانى لمخرجات محادثات السلام في جنيف لإنهاء الأزمة السودانية، والتى تنطلق اليوم، الأربعاء، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، وصول الوفود المشاركة في مباحثات سويسرا، فى مقدمتهم الوفد المصرى المشارك بصفة مراقب وفقا لدعوة الولايات المتحدة الدعوة إلى كلا من مصر والإمارات والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيجاد الإقليمية.
وأبدى المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، امتنانه الكبير لدولة سويسرا لالتزامها باستضافة محادثات دبلوماسية حاسمة لمعالجة الصراع في السودان، مشيرا إلى أن قيادتها وتعاطفها أمر حيوى فى الجهود الجماعية لإحلال السلام وإغاثة الشعب السوداني.
كما رحب المبعوث الأمريكي، في تغريدة على حسابه بمنصة اكس بالوفد المصري لإجراء محادثات مهمة بشأن الأزمة السودانية.
وقال: "يشرفني أن أرحب بالوفد المصري لإجراء محادثات حاسمة حول الأزمة السودانية. وأنا ممتن للقاهرة لكونها شريكا استراتيجيا في جهودنا المشتركة لإنهاء الصراع ومعالجة الأزمة الإنسانية. ونتطلع إلى دورهم الحيوي في دفع هذه المناقشات الدبلوماسية قدما".
وفى السابق قال بيريلو - في مؤتمر صحفي في جنيف: "إننا سنعتمد على الشراكات والمشاورات التي تركز على خارطة الطريق الدولية بشأن السودان"، مضيفا أن هناك الكثير من الدول والمشاركين المنخرطين في حل هذه الأزمة ونسعى لما يمكن أن نعمله سويا لإيقاف أعمال العنف.
وعشية المباحثات قال رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في خطاب له بمناسبة عيد الجيش: "من يدعون كذباً للسلام ونقول لهم: لا سلام والمليشيا المتمردة تحتل بيوتنا ومدننا وقرانا وتحاصرها، وتقطع الطرق إلى أجزاء مقدرة من بلادنا الحبيبة، فلا وقف للعمليات بدون انسحاب وخروج آخر مليشي من المدن والقرى التي استباحوها واستعمروا أهلها. وأكرِّر، أنّ طريق السلام أو وقف الحرب واضح وهو تطبيق ما اتفقنا عليه في جدة في مايو 2023م".
جهود القاهرة فى حلحلة الأزمة السودانية
وتأتى المشاركة المصرية كجزء من جهود القاهرة فى حلحلة الأزمة السودانية، ودورها المحوري منذ اندلاع الأزمة منتصف أبريل 2023، وعشية المباحثات التقى عضو مجلس السيادة السوداني، نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي، السفير المصرى بالسودان هاني صلاح، وبحسب صحيفة السوداني، قدم عضو السيادي السوداني، شرحاً مفصلاً لموقف الحكومة السودانية فيما يتعلق بمفاوضات جنيف ومنبر جدة وجميع المسارات التي من شأنها أن تسهم في استقرار وأمن ووحدة السودان. ونقل عضو مجلس السيادة، تحيات القيادة السودانية للحكومة والشعب المصري.
من جانبه، أعرب السفير المصرى بالسودان في تصريح صحفي عقب اللقاء، عن شكره وتقديره للسودان حكومة وشعباً، موكداً عزم بلاده الاستمرار في دعم الحكومة السودانية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، مشيراً إلى استمرار دعم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي لكل المبادرات التي يمكن أن تفضي إلى وقف الحرب في السودان.
وخلال العام الماضى اتخذت الجهود المصرية مسارات عديدة، فى مقدمتها لم شمل الفرقاء والقوى السياسية السودانية، وما أهلها لهذا الدور هو وقوفها على الحياد بين طرفيها، فنجحت لأن تكون طرفا مقبولا تثق فى رؤياه القوى السياسية السودانية لأجل إنهاء النزاع، وهو ما ترجم على أرض الواقع أمس خلال المؤتمرات العديدة التى استضافتها بمشاركة جميع القوى السياسية كان آخرها مؤتمر القوى المدنية السياسية يوليو الماضى، تحت عنوان معا لوقف الحرب فى السودان، فى العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة.
وحظى الدور المصرى بإشادة سودانية، فقد أشاد إعلام السودان باجتماعات القوى السودانية فى القاهرة، واعتبرتها خطوة لكسر الحاجز النفسي وبناء الثقة بين فرقاء جلسوا تحت سقف واحد لأول مرة منذ اندلاع الحرب. كما أشاد النشطاء السودانيون من بينهم عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير سلمى نور، بالدور المصرى.
وكانت القاهرة احتضنت قمة دول جوار السودان فى 13 يوليو 2023، لبحث سُبل إنهاء الصراع والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، وفى سبتمبر 2023 عُقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان، بمقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك. وفى نوفمبر 2023، احتضنت مصر، مؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان 2023"، بحضور أكثر من 400 مشارك وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى "توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب في السودان".
وعلى الصعيد الإنسانى، لم تتخل مصر عن أشقائها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، حيث أعلنت مصر استقبال أكثر 95 ألف نازح سوداني منذ اندلاع الحرب حتى مايو 2023، من منفذي قسطل وأرقين.. ولا تزال تواصل تقديم المزيد من الدعم للأشقاء.
